المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى لـ"صوت الأمة": تكامل وتعاون بين الحكومة والوزارة والحوار الوطني في كل الملفات.. ونؤمن أن الإنجاز نتاج عمل جماعي
السبت، 19 أبريل 2025 05:47 م
حاوره - يوسف أيوب
توجيهات الرئيس بوصلة للحوار الوطني ومصدر قوة.. ونسعى للتوافق حتى نستطيع رفع مخرجاتها لسيادته
الأمن القومي والسلم المجتمعي وتماسك الجبهة الداخلية أولويات في النقاش.. والإعلام والدراما مرآة المجتمع
أكد المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى، ورئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى، أن الحوار الوطني يحظى منذ اللحظة الأولى بعناية ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهي في ذاتها ميزة إيجابية عظيمة، وبمثابة بوصلة للعمل، ومصدر قوة، تجعل كل القضايا التي تناقش به محل اهتمام من الدولة، مشيراً إلى وجود تقدير حكومي لآلية الحوار الوطني، حيث تعمل الحكومة دوما على الاستفادة من هذه الرؤى والتوجهات، بما يخدم مصالح الوطن والمواطنين.
وقال فوزى في حوار مع "صوت الأمة" أن الدكتور مصطفى مدبولى، خلال الاجتماع معه مؤخراً أكد تفعيل آلية الحوار الوطني حول ملفين مهمين، يناقش الملف الأول مستقبل المنطقة في ظل الأحداث الحالية، وموقف الدولة المصرية مع الأطراف المختلفة، أما الملف الثاني فهو يتمثل في مناقشة الحوار الوطني للقضايا المجتمعية والثقافية المطروحة على الرأي العام حاليًا، خاصة ما يتعلق بالإعلام والدراما المصرية.
في هذا الحوار تحدث المستشار محمود فوزى، هن آلية الحوار وطريقته خلال الفترة المقبلة، وايا من القضايا ذات الأولوية، هل ستكون قضايا الأمن القومي أم الملفات والقضايا الداخلية، وشكل الحوار خلال مناقشة قضايا الإعلام والدراما المصري
بعد اللقاء مع رئيس الوزراء، ما هي أهم القضايا التي ستكون محل اهتمام بجلسات الحوار الوطني خلال الفترة المقبلة؟
بداية أود تجديد التأكيد على أن الحوار الوطني يحظى منذ اللحظة الأولى بعناية ودعم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهي في ذاتها ميزة إيجابية عظيمة، وبمثابة بوصلة للعمل، ومصدر قوة، تجعل كل القضايا التي تناقش به محل اهتمام من الدولة، خاصة في ظل اعتماد التوافق آلية لاتخاذ القرار، لذا فإن أي مخرجات كان الرئيس يبادر بدعمها طالما أنه متوافق عليها، وبمجرد وضع القضية على أجندة الحوار الوطني والتوافق عليها، تستطيع القول إنها أصبحت قريبة من الوصول لأفضل وضعية ممكنة.
وهناك بعض القضايا المتبقية في الحوار الوطني يتعين علينا إعادة النظر في ترتيب أولوياتها في جداولنا، وهنا أوضح أن مجلس الأمناء هو من يحدد جدول الأعمال والموضوعات، وترتيبها، والمدعوين، ولكننا في كل الأحوال منفتحين على أصحاب الشأن والمعنيين بالأمر وذوي الصفة في الموضوع.
وبالنسبة للقاء السيد رئيس الوزراء، فإن سيادته أكد تقدير الحكومة لآلية الحوار الوطني، التي تجمع نخبة متميزة من أصحاب الخبرات ورجال الفكر، والمتخصصين في مختلف القطاعات، ورغم اختلاف رؤاهم وتوجهاتهم السياسية، بل والاقتصادية، فإنهم يجتمعون ويتفقون على القضايا والأولويات الوطنية، ومن ثم تعمل الحكومة دوما على الاستفادة من هذه الرؤى والتوجهات، بما يخدم مصالح الوطن والمواطنين.
وخلال اللقاء، أكد السيد رئيس الوزراء تفعيل آلية الحوار الوطني حول ملفين مهمين، يناقش الملف الأول مستقبل المنطقة في ظل الأحداث الحالية، وموقف الدولة المصرية مع الأطراف المختلفة، وذلك في ضوء المتغيرات السياسية المتلاحقة، والخطوات المطلوبة لدرء المخاطر عن الدولة المصرية، والعمل على تخطي هذه التحديات، وكيفية تأمين مصالحنا الوطنية في ظل هذه التحديات.
أما الملف الثاني فهو يتمثل في مناقشة الحوار الوطني للقضايا المجتمعية والثقافية المطروحة على الرأي العام حاليًا، خاصة ما يتعلق بالإعلام والدراما المصرية، وأذكر بأن الحوار الوطني سبق أن قطع شوطًا كبيرًا في الملفات الثقافية على وجه الخصوص، وله مخرجات وتوصيات جيدة، ونحن لدينا استعداد كامل لسماع رؤى ومقترحات كل المثقفين والخبراء في هذا الملف، لذا فإننا سنستكمل ما بدأناه في هذه القضايا، ونسعى للوصول لتوافق كامل حول ما سيخضع للنقاش، قبل أن نرسل التوصيات إلى السيد الرئيس.
هل ستشهد الجلسات خلافًا عن الشكل السابق، فيما يتعلق بالمناقشات ورفع التوصيات، أم سيتم السير وفق المسار السابق؟
الحقيقة المسار السابق ليس به ما يدعو للتغيير، حيث إن دورة النقاش تأخذ وقتها الطبيعي، ثم يكون السعي للوصول إلى توافق، ومن ثم الوصول إلى محطة تسليم المخرجات إلى السيد الرئيس، وفي الظروف المعاكسة لذلك يعاد النقاش وهكذا.. لكن إذا ما رأينا أن هناك ما يستدعي الاستعجال في رفع التوصيات سيحدث ذلك، وسيطبق فقه الأولويات، الأمر ليس قوالب جامدة، وأيضًا ليس رغبة في التغيير بدون داع.
الحديث الآن عن مناقشة قضايا الأمن القومي وكذلك الملفات والقضايا الداخلية، لمن ستكون الأولوية في النقاش خلال الفترة المقبلة؟
لا تعارض، ويمكن نقاش كل ذلك بالتزامن وفي الوقت ذاته، وبنفس درجات الأولوية، تتحدث عن نقاش في قضايا مهمة، غير أن التجربة خلال السنوات الماضية علمتنا أن نهج السيد الرئيس يقوم على مبدأ "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"، وقد حدث ذلك في كل المسارات التي قادها الرئيس في البلاد، حيث حارب الإرهاب وقضى عليه، بالتزامن مع إقامة المشروعات التنموية، غيرها من المسارات التي تزامنت مع بعضها، ومن ثم فإني أؤكد أن الملفات التي سنعود لفتحها في الحوار الوطني ستحظى بالأهمية ذاتها، وسيكون النقاش متزامنًا مع بعضه، وكل ما يتم الانتهاء منه، سوف ترفع توصياته.
فيما يتعلق بالإعلام والدراما المصرية، ما هي الجهات التي سيتم دعوتها للمشاركة، وشكل النقاش؟
لا يخفى على أحد أن الإعلام والدراما هما مرآة المجتمعات، وهما المرآة التي تعكس شكل وطبيعة وتاريخ كل مجتمع، ومن هنا نستشف خطورة هذه الملفات، ونجد أنفسنا في أمس الحاجة للوصول إلى أفضل شكل ممكن، يخدم البلاد، ويعلي مصالحها، ومصالح شعبها، ويحافظ على أمنها القومي، ويقدم رؤية واضحة تفيد المجتمع بكل فئاته، وتبني الأجيال، وتقدم المعرفة، وفي ظل هذه التقدم التكنولوجي الرهيب فإن الإعلام الآن مصدرًا رئيسيًا للتوجيه والتثقيف، كما الدراما، ويشكلان معًا وعي المجتمع، ومن المفترض أن يحفظان ويحافظان على أمنه وسلمه المجتمعي.
أما بالنسبة للمشاركين فالحقيقة أننا نحتاج كل المعنيين.. كل أصحاب الشأن مدعوون للنقاش والوصول إلى أفضل صيغة ممكنة، وما يليق ببلدنا العريق، وكلي يقين أن هدف الجميع تقديم إعلام ودراما يليقان بمصر، غير أن الاختلاف في وجهات النظر لن يفسد للحوار الوطني قضية، وكعادتنا في الحوار، لن نستبعد أحد، ولن نحجر على رأي أحد، وكما قلت الكل يستطيع طرح وجهة نظره، ورؤيته، وبالآلية ذاتها التي نعمل بها، سوف تأتي النقاشات في هذين الملفين المهمين، ونستكمل الإجراءات بالتوصيات والمخرجات، قبل البحث عن آلية للتنفيذ بعد توجيهات السيد رئيس الجمهورية في الأمر.
في ظل الأوضاع الحالية المتعلقة بالأمن القومي هل سيكون للوزارة أنشطة تدريبية مع أحزاب ونقابات خلال المرحلة المقبلة أم سيضطلع الحوار الوطني بهذه المهمة؟
سيكون هذا السؤال الأقل حظًا في عدد كلمات الإجابة، لأن الأمر ببساطة يتلخص في كون الوزارة جزءًا لا يتجزأ من الحكومة ككل، ومن الدولة، وكل الجهود في هذه الزوايا تتم بالتنسيق وبمجهود جماعي، ولا نركز في الوزارة على الجهود الفردية، بقدر ما يعنينا الانخراط في برنامج الحكومة، والعمل وفق روح الفريق، ولكن أؤكد لك أن كل الأمور قيد التنفيذ، وبتوجيهات السيد الرئيس، ومتابعة السيد رئيس الوزراء، سوف تتعاون الوزارة مع الزملاء في الحكومة، لتقديم أنشطة لهذه الزوايا خلال الفترة المقبلة.