مسلسل الغاوي وأسرار عالم الحمام.. من هواية إلى أداة حربية عبر التاريخ
الإثنين، 17 مارس 2025 10:26 م
يطل علينا الفنان أحمد مكى في النصف الثاني من رمضان من خلال مسلسل الغاوي، حيث يجسد شخصية عاشق لتربية الحمام، وهي هواية ممتعة تحمل تاريخًا عريقًا، يمتد إلى آلاف السنين. لم يكن الحمام مجرد طائر جميل يُهوى مشاهدته، بل لعب دورًا حاسمًا في الحروب، إذ استخدمه الإنسان منذ العصور القديمة في نقل الرسائل والمعلومات السرية، خاصة في أوقات النزاعات.

واستُخدم هذا الطائر الرقيق لتركيزه الشديد وقدرته المذهلة على إيجاده والتصويب عليه هدفه لمسافات طويلة وفي ظروف قاسية أو شاقة. لقد لعب الحمام دورًا هامًا في تاريخ الحروب على هذه الأرض، كوسيلة فعالة في نقل الرسائل والمعلومات. فكيف تمكن هذا الطائر النحيل في تغير مسار بعض المعارك والحروب؟. سنتعرف على دور طائر الحمام الزاجل في الحروب والمعارك حسب ما نشره موقع المكتبة الزراعية للولايات المتحدة
معروف منذ القدم أن مصر القديمة "الفرعونية" هى أول من استخدم الحمام الزاحل في مرسلاتها العسكرية قبل أكثر من 5000 عام قبل الميلاد، . وبعد أن تم الفتح الإسلامي لمصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه نُقل الكثير من الحمام الزاجل إلى مصر. وفي أمريكا بدأ جيش الولايات المتحدة في استخدام الحمام الزاجل في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. واستمرت تربية الزاجل ثقافة فرعية مهمة في أمريكا.

الاستخدامات التاريخية للحمام في الحروبحصار مودينا 4 قبل الميلاد
خلال هذا الحصار، استخدم القنصل الروماني بروتس الحمام الزاجل للتواصل مع زميله هيرتيوس خارج المدينة، مما ساعد في تنسيق الجهود العسكرية.

الحروب الصليبية القرن الثالث عشر
عند غزو لويس التاسع لمصر عام 1249، علم السلطان بوصوله إلى دمياط عبر رسائل الحمام الزاجل، مما أتاح له الاستعداد والتصدي للهجوم.
الحرب الهولندية الإسبانية 1574
خلال هجوم القوات الإسبانية بقيادة فيليب الثاني على هولندا، استخدم الهولنديون الحمام الزاجل لجمع معلومات عن تحركات العدو، مما مكنهم من شن هجمات ناجحة في الوقت المناسب.

الحرب العالمية الأولى عام 1914
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 شمل المجهود الحربي الأمريكي توسيع استخدام الحمام الزاجل في سلاح الإشارة بالجيش الأمريكي. حيث استخدمت ما يقرب من بـ 10000 طائر مع المدربين الخاص بهم.

الحرب العالمية الثانية 1939
استُخدم الحمام الزاجل بشكل واسع لنقل الرسائل والمعلومات الاستخباراتية أثناء الحرب العالمية الثانية. وعرفت بعض الطيور بأسمائها مثل، "شير أمي" التى خدمت مع الجيش الأمريكي في فرنسا عام 1918. في إحدى المهمات، قطعت مسافة طويلة تحت نيران العدو لإيصال رسالة أنقذت حياة 194 جنديًا محاصرين. و"جي آي جو"، التى أنقذت حياة ألف جندي بريطاني في إيطاليا عام 1943، حيث نقلت رسالة أوقفت قصفًا كان سيستهدفهم عن طريق الخطأ. وأصبحت مشهورة بإنقاذها لأرواح العديد من الجنود ونقلها لمعلومات حاسمة.

تكريم الحمام على خدماته العسكرية
وتقديرًا لشجاعة تلك الطيور، مُنحت بعض الحمامات ميدالية ديكين المعروفة بـ"صليب فيكتوريا للحيوانات". وتم تشييد نصب تذكارية في عدة دول لتخليد ذكرى هذه الطيور ودورها في الحروب.
ولأنه طائر رقيق وجميل ومحب للسلام صفات أحبه الكثير من البشر وتسابق على تربيته العديد منهم، واستخدمه العديد من أهل الفن في أفلام ومسلسلات دارمية ناجحة، وقد شاهدنا أولى حلقات مسلسل الغاوى في النصف الثانى من شهر رمضان الحالى 2025، وتدور أحداث مسلسل الغاوي في إطار شعبي حول شمس العدوى الذى يعيش في أحد أحياء القاهرة القديمة يقرر التوبة عن البلطجة والعمليات الاجرامية التي كان يقوم بها مع مجموعة من أصدقائه، ولكن فجاة تنقلب حياته بعد تعرض أحد أصدقائه للظلم.