مسلسل الغاوي.. هل عرف الفراعنة غية الحمام؟
الإثنين، 17 مارس 2025 10:08 م
ظهر النجم أحمد مكى في الحلقة الأولى من مسلسل الغاوى، بشخصية تاجر حمام، يعيش في أحد أحياء القاهرة القديمة، ويغوى تربية الطيور، إذ جمع الحمام الخاص به مع ابن شقيقته الحمام الذى يتولاه حتى يذهب للسوق ويطيرونه مع التجار الآخرين في منطقة شعبية.
وتدور أحداث مسلسل الغاوى في إطار شعبي حول شمس العدوى الذى يعيش في أحد أحياء القاهرة القديمة يقرر التوبة عن البلطجة والعمليات الاجرامية التي كان يقوم بها مع مجموعة من أصدقائه، ولكن فجاة تنقلب حياته بعد تعرض أحد أصدقائه للظلم.
تعود جذور الغية إلى العصور الفرعونية، حيث تظهر نقوش الحمام على جدران المعابد، كما اعتمد المصريون القدماء على الحمام الزاجل في نقل الرسائل، وهي ممارسة استمرت في الحقب اللاحقة. في العصور الإسلامية، ازدهرت هذه الهواية، خاصة في العهدين الفاطمي والمملوكي، حيث كانت أبراج الحمام منتشرة في القصور والمساجد، واستخدم الحمام كوسيلة اتصال فعالة. أما في العصر الحديث، فأصبحت الغية جزءًا من التراث الشعبي، وخصوصًا في المناطق الشعبية والريفية، حيث تُقام مسابقات لتقييم سرعة الحمام ودقته في العودة إلى موطنه.
يُطلق على هواة تربية الحمام لقب "الغواة"، ويمارسون هذه الهواية من خلال بناء غيات فوق أسطح المنازل، وهي أبراج مخصصة لتدريب الحمام على الطيران والعودة. ولا تقتصر الغية على التربية فقط، بل تشمل سباقات الحمام الزاجل التي تعتمد على سرعة العودة إلى الأبراج، بالإضافة إلى منافسات استدراج الحمام من الغيات الأخرى، وهو تقليد متعارف عليه بين الغواة.
رغم عمقها التاريخي، تواجه الغية صعوبات معاصرة، أبرزها تقلص المساحات السكنية، وابتعاد الأجيال الجديدة عنها لصالح التكنولوجيا وألعاب الفيديو. ومع ذلك، لا يزال هناك غواة متمسكون بهذه العادة، ينقلون خبراتهم وتقنياتهم عبر الأجيال، كما ساهمت الأعمال الدرامية مثل مسلسل "الغاوي" في إعادة إحياء هذا العالم وإبراز تفاصيله الفريدة.