الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر لـ«صوت الأمة»: نواجه الإلحاد والانتحار بالفكر والحوار.. والحمد لله شبابنا بخير ولا خوف عليه
السبت، 15 مارس 2025 01:05 م
حوار - منال القاضي
علاقتنا مع الفاتيكان "طيبة".. ولدينا طلاب وافدين من 120 دولة نوفر لهم كل احتياجاتهم حتى نهاية الدراسة
وحدة "بيان" تنشر الوعى المعرفى للوقاية من الفكر المتطرف والمنحرف وتوفر مساحات آمنة للحوار مع الشباب
المشيخة تتصدى بقوة لفوضى الفتاوى الشاذة بالتأصيل والتحرير والتدريب وإنشاء مراكز للفتاوى منها مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية
وحدة "بيان" تنشر الوعى المعرفى للوقاية من الفكر المتطرف والمنحرف وتوفر مساحات آمنة للحوار مع الشباب
المشيخة تتصدى بقوة لفوضى الفتاوى الشاذة بالتأصيل والتحرير والتدريب وإنشاء مراكز للفتاوى منها مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية
أسئلة كثيرة وقضايا أكثر، لا تزال مطروحة للنقاش على طاولة الأزهر الشريف، مرتبطة بظواهر مجتمعية، وأخرى عالمية. من هنا كان لقاءانا مع الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، للحديث عن دور الأزهر في مواجهة هذه الظواهر والتعامل معها.
الضوينى في حواره مع "صوت الأمة" قال إن الإسلام هو دين المحبة والتعاون والأخوة، وهو دين الرحمة والمودة الذي ينبذ الغلو والتطرف، مشيرًا إلى أن رسالة الأزهر الشريف تستمد جوهرها من تعاليم الشريعة الإسلامية، حيث يسعى إلى نشر قيم التسامح والاعتدال وتعزيز التعايش ونبذ الفرقة ، يواجه ظاهرة الإلحاد والانتحار بفتح باب الحوار ونشر اللقاء الدورية مع الشباب في كل أماكن تواجدهم.
وتحدث وكيل الأزهر عن دور المؤسسة الدينية في مواجهة الإلحاد والانتحار، وكذلك رؤية الأزهر لملف تجديد الخطار الدينى، وأيضا التصدي لظاهرة فوضى الفتاوى.. وإلى نص الحوار
في الآونة الأخيرة زاد الحديث عن زواهر مجتمعية مثل الإلحاد، كيف يتصدى الأزهر لهذه الظاهرة؟
الأزهر أداة فكرية تواجه القضايا بحوار ومخاطبة الفكر بالفكر، ويواجه الأزهر الإلحاد بالحوار مع الشباب، كما يقوم بعملية رصد لكل ما ينشر عن ظاهرة الإلحاد في كل وسائل الاتصال الحديثة عن طريق مرصد الأزهر الذى يوجد به وحدة رصد، كذلك من خلال مجمع البحوث الإسلامية الذى ينظم برامج وخطة شهرية لمواجهة الالحاد.
وما نرصده أن هناك بعض الشباب ممن يتأثرون بما يتنشر في السوشيال ميديا، بما شككهم في الدين، لكن أحيانا ظروف الواقع تدفع الشباب إلى الإلحاد.
ونحن في الأزهر، نؤكد أن قضايا الإلحاد تقوم على مخاطبة العقل والرد على الشبهات ومحاولات التشكيك في العقيدة، وان نحاول إبعاد الشباب بالفكر عن الانسياق خلف المشككين، وخلال الفترة الماضية رصدنا في الأزهر كل ما ينشر عن الإلحاد، ونؤكد أن مصر وشبابها بخير، وأن يمثلون هذه الظاهرة، هم طائفة قليلة ويمكن أعتبارهم ظاهرة، ونحن من جانبنا نحاور الشباب بالعقل والفكر، بخلاف دور مجمع البحوث الإسلامية الذى يشارك بالوعاظ والوعظات المتميزين والمدرين تدريب جدي على الحوار بمشاركة أعضاء هيئة التدريس لتوعية الشباب بطرق جيدة، لفتح باب الحوار مع الشباب.
كما قام الأزهر بنشر قوافل دعوية لمواجهة الالحاد في المدارس والنوادي والجامعات وفى جميع أماكن تواجدهم لإقناعهم بالتمسك بالعقيدة.
وأنشأ الأزهر الشريف، وحدة "بيان" لمواجهة شبهات "الإلحاد" والفكر اللاتيني، وبناء وعيي معرفيي للوقاية من الفكر المتطرف والمنحرف، كما توفر مساحات آمنة للحوار مع الشباب، وتحصينهم من حيل المشككين في الدين، كما أنشأ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وحدة لمواجهة الإلحاد، والفكر اللاتيني عام 2018م، تحت شعار "أجيال واعية وحوار بناء"، بدعم من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطَّيب شيخ الأزهر الشريف؛ بهدف توفير مساحات آمنة للحوار مع الشباب وتحصينهم من حيل المشككتين في الدين، والسعى لإزالة المفاهيم المغلوطة لديهم بمخاطبة الشباب وإقناعهم بصحيح الإسلام وأنة دين المحبة والتسامح والتعاون .
تضم الوحدة نخبة من أعضاء المركز وأساتذة من جامعة الأزهر والجامعات الأخرى في مصر، ويشارك فيها نخبة متخصصون في معالجة السلوك النفسي وكذلك العقيدة والفلسفة، والفقه الإسلامي، وعلم النفس، والإجتماع، والصحة النفسية، وغير ذلك من التخصصات المختلفة.
وتعمل الوحدة على المتابعة اللحظية لكل ما يثار حول الإسلام وشرائع من أي مفاهيم مغلوطة وشبهات ونحن نؤكد على أن فتح باب الحوار هو بالفعل الوسيلة الحقيقية للمواجهة.
وفيما يتعلق بالإنتحار؟
الانتحار ظاهرة أحيانا تكون ناتجة عن اليأس من بعض الظروف الواقعية، والازهر يقوم بجهود لمواجهة ظاهرة الانتحار منها قضية التوعية لأن سبب الانتحار الأساسي غياب دور الأسرة والإنفصال بين الأب والأم، لذلك تقوم الواعظات والوعاظ بنشر التوعية بين الأسر، وتوعية الشباب بضرورة الإيمان بقدر الله، لأن معظم الحالات بسبب ضيق في بعض الظروف الحياتية، وينشر الأزهر قوافل دعوية في المدارس والجامعات والمدار وحتى السجون والمستشفيات للحديث مع الجميع عن الانتحار، وتوضيح العديد من الحقائق.
وما هو الدور الذى يقوم به الأزهر خارجياً لمواجهة ظاهرة الإسلام فوبيا؟
نعقد لقاءات ومؤتمرات عدة في الداخل والخارج، بالإضافة إلى جولات يقوم بها علماء الأزهر بتأكيد من الإمام الأكبر بخلاف مشاركة شيخ الأزهر ذاته الذى يقوم بجولات خارجية، فضلاً عن فتح باب الحوار مع الفاتيكان بخلاف المبعوثين من علماء الأزهر لمخاطبة اصحاب الاديان الأخرى عن الإسلام، ونحن نخاطب أصحاب العقائد الأخرى، وهذا ما حدث بالفعل في إعادة الحوار مع بابا الفاتيكان الذى تربطه علاقة طيبة مع شيخ الازهر، في تأكيد على قبول الأخر.
وعلماء الأزهر منتشرين في كل بقاع العالم عن طريق المبعوثين لتوضيح الدين الإسلامي على حقيقة وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، ورسالة الأزهر رسالة عالمية، تحمل نور الإسلام للعالم أجمع، ولولا أن الله حمى هذا الدين بالأزهر ورجاله لضاعت معالم الشـريعة، ولا ينكر عاقل ولا مفكر ولا صاحب رأي سديد دور الأزهر الشـريف في نشـر قيم التسامح بين الناس جميعا، ورعايته للفكر الإسلامي المعتدل في مصـر والعالم كله، وسيظل الأزهر الشـريف له دور فاعل في تعزيز وشائج الأخوة بين بني الإنسان، وفي تقوية التعاون العلمي والفكري والثقافي بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي نشـر حقائق الدين والرد على أباطيل دعاة التفرقة الذين يتاجرون باسم الدين، خصوصا في هذه المرحلة التي ينشط فيها تجار المشروعات الطائفية المقيتة التي تضعف في الأمة مناعتها وقدرتها على المواجهة، وتمزق وحدتها ونحن ندعوا ان الإسلام دين المحبة والتعاون.
وما هو دور الأزهر في نشرة المناهج وتعليم الطلاب الوافدين؟
الأزهر هو حصن الوعي الإنساني في مصر والعالم كله، فهو يحمل رسالة الاسلام الوسطى، فرسالة الأزهر رسالة عالمية حيث يفد عليه طلاب من ربوع الأرض من أكثر من 120 دولة ومنها دول آسيا وأفريقيا وماليزيا وإندونيسيا وغيرها من كل دول العالم، لكى ينهلوا من علمائه ويدرسون في الأزهر العلوم الدينية والشرعية التصحيحية ليكون سفراء الاسلام في بلادهم، ويعودون إلى بلدانهم وهم فقهاء في الدين والقرآن مفسر في قلوبهم، ونحن في مدينة البحوث الاسلامية نقدم لهم كل العون من وقت خروجه من بلده حتى قدومه إلى القاهرة ولحين انتهاء مدة دراسته وعودتهم لبلادة يحمل العلوم الشرعية وينشرها بين الناس.
ماذا عن تجديد الخطاب الديني؟
نعمل على انتشار لغة سهلة لمخاطبة الشباب بلغتهم وأسلوبهم، وفى الوقت نفسه يحافظ الأزهر على تراثه من كبار العلماء الذين تركوا لنا ميراث كبير وعظيم من مؤلفاتهم.
وتجديد الخطاب الديني لا يعنى إلغاء التراث كما يدعى البعض، فنحن نجارى بلغة العصر مع الحفاظ على الثوابت.
ومن الواجب على دول العالم الإسلامي وقياداته وعلمائه ومؤسساته الثقافية والتربوية والإعلامية، دعم جهود الأزهر الشـريف ومساندة رسالته السمحة، ليبقى دائما حصنا منيعا من حصون الأمة الإسلامية ويدعوا للإصلاح ولا يدعوا للتعصب والجمود.
هل لجان الفتوى المنتشرة بمناطق الأزهر بالمحافظات قادرة على مواجهة فوضى الفتوى الشاذة التي تصدر من غير المتخصصين؟
ندعو الجميع الى أخذ الفتوى من دار الإفتاء المصرية، باعتبارها الجهة والمنوطة بالفتوى بخلاف لجان الفتوى المنتشرة بالمحافظات والجامع الأزهر، ونحن لدينا لجنة الأزهر للفتوى من كبار العلماء والمتخصصين، ونتلقى الأسئلة من المواطنين بطرق مباشرة أو عن طريق الرد على الفتاوى بالمرصد الأزهر عن طريق وسائل الاتصال الحديثة والرد عليها في نفس الوقت، لكى يكون علماء الأزهر هم حصن الأمان.
وإدراكاً من الأزهر لمعاناة المجتمع من الفتاوي العبثية والفوضى العلمية التي ملأت أسماع الناس ليلا ونهارا، والتي تطاردهم لتردهم لا إلى رحمة في القرآن والسنة ولا إلى يسـر في الشـريعة، وقف الأزهر بهيئاته المختلفة وعلمائه ووعاظه لهذا العبث بالتأصيل والتحرير والتدريب، وإنشاء المراكز المهمة للفتاوى، ومنها مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية.
ماذا عن وجود عجز في العاملين بالأزهر؟
الفعل نحن في حاجة الى عاملين، والازهر عرض ذلك ضمن مسابقة 120 عامل، مع العلم أن هذه التعينات تأتى بموافقة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.