ترامب يصطدم بالجميع: ضغوط على أوروبا وأوكرانيا وإصرار على تهجير غزة

الأربعاء، 12 مارس 2025 11:46 ص
ترامب يصطدم بالجميع: ضغوط على أوروبا وأوكرانيا وإصرار على تهجير غزة
هانم التمساح

لم يترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بابًا للخلاف مع دول العالم إلا وطرقه، سواء مع دول الجوار الأمريكي، أو الحليف الأكبر في أوروبا وحلف الناتو، أو في بلاد المشرق العربي.
 
ويواصل ترامب إثارة غضب قادة أوروبا على عدة جبهات، من الحرب في أوكرانيا إلى التعريفات الجمركية، وصولًا إلى قضية قطاع غزة. وقد أثارت مساعيه الأخيرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا مخاوف حلفاء كييف الأوروبيين وواشنطن على حد سواء، إذ إنها تعرض الأمن الأوروبي للخطر.
 
كما فرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الفولاذ والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، ما أدى إلى غضب عارم، فضلًا عن دعمه مخطط تهجير سكان غزة.  
 
إهانة أوكرانيا وغضب أوروبا
 
وجه ترامب إهانة بالغة للرئيس الأوكراني، إذ نقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مسؤولين في البيت الأبيض أن فولوديمير زيلينسكي لم يغادر البيت الأبيض بإرادته، بل لأن ترامب طرده، كما قال ترامب للرئيس الأوكراني: "جنودك يتناقصون، وأنت تخبرنا أنك لا تريد وقف إطلاق النار".
 
وأشارت صحيفة "لاراثون" الإسبانية إلى أن خطة السلام التي عرضها ترامب تتضمن تنازلات كبيرة لصالح موسكو، بما في ذلك التخلي عن الأراضي التي استولت عليها روسيا واستبعاد انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يعني فعليًا إنهاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وأعلن ترامب عن مفاوضات فورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطلب من زيلينسكي التخلي عن الأمل في استعادة كل الأراضي التي احتلتها روسيا.  
 
في المقابل، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة "X"، أن "أوروبا يجب أن يكون لها دور مركزي في أي مفاوضات"، مشددة على أن استقلال أوكرانيا وسلامة أراضيها يجب أن يكونا أولوية، مع توفير ضمانات أمنية قوية.  
 
من جهته، عبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس عن دهشته من المحادثة الهاتفية بين ترامب وبوتين، قائلًا إنها فاجأت جميع وزراء الخارجية الأوروبيين، ودعا الطرفين إلى عدم إنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل متسرع، دون احترام المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة ودون الاستماع إلى وجهة نظر أوروبا وأوكرانيا.  
 
كما شددت ألباريس على ضرورة أن يُسمع صوت أوروبا، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي كان إلى جانب أوكرانيا منذ بداية الحرب، فيما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "أكدنا دائمًا أنه لن يُتخذ قرار بشأن أوكرانيا بدون أوكرانيا، ولا يمكن تحقيق السلام إلا معًا: مع أوكرانيا ومع الأوروبيين".  
 
أما وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، فأكد أن بلاده متمسكة بشدة بانضمام أوكرانيا إلى الناتو، مضيفًا: "إذا تحقق السلام، فنحن بحاجة إلى ضمانات أمنية حتى يكون عادلًا ودائمًا".  
 
حرب التعريفات الجمركية والتوتر مع أوروبا
 
منذ توليه السلطة، فتح ترامب النار على الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، معتبرًا أنهما يشكلان عبئًا على الولايات المتحدة. وفي ظل تصاعد الحرب التجارية، تسعى أوروبا إلى عقد تحالفات تجارية جديدة لمواجهة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي تبلغ 25% على واردات الفولاذ والألمنيوم.  
 
أثار هذا القرار غضب قادة الاتحاد الأوروبي، حيث من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 12 مارس المقبل، وفي مواجهة هذا التهديد، كثف الاتحاد الأوروبي جهوده لتعزيز العلاقات التجارية مع دول مثل المكسيك والهند.  
 
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن أوروبا تعمل منذ سنوات على تنويع شركائها التجاريين، وأن هذه العملية ستتسارع بسبب القيود الأمريكية الجديدة، مضيفاً أن ترامب سبق أن فرض هذه الرسوم في عام 2018، وأن الاتحاد الأوروبي رد حينها وسيرد الآن مرة أخرى.  
 
وفي عام 2024، استوردت الولايات المتحدة أكثر من 26 مليون طن من الصلب، حيث جاءت كندا والبرازيل والمكسيك في صدارة الموردين، بينما كانت ألمانيا أكبر مصدر أوروبي واحتلت المرتبة السابعة بـ975.900 طن. كما استوردت الولايات المتحدة 5.4 مليون طن من الألمنيوم، وهو ما يمثل 58% من إجمالي الواردات.  
 
مخطط تهجير سكان غزة  
 
في الوقت الذي تصر فيه الولايات المتحدة على تنفيذ مخطط تهجير سكان غزة، رفضت الدول العربية، بقيادة مصر، هذا المخطط خلال القمة الطارئة الأخيرة في القاهرة، كما رفض القادة الأوروبيون خطة ترامب، ويعملون مع حلفائهم العرب على إعداد خطة بديلة لتقديمها إلى واشنطن.  
 
وأثارت فكرة ترامب بتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" صدمة لدى الدول العربية والأوروبية. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن معارضة خطة ترامب لن تكون فعالة إلا إذا قدمت أوروبا بديلًا أكثر ذكاءً.  
 
وأفاد دبلوماسي أوروبي بأن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا سيعقدون محادثات بشأن الأزمة في مؤتمر ميونيخ للأمن، بمشاركة دول عربية رئيسية، كما ستشارك الولايات المتحدة، لكن لم يتضح على أي مستوى. وستتركز المناقشات على كيفية تقديم "خطة أفضل" لمستقبل غزة.  
 
من جهته، عبر وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين عن رفضه القاطع لخطة ترامب، قائلًا: "لا للتهجير.. سكان غزة يجب أن يبقوا في أراضيهم". وأضاف أن "الشعب الفلسطيني يجب أن يبقى على أرضه"، مؤكدًا أن الفاتيكان يدعم حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد العادل.  
 
كما انتقد البابا فرانسيس إسرائيل مرارًا بسبب الجرائم التي ترتكبها في غزة، مشيرًا إلى أن أفعالها قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.  
 
التوتر التجاري مع كندا والمكسيك
 
أعلن البيت الأبيض أن ترامب ماضٍ قدمًا في فرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك. وذكرت قناة "الحرة" أن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ قريبًا، إلى جانب التعريفات المفروضة على السلع الصينية.  
 
وردًا على ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار كندي (107 مليارات دولار أمريكي)، في حال مضت إدارة ترامب قدمًا في فرض قيودها التجارية على المنتجات الكندية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة