أمين الفتوى بدار الإفتاء: السياحة الدينية في مصر أحد أوجه قوتنا الناعمة

الأربعاء، 12 فبراير 2025 03:24 م
أمين الفتوى بدار الإفتاء: السياحة الدينية في مصر أحد أوجه قوتنا الناعمة
منال القاضي

أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مصر هي كنزٌ ثمين على وجه الأرض، فهي بلد تتفرد بتراثها العريق وحضارتها الممتدة على مر العصور.
 
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، بحلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن تجربته الشخصية في زياراته لمختلف البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، أظهرت له كيف يُحسن البعض عرض ما لديهم رغم عدم امتلاكهم نفس التاريخ الحضاري العميق الذي تملكه مصر.
 
وقال: "عندما نتحدث عن السياحة بشكل عام، سواء كانت سياحة الآثار أو السياحة الدينية أو العلاجية، فإن مصر غنية بكل هذه الأنواع، وما زال العالم مندهشًا حتى الآن من عجائب الآثار المصرية القديمة، ولا يزال يكتشفون معجزات هذه الحضارة، علينا أن نكون أكثر مبادرة في عرض هذا التراث، لدينا المضمون ولكننا بحاجة لتحسين العرض، وهذا ليس أمرًا صعبًا."
 
وتابع: "السياحة الدينية في مصر تعد أحد أوجه قوتنا الناعمة، ففي مصر آثار الأنبياء، حيث دخل سيدنا إبراهيم إلى مصر مع العائلة المقدسة، ودعا لها سيدنا آدم، كما دعا لها سيدنا نوح قائلًا: "اللهم أسكنه الأرض المباركة"، وهي بالفعل أم البلاد وغوث العباد، ومن هنا نرى أن مصر هي موطن الحضارات، فقد وُلد فيها سيدنا موسى عليه السلام، ومر بها سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء، كما مر بها السيد المسيح عليه السلام وسيدتنا مريم العذراء عليهما السلام في رحلتهما المقدسة، بالإضافة إلى أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صلى في سيناء كما رواه النسائي".
 
وأضاف: "كل هذه الأحداث تلقي على عاتقنا مسؤولية كبيرة في التعامل مع ملف السياحة الدينية، يجب أن نعرض تراثنا التاريخي والديني بشكل يليق بعظمة هذه الأماكن، سواء للمواطنين أو للسياح من جميع أنحاء العالم، ونحن قادرون على جذب مليارات من خلال تحسين عرض ما لدينا، والدولة الآن تهتم بشكل نوعي بمشاهد آل البيت والأماكن التي تحكي قصة الحضارة المصرية بكل دياناتها ومراحلها المختلفة، مصر بلد غني بكل جانب من جوانب الحياة، بداية من الثقافة والآثار، وصولًا إلى تنوعها الديني".
 
وأوضح: "يكفي أن نذكر قول الله تعالى على لسان سيدنا موسى: "اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم"، وهذه الجملة تعكس عظمة مصر في كل تفاصيلها. ولذلك، قالوا: "يا داخل مصر، منك الوف"، مصر هي بلد الأمان، بل وأيضًا بلد الشهرة، من أراد الشهرة يجدها هنا، فالأولياء الصالحين قد مروا على أرضه،  فمنهم سيدنا أبو الحسن الشاذلي الذي سافر إلى العراق والمغرب وتونس، ثم استقر في مصر، وكذلك سيدي أحمد البدوي الذي رحل إلى العراق ومكة ثم استقر في طنطا، وسيدي المرسي أبو العباس، وسيدي عبد الرحيم القناوي، الذي كان أصلاً مغربيًا، وكذلك سيدي أبو الحجاج الأقصرى. وقبل هؤلاء جميعًا، كانت السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها، حفيدة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، قد نصحها سيدنا عبد الله بن عباس قائلاً: "اذهبي إلى مصر، فهي أرضٌ يحب أهلها أهل البيت".
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق