ترامب يبدأ معاركه مبكرا.. خلافات مع قادة أمريكا اللاتينية بعد تنصيبه وأبرزها عقوبات على كولومبيا

الثلاثاء، 28 يناير 2025 09:39 ص
ترامب يبدأ معاركه مبكرا.. خلافات مع قادة أمريكا اللاتينية بعد تنصيبه وأبرزها عقوبات على كولومبيا

منذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أثارت سياساته وتوجهاته الخارجية الكثير من الجدل، خاصة فيما يتعلق بعلاقاته مع دول أمريكا اللاتينية.
 
تصاعدت حدة الخلافات بين ترامب وقادة تلك الدول بسبب مجموعة من الإجراءات المثيرة للجدل، أبرزها ترحيل المهاجرين الجماعي، فرض الرسوم الجمركية، إعادة تصنيف كوبا كدولة راعية للإرهاب، والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. هذه القرارات كانت بمثابة إعلان مواجهة مباشرة، وأدت إلى توترات دبلوماسية غير مسبوقة مع العديد من دول المنطقة.
 
سياسة الترحيل الجماعي: شرارة الغضب اللاتيني
كانت سياسة الترحيل الجماعي للمهاجرين واحدة من أكثر السياسات إثارة للغضب في أمريكا اللاتينية. عمدت إدارة ترامب إلى استخدام الطائرات العسكرية لترحيل آلاف المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم الأصلية بطريقة وصفها البعض بأنها مهينة وغير إنسانية.
 
كولومبيا: رفض واستجابة حاسمة
في كولومبيا، قوبلت سياسة الترحيل بانتقادات شديدة، حيث رفضت الحكومة استقبال طائرات عسكرية أمريكية تحمل مهاجرين مرحلين. وفي خطوة جريئة، أعلنت الرئاسة الكولومبية تحت قيادة الرئيس جوستافو بيترو استخدام الطائرة الرئاسية لإعادة مواطنيها المرحلين بطريقة تحفظ كرامتهم.
 
جاء في بيان صادر عن الرئاسة الكولومبية:
 
"لن نقبل بأن يُعامل مواطنونا كمجرمين. سيتم استقبالهم بكرامة على متن الطائرة الرئاسية."
 
ورد ترامب بتهديدات اقتصادية، شملت فرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على السلع الكولومبية، بالإضافة إلى إجراءات عقابية أخرى، مثل حظر دخول المسؤولين الكولومبيين إلى الولايات المتحدة.
 
البرازيل: احتجاج ضد المعاملة المهينة
في البرازيل، أثار وصول طائرة أمريكية تحمل مهاجرين مقيدين بالأصفاد استياءً واسعًا. وصفت الحكومة البرازيلية هذه الإجراءات بأنها تنتهك الاتفاقيات الدولية، وانتقدت الطريقة التي تم بها التعامل مع مواطنيها. وأمر الرئيس لولا دا سيلفا بتوفير طائرة تابعة للقوات الجوية لنقل المهاجرين بكرامة.
 
المكسيك: رفض قاطع
أما المكسيك، فقد رفضت طلبًا من إدارة ترامب للسماح بهبوط طائرة عسكرية أمريكية لترحيل مهاجرين عبر أراضيها. وأكدت الحكومة المكسيكية أن استخدام الطائرات العسكرية في هذه العمليات يُعد سابقة خطيرة وغير مقبولة، ما أدى إلى تصعيد جديد في التوتر بين البلدين.
 
إعادة تصنيف كوبا كدولة راعية للإرهاب: خطوة عدائية
أصدر ترامب قرارًا تنفيذيًا يعيد تصنيف كوبا كدولة راعية للإرهاب، في خطوة أثارت استياء الحكومة الكوبية والمجتمع الدولي. جاء القرار بعد أن رفع الرئيس الأسبق جو بايدن كوبا من هذه القائمة.
 
رد كوبا
في هافانا، وصف الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل القرار بأنه:
 
"عمل من أعمال الغطرسة وازدراء الحقيقة."
 
وفي رد فعل سريع، وعدت الحكومة الكوبية بالإفراج عن 553 سجينًا، معظمهم من المعتقلين في احتجاجات يوليو 2021، في محاولة لإظهار حسن النية وتخفيف الضغوط الدولية.
 
التضامن الفنزويلي
على صعيد آخر، أعربت فنزويلا عن رفضها الشديد للقرار، واصفة إياه بأنه إجراء عدائي يناقض مبادئ القانون الدولي. اعتبرت الحكومة الفنزويلية أن هذا القرار يهدف إلى تقويض الجهود الرامية لتعزيز السلام والتعاون بين الدول.
 
الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ: صدمة للبرازيل والعالم
أثار انسحاب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ صدمة كبيرة على المستوى الدولي، وخصوصًا في أمريكا اللاتينية التي تعاني من تداعيات تغير المناخ.
 
الغضب البرازيلي
في البرازيل، أعربت الحكومة عن قلقها من تأثير سياسات ترامب المناخية على مؤتمر المناخ (COP30)، المقرر انعقاده في البرازيل. وأشار الدبلوماسي أندريه كوريا دو لاجو إلى أن:
 
"قرار ترامب يعكس انقسامًا عالميًا خطيرًا، لكنه لن يوقف الجهود الدولية لمعالجة أزمة المناخ."
 
رهان على الدبلوماسية
رغم انسحاب ترامب، أبدت البرازيل التزامها بمواصلة التعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة وتخفيف انبعاثات الكربون، معربة عن أملها في التغلب على الانقسامات السياسية وتعزيز الاتفاقيات البيئية.
 
رسائل واضحة من أمريكا اللاتينية لترامب
جاءت ردود أفعال دول أمريكا اللاتينية كرسائل قوية لإدارة ترامب، مفادها أن سياسات الهيمنة والعقوبات لن تؤدي إلا إلى تعقيد العلاقات. وأكدت هذه الدول على:
 
أهمية الكرامة الوطنية: رفضت كولومبيا والبرازيل التعامل مع مواطنيها كمجرمين في عمليات الترحيل.
التمسك بالسيادة: رفضت المكسيك استخدام أراضيها كمعبر لترحيل المهاجرين.
الدفاع عن العدالة الدولية: انتقدت كوبا وفنزويلا الخطوات الأمريكية التي استهدفت تقويض استقلالها.
الالتزام بالتعاون الدولي: أكدت البرازيل أنها ستظل ملتزمة بالقضايا العالمية مثل المناخ، رغم انسحاب الولايات المتحدة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة