الإخوان المجرمون.. التاريخ الأسود من الشماتة واستغلال الأزمات
الثلاثاء، 21 يناير 2025 02:15 مهانم التمساح
شهد تاريخ مصر والمنطقة العربية عددا من الوقائع التى تؤكد أن تنظيم الإخوان يشمت فى أى كارثة يتعرض لها الوطن،وأن الوطن عندهم يعنى مصلحتهم أينما كانت فمن منظورهم "الحدود تراب والأرض كلها لله " ، وقد شمتت الجماعة بشكل علنية وخرج رجالها فى الخارج يحتفلون بهزيمة مصر عام 1967 بحجة أن الحكم ليس إسلاميا ،ولو كان الاخوان شركاء فى الحكم لكانت مصر انتصرت ، وكذلك الامر فى انتصار اكتوبر فلم يعربوا عن فرحتهم بنصر 1973 لأن النصر من وجهة نظهرهم كان بعيدا عن الجماعة ،وصولا الى الشماتة فى الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر وشعبها نتيجة ظروف عالمية ،يروج الاخوان أن ماحدث هو لعنة دماء رابعة "الاعتصام المسلح الذى تم خلاله تعذيب مصريين وتجريدهم من ملابسهم وسحلهم فى الشوارع ".
اسلوب الشماتة نفسه وبنفس العقلية حدثت عندما تلقت ضربة قوية عام 1965 بإعدام سيد قطب و عندما أعقبت النكسة هذه الواقعة بعامين روجت الجماعة وكوادرها أن الله انتقم من نظام عبدالناصر ومن مصر بسبب اعدام سيد قطب ، و استغلت النكسة وشمتت فى النظام القائم وقتها، بالرغم من أن سيد قطب كان يخطط للانقلاب على جمال عبد الناصر برعاية أمريكية وإنجليزية ،وهذا مثبت تاريجيا .
و من جانبه اعتبر الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان أن كلام الإخوان فى الوقت الحالى ،يعد بمثابة محاولة لـ"زعزة" الحكم ، موضحا أن الجماعة تتعامل مع العالم على أن هناك ما يمسى الوطن السليب وهى الارض التى كانت تحت حكم المسلمين بداية من الأندلس والبلقان وهم يريدون استعادتها .
ولاتكتفى الجماعة بحلم حكم مصر بل لديها أحلام ومطامع فى حكم العالم عبر أجنحتها الإرهابية المسلحة فى البلدان الأخرى ،و لذلك تظهر الفرحة العارمة والشماتة بكل صورها، فى الشعب المصرى، لمروره بضائقة اقتصادية ناجمة عن أزمات عالمية، وهى سقطة أخلاقية لا نظير لها، وإعلان واضح وصريح أن الجماعة تعتبر الشعب المصرى - عن بكرة أبيه - خصما وعدوا لأنه لم يمنحها فرصة حكم مصر عنوة.
ومن جانبه قال منير أديب، الباحث فى شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن جماعة الإخوان الإرهابية استغلت الأزمات العربية لخدمة مشروعها السياسي والإيدولوجى، لذلك استغلت الكثير من الأزمات والنكبات التي مرت بها المنطقة العربية لخدمة مصالحها الخاصة، وكان هذا واضح بصورة كبيرة في احتلال عدد من الدول العربية، وربما بدأ في النكبة عام 1948 وصولا إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، في تداعيات أحداث السابع من أكتوبر 2023، كما أنها استغلت هذه الأزمات وطوعتها لمصالحها الخاصة سواء السياسي أو الايدولوجى.
وقال ان أن استغلال جماعة الإخوان المسلمين للأزمات لم يقتصر على ما يدور في فلسطين، فحسب بل ظهرت أيضا خلال حرب العراق والكويت وتضامنهم لاحتلال العراق لأراضي الكويت، وهوما اعتبره موقف ضد الموقف العربي ولكن الجماعات المتطرفة يقدمون مصالحهم السياسية الخاصة على مصالح المنطقة العربية، بل يستغلون الأزمات العربية لصالحهم، مشددا أنهم دائما يرفعون شعار الجهاد والمقاومة والتحرير وما شابه ولكن غرضهم ليس التحرير بينما استغلال الأزمات العربية وتحولها لنكبات وتتعامل معها من منطلق سياسي أيدولوجى يخدم المصالح الخاصة لهذا التنظيم.