مصر لعبت دورا محوريا في حقن دماء الفلسطينيين.. بنود اتفاق وقف إطلاق النار استند للورقة المصرية

الأحد، 19 يناير 2025 11:42 ص
مصر لعبت دورا محوريا في حقن دماء الفلسطينيين.. بنود اتفاق وقف إطلاق النار استند للورقة المصرية
هانم التمساح

أسفر نجاح الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل لاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل خلال الأسبوع الماضي، عن حالة فرحة  عارمة واحتفاء شديدة من النازحين الفلسطينيين في مخيمات قطاع غزة ،وتعى مصر كافة التفاصيل الدقيقة فى الملف الفلسطينى، حيث عملت الدولة المصرية على مدار تاريخ القضية على إيجاد حلول لكافة القضايا العالقة، وخلال الأعوام الماضية على وجه الخصوص استضافت مصر مباحثات ومشاورات للفصائل الفلسطينية من أجل إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، والدفع نحو اتفاق الجانب الفلسطيني على رؤية وطنية موحدة متفق عليها، وذلك للدفع نحو تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط ودعم تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967ـ بإرساء مبدأ حل الدولتين ووضع حد لحالة التصعيد العسكري التي لن تكون حلا للصراع الممتد منذ عقود بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
 
واتخذ  اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي جرى التصديق عليه من الورقة المصرية التي قدمتها القاهرة لحركة حماس وإسرائيل في مايو 2024 أساسا للاتفاق، واقتبس الوسطاء أكثر من 95% من الورقة المصرية من أجل كتابة وثيقة جديدة يتم التفاوض حولها بين حماس وإسرائيل مؤخرا للتوصل لاتفاق يفضي لوقف إطلاق النار.
 
وتضمنت الورقة المصرية، عدة محاور للتوصل لإتفاق وقف إطلاق النار وتم التطرق إلى التفاصيل الدقيقة الخاصة بآلية إنجاز الاتفاق، ويأتي ذلك ترجمة لمسار جهود الوسيط المصري الذي بذل جهودا مضاعفة من أجل إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.
 
ولعل أهم مايميز مصر كوسيط هو ماتتمتع به من  ثقل إقليمي ودولي كبير جدا في ظل احترام الأطراف الأجنبية لدور الدولة المصرية التي مهدت الطريق لهذا الاتفاق، الذي أثبت للجميع أن الدولة المصرية برجالها ومؤسساتها الوطنية قادرون على إرساء الأمن والاستقرار من خلال الوساطة التي تسعى لوقف شلال الدم في الشرق الأوسط بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص.
 
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 لم تتوقف الجهود المصرية لوقف عمليات إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، بالتزامن مع جهد سياسي نزيه ومستمر، للتوصل إلى هدنة أنساني مؤقتة، تفضي لوقف دائم لإطلاق النار. هذا كله من منطلق أنه لا يمكن لمصر أن تترك الأشقاء في غزة، وأن دعم فلسطين يعتبر بمثابة «عقيدة» راسخة في الوجدان المصري.
 
ورفضت مصر منذ البداية أي عمليات عسكرية إسرائيلية في غزة، كما رفضت  عمليات التدمير والقتل الممنهج الإسرائيلية ورفضت أيضا مساعي تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر أو أي دولة أخرى، وقد جاء هذا التأكيد بشكل متكرر على لسان عدد كبير من المسئولين المصريين، على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن بشكل واضح، أن تهجير الشعب الفلسطيني لسيناء يمثل خطاً أحمر بالنسبة لمصر، وأكدت مصر منذ اللحظة الأولى على أن هذا التصعيد يضر بالأمن الإقليمي للمنطقة ككل وليس فقط بالداخل الفلسطيني.
 
وإنسانيا، لم تدخر مصر أي جهد، بداية من الضغط لإدخال المساعدات، مروراً بإقامة الخيام ومراكز الإيواء، ووصولا إلى عمليات إنزال المساعدات من الجو، كما شاركت مصر في إبداء الرأي والترافع أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، وقدم مرافعات تفند الادعاءات الإسرائيلية، وتؤكد على الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني.
 
وجددت مصر رفضها لمحاولات تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية، وشددت على أهمية دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» دوليا، مؤكدة رفضها لأي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين بغرض تصفية القضية الفلسطينية، واستمرار الدعم المصري للحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق