تاريخ حسن البنا مع السرقة.. نهب أموال التبرعات الخاصة بالجهاد في فلسطين وفضحه زعيم مصر الفتاة
الإثنين، 13 يناير 2025 03:07 مهانم التمساح
"مراجعة الوقائع التاريخية تثبت أن عداء جماعة الاخوان للجيش المصري قديم ومتأصل في عقول قادتها وأعضاءها " هكذا يبدأ الباحث السياسي عمرو صابح حديثه فى تفسيره لحالة الكره الواضح التى تبديها تلك الجماعة المارقة لجيش مصر وشعبها ، وأنانيتها المفرطة فى الاستئثار بكل شئ لصالحها وصالح أعضائها وهو ما ظهر جليا خلال فترة حكم الجماعة .
ويقول صابح :" فى حرب فلسطين عام 1948 ، جمع حسن البنا مؤسس الإخوان ومرشدهم مبلغ 30 ألف جنيه تبرعات من المصريين للجهاد فى فلسطين ، أخذ منهم 27 ألف جنيه للإخوان ، بينما ساهم فى دعم المجاهدين فى فلسطين بثلاثة ألاف جنيه فقط ، وادعى فى كل المحافل انه سيرسل جيوش جرارة لمحاربة اليهود ، ولم يرسل إلا بضعة أفراد ، وقد فضحه السياسى أحمد حسين زعيم مصر الفتاة فى عدة مقالات موضحاً للمصريين سرقته لتبرعاتهم وعدم إرساله للجيوش الجرارة من شباب الجماعة لمحاربة اليهود" .
و لعل أسباب كره الجماعة لجيش مصر تتضح فيما قاله الباحث السياسي "عمرو صابح" :"عند قيام ثورة 23 يوليو 1952، حاولت الجماعة في البداية السيطرة على تنظيم الضباط الأحرار، ولكن "جمال عبد الناصر" رفض وحافظ على استقلال التنظيم، ثم تقاعس قادة الجماعة عن تلبية دعوة "عبد الناصر" للمشاركة في الثورة، وبعدها فشلوا في محاولتهم للسيطرة والوصاية على قرارات قائدها "جمال عبد الناصر"، فالتفوا حول اللواء "محمد نجيب"، وعندما استطاع "عبد الناصر" أن يهزمهم عادوا لسلاحهم التقليدي في مواجهة خصومهم، وحاولوا اغتياله في المنشية، جاء فشل محاولة اغتيال "عبد الناصر"، ليمثل حدثاً مفصلياً في تاريخ الجماعة، فانهالت قبضة النظام الأمنية على قادتها وكوادرها، وسكن الرعب نفوس أفرادها تجاه الجيش، وتحولت هزيمة الجماعة في صراعها مع الضباط الأحرار لعاهة نفسية لا شفاء منها داخل عقل وقلب كل إخواني".
ويضيف صابح :"ترتب على تلك الهزيمة خروج الإخوان من كل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش، فالعناصر المنتمية للإخوان يتم تصنيفها على أنها خطرة أمنياً، وتستبعد من أداء الخدمة العسكرية وبالطبع من الالتحاق بالكليات العسكرية، لأن ولاء الإخواني الأول والوحيد هو للجماعة، لذا نشأت أجيال متعددة من الجماعة كارهة للجيش، معادية للنظام الذي أقامته ثورة 23 يوليو 1952 والذي سحق طموحات الجماعة لحكم مصر".
وأضاف صابح :"عندما شنت دول العدوان الثلاثي "بريطانيا وفرنسا وإسرائيل" الحرب على مصر سنة 1956، أصابت الفرحة العارمة قادة الجماعة وكوادرها بالسعار، وصرحوا علناً أنه "لا عدوان إلا على الظالمين"، وصلوا من أجل زوال نظام حكم "جمال عبد الناصر"، وعندما هُزم العدوان، وفشل أصيبوا بالحزن وخيبة الأمل".
وبعد حرب 5 يونيو 1967 لم يستطع إخواني أن يخفي سعادته وشماتته لهزيمة الجيش المصري في المعركة، فالجماعة لا تفرق بين جيش مصر والنظام الحاكم الذي تعاديه، طالما الجيش ليس خادماً لمصالحها، وكذلك لا تعترف الجماعة بحرب الاستنزاف المجيدة وتراها معركة وهمية صنعها "عبد الناصر" للمداراة على نكسة 1967.
وفي حرب 6 أكتوبر 1973 لم يشارك إخواني واحد في المعركة ، كما لم يشارك الإخوان فى أى حرب مصرية ضد إسرائيل، لذا لا يمكن لإخوانى أن يستوعب معنى الوطنية والجندية والفداء ، والدفاع عن العلم ، والاستشهاد من أجل تراب الوطن.
واستغلت الجماعة أحداث الغضب فى ثورة يناير لتبث سمومها وسط الجماهير الشعبوية ، وسنحت للجماعة فرصة تصفية حساباتها مع الجيش المصري، وروجت الجماعة لشعا "يسقط حكم العسكر"، رغم أنه على أي مقياس لا يمكن وصف حكم مصر خلال عهود الرؤساء "عبد الناصر"، و"السادات"، و"مبارك"، بالحكم العسكري، فلم تشهد مصر في أي عهد منهم حكماً عسكرياً على نمط النظم العسكرية في أمريكا اللاتينية.
ثم خرجت مقولة أخرى تُرجع مشاكل مصر إلى الستين عاماً السابقة على 25 يناير 2011، أي إلى ثورة 23 يوليو 1952، في تزييف واضح للتاريخ المصري ، وتجاهل لكون مصر دولة محتلة محكومة بأسرة أجنبية عميلة قبل الثورة، متخلفة اقتصادياً واجتماعياً، وان الستين عاماً الأخيرة مهما كانت خطاياهم أفضل بما لا يُقارن مما سبقهم.