«السلم في إفريقيا ورؤى في تعزيز استقرارها وتنميتها».. أحدث إصدارات حكماء المسلمين بمعرض القاهرة للكتاب 2025

الأحد، 12 يناير 2025 11:55 ص
«السلم في إفريقيا ورؤى في تعزيز استقرارها وتنميتها».. أحدث إصدارات حكماء المسلمين بمعرض القاهرة للكتاب 2025
منال القاضي

 
يقدِّم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب لزوَّاره عددًا من أحدث إصداراته لعام 2025، من أبرزها كتاب "السلم في إفريقيا.. دراسات ورؤى في تعزيز الاستقرار والتنمية"، وهو مؤلف جماعي لفريق مشروع: "المجتمعات المسلمة وبناء السلم في إفريقيا"، من إصدارات مركز الحكماء لبحوث السلام.
 
ويركِّز الكتاب على أن الحديث عن إفريقيا يتسم بمفارقة لافتة؛ بين مشهد هذه القارة المتسم بالتعقيد، والحافل بأوجه الصعوبة في مظاهر الحياة، ومستوى الاستقرار، والتراجع في مؤشرات التنمية المختلفة في كثير من بلدانها؛ وبين أهمية هذه القارة التاريخية وإمكاناتها الواعدة، ماديًّا وثقافيًّا، التي تعد بسببها قارة المستقبل التي تتنافس حولها القوى المختلفة، متزاحمة في ساحة البحث عن الموارد البشرية والطبيعية في إفريقيا، وتأمين مصالحها الاقتصاديَّة وطرقها ومواقعها الإستراتيجية في القارة.
 
ويضيف الكاتب أنه على الرغم من ذلك فإن السمة التي كثيرًا ما صاحبت إفريقيا في التمثل العام والصورة الشائعة عن أقطارها ومجتمعاتها هي عدم الاستقرار والصراعات المزمنة، وأشكال النزاعات المختلفة، وأيًّا ما يكن مستوى دقة تلك الصورة وعلاقتها بواقع إفريقيا الفعلي، فإن اهتمام الدوائر العلمية والنخب الفكرية والمجتمعية ومؤسسات البحث وصناعة الرأي ما فتئ يتزايد بهذه الجوانب تحديدًا، خصوصًا في النظر إلى الواقع الإفريقي، تحت تأثير من تلك الصور العامة من جهة، والمعطيات الرقميَّة والإحصائيَّة عن القارة من جهة ثانية.
 
ويعد هذا الكتاب حصيلةَ عمل جماعي ضمن برنامج الدراسات الإفريقية بمركز الحكماء لبحوث السلام، التَّابع لمجلس حكماء المسلمين، وهو جزء من مسار ممتد لدراسات المناطق أطلقه المركز، وأسهم فيه ما يقارب الثلاثين باحثًا متخصصًا وخبيرًا في الدراسات الإفريقية من مختلف أنحاء العالم، بأعمال علميَّة باللغتين العربية والإنجليزيَّة.
 
يناقش هذا الكتاب الديناميكيات المعقدة لحل النزاعات وجهود بناء السلام في إفريقيا، مع التَّركيز بشكلٍ خاصٍّ على منطقتي الساحل والصحراء، مستهدفًا استكشاف إمكانات أنظمة وممارسات المعرفة الإفريقية التقليديَّة في معالجة التحديات المعاصرة، مقدمًا أفكارًا ورؤى عملية لتعزيز جهود بناء السلام في إفريقيا، داعيًا إلى إحداث تحول نموذجي في دراسات بناء السلام حول إفريقيا؛ لتكون أكثر استفادة من الخبرات والقيم وأنظمة المعرفة الإفريقية.
 
وينبِّه الكتاب إلى أنَّ تحقيق السلام في إفريقيا يستلزم أكثر من مجرد غياب العنف وفقًا للفهم الليبرالي الغربي؛ فهو يتطلَّب جهودًا نشطة نحو المصالحة والتعايش المرتكز على مبادئ حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعيَّة، والمساواة الاقتصاديَّة، والعدالة السياسيَّة، مع التَّركيز على المصالحة واستعادة التضامن الاجتماعي والمشترك الإنساني.
 
 ويحتوي الكتاب على 10 فصول، يتناول الفصل الأول، من تأليف عادل مساوي، جهود حل النزاعات في إفريقيا؛ بهدف فهم التحديات التي تعيق السلام في إفريقيا. كما يلقي محمد عاشور مهدي، في الفصل الثاني، الضوء على الأبعاد المختلفة للتطرف الديني والعنف داخل المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء القارة. ويتناول آدم يوسف في الفصل الثالث تأثير الثقافات المجتمعية الإفريقية على العمليات الديمقراطية. وتَعرِض الدكتورة صدفة محمد محمود، في الفصل الرابع، وجهات نظر بديلة حول نماذج السلام الغربية، مؤكدة دور الموروثات الثقافية في حل الصراعات في إفريقيا. ويقدم الفصل الخامس لمي غيث دراسة حالة تفصيلية لإدارة الصراع الداخلي في مالي، مع التَّركيز على الأساليب المؤسسيَّة. 
 
أما البشير الكوت في الفصل السادس فيتناول الحركات السياسية الإسلامية في ليبيا وانعكاساتها على الاستقرار الإقليمي. ويتناول رحال بوبريك، في الفصل السابع، الجماعات "الجهاديَّة" في دول الساحل، ويشرح انتماءاتها الأيديولوجية والعرقية. ويستكشف مصطفى زهران، في الفصل الثامن، دور الحركات الصوفيَّة المسلحة في الصومال. ويناقش عبد الرحمن سيبي، في الفصل التاسع، دور علماء الدين في تعزيز السلام ومكافحة التطرف في مالي. وأخيرًا، يقيم الفصل العاشر لأحمد الصالحي فعالية القوة المشتركة لمجموعة الساحل الخمس في تعزيز السلام والأمن في المنطقة. وهكذا يُساهِم كل فصل في هذا الكتاب في فَهمٍ شامل للتحديات المتعددة الأوجه والمسارات المحتملة نحو بناء السلام في إفريقيا.
 
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56، في الفترة من 23…
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق