قمة استراتيجية بين مصر وقبرص واليونان.. رؤية مشتركة للسلام والتنمية في شرق المتوسط

الأربعاء، 08 يناير 2025 02:21 م
قمة استراتيجية بين مصر وقبرص واليونان.. رؤية مشتركة للسلام والتنمية في شرق المتوسط

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الروابط القوية التي تجمع مصر وقبرص واليونان أصبحت نموذجا للتعاون الإقليمي المتكامل، مثمنا موقف قبرص واليونان المؤيد لحق الشعب الفلسطيني في الحصول على استقلاله وإقامة دولته المستقلة وفقا للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
 
وقال الرئيس السيسي  في كلمته الافتتاحية للقمة الثلاثية، "يسعدني أن أرحب بكم في بلدكم الثاني مصر في القمة العاشرة للآلية الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص التي تجسد الروابط القوية التي تجمع بين شعوبنا ودولنا، وأصبحت نموذجا رفيعا في التعاون الإقليمي المتكامل" .
 
وأضاف الرئيس السيسي: السنوات الماضية أثبتت أن هذه الآلية ليست مجرد أداة لبحث قضايا إقليمية بل هي شراكة راسخة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في منطقتنا الذي يعتمد بشكل أساسي على تعاوننا في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أهمية التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث، خاصة مع تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
 
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة تكثيف الجهود والضغوط من أجل التوصل إلى التهدئة في المنطقة والتعامل مع أزماتها، وعلى رأسها الحرب على غزة ولبنان وتحقيق الاستقرار في سوريا وليبيا واليمن والسودان وتجنب استمرار تصعيد الصراع فى المنطقة وتحويله إلى حرب شاملة مما سوف يترتب على ذلك من تداعيات كارثية ستطال الجميع سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية.. فضلا عن موجات غير مسبوقة من النازحين والهجرة غير الشرعية.
 
ووصف التعاون الاقتصادي بين مصر وقبرص واليونان بأنه "خطوة استراتيجية حيوية" ليس فقط من ناحية مساهمته فى تعزيز النمو الاقتصادى وإنما أيضا باعتباره خطوة محورية نحو تعزيز التكامل الاقتصادى الإقليمي الذى نطمح إليه.
 
ورحب الرئيس السيسي بانعقاد منتدى الأعمال بين مجتمعات الأعمال بين الدول الثلاث الذي يعقد اليوم على هامش هذه القمة ليكون منصة لتبادل الرؤى والخبرات واستكشاف فرص تعزيز الاستثمارات المتبادلة التي تنعكس إيجابيا على شعوبنا.
 
وأشاد الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتعاون القائم مع اليونان وقبرص فى مجال الطاقة، والذى أصبح عنصرا محوريًا فى استراتيجيتنا المشتركة؛ حيث يعتبر مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان نقطة تحول حقيقية في تعزيز التكامل الإقليمى فى هذا المجال بما سيوفره من إمكانية تبادل الطاقة النظيفة ومساهمة فعالة في تحقيق أهداف التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
 
وقال: إن التعاون مع قبرص في مجال الغاز الطبيعي يعكس رؤية واضحة لما يمكن أن تحققه من نجاحات؛ حيث نتطلع إلى نقلة بشأن محطات التسييل المصرية لإعادة تصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية، مشيرا إلى حجم الإمكانيات المتاحة لمصر واليونان وقبرص وقدرتها على تأمين إمدادات الطاقة لأوروبا.
وأضاف الرئيس السيسي أن الشراكة بين الدول الثلاث تمتد لتشمل العلاقات الثقافية والتعليمية التي تعكس الروابط الإنسانية والتاريخية، داعيا إلى أهمية تطوير مشروعات مشتركة لتعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والفنون مما يسهم في نشر ثقافة التفاهم المتبادلة.
 
ونوه الرئيس السيسي بدور قطاع السياحة كأحد المحاور الأساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي، وقال إن الدول الثلاث تزخر بمصادر سياحية غنية ومذهلة، لذا فإن التعاون في هذا المجال سواء من خلال الترويج المشترك للمقاصد السياحية، أو تعزيز السياحة الثقافية والبيئية سيعود بالفائدة الكبيرة على شعوب الدول الثلاث ويزيد من حجم السياحة بينها.
 
وفي ختام كلمته، رحب الرئيس السيسي مجددا بالرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس في مصر، مؤكدا أهمية استمرار هذا التعاون العميق بين الدول الثلاث، مشددا على الالتزام بمواصلة العمل معا لتحقيق مصالح وازدهار شعوبنا وتعزيز التعاون على كافة الأصعدة.
 
من جانبه، شدد رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس، على الالتزام بالسلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط كإحدى ركائز نجاح آلية التعاون المصري القبرصي اليوناني، والذي يمثل نموذجا للتعاون الإقليمي، وقال إن المنطقة اليوم قل فيها الاستقرار والأمن أكثر من أي وقت مضى، وإن الوضع في المنطقة يتسم بالكثير من التحديات التي تستلزم التآزر والتعاون، للوقوف في وجه زعزعة الأمن والاستقرار.
 
وأكد خريستودوليدس في الكلمة الافتتاحية لأعمال القمة الثلاثية العاشرة بين مصر وقبرص واليونان فى قصر الاتحادية، أن استجابتنا المشتركة مهمة من أجل معالجة هذه التحديات بشكل يتسم بالكفاءة، "فنحن في حاجة الآن لائتلافات إقليمية مثل ائتلافنا هذا من أجل الإسهام في التنمية البشرية والازدهار الاقتصادي.
 
وأضاف أن هناك سببا أساسيا أدى إلى إطلاق هذه الآلية في عام 2014، هو التحديات المشتركة، والحاجة الواضحة والملحة لاتخاذ خطوات مشتركة نحوها، كما رأينا أن هناك الكثير من الفرص التي تكمن في تعاوننا الثلاثي خاصة فيما يتعلق بالسياحة والطاقة والأمن.
 
وأشار إلى أن التعاون الثلاثي بيننا تأسس في القاهرة في عام 2014، بينما يعد اجتماع اليوم اجتماعًا مهمًا للغاية، بل وتزيد أهميته عن أول اجتماع عقدناه في 2014.
 
بدوره، قال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن منطقة الشرق الأوسط أصبحت أقل استقرارا وأمنا، ما يتطلب مزيدًا من جهود التعاون الجيوسياسية، من أجل معالجة التحديات خاصة فيما يتعلق بسوريا، والحاجة إلى ضرورة ضمان سلامة أراضيها وحماية الأقليات الدينية واحترامها.
 
وأضاف في كلمته خلال القمة المصرية القبرصية اليونانية:" لابد أن يكون هناك عملية انتقالية غير أبدية وخط زمني متفق عليه فيما يتعلق بالفترة الانتقالية، بهدف ضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة".
 
عن الوضع في ليبيا، قال: "المناقشات تناولت الملفات المتعلقة بالشأن الليبي، وهناك ارتباط واضح بين تطورات الأوضاع في سوريا وغياب الاستقرار الجاري في ليبيا".
 
حول العدوان على غزة، دعا كيرياكوس للعمل من أجل وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين والوصول إلى حل الدولتين"، مشيرا إلى أن المنطقة أصبحت أقل استقرارا وأمنا ما يعني تعزيز التعاون الجيوسياسي.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق