خبراء لـ"صوت الامة": البنية التحتية جاهزة لتطويع الاستخدامات التكنولوجية في خدمة المواطن وتحسين الخدمات
السبت، 04 يناير 2025 05:00 ممروة الغول
خلال الأجتماع الذى عقده الأسبوع الماضى، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أطلع الرئيس عبد الفتاح السيسي على الموقف الخاص بإطلاق النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي من المقرر إطلاقها قريباً، حيث سيتم من خلالها مواصلة العمل على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمع في مختلف المجالات، والاستمرار في توفير بنية تحتية حوسبية متطورة للجهات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة العاملة في هذا القطاع، بما يدعم برامج التنمية الاقتصادية الوطنية وأهدافها.
ووجه الرئيس السيسى بمواصلة الجهود لنشر خدمات الاتصالات في جميع أنحاء الجمهورية، وضمان وصول خدمات الاتصالات إلى المواطنين بجودة عالية، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتشجيع الاستثمار المحلي والدولي في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتكثيف الجهود لتحسين موقف مصر في المؤشرات العالمية لقطاع الاتصالات، بما يرسخ موقف مصر كمركز إقليمي للاتصالات والأنشطة والخدمات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات.
كما وجه الرئيس السيسى بالاستمرار في العمل نحو التحول إلى مجتمع رقمي متكامل، يشمل توفير الخدمات الرقمية وحوكمة البيانات، والتوسع في التدريب وبناء القدرات الرقمية من خلال التوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومراكز إبداع مصر الرقمية، وتأهيل الشباب للحصول على فرص عمل، كما أكد على ضرورة دعم البرامج المنفذة في إطار جهود الدولة في مجالات حماية البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مشددًا على أهمية العمل على جذب المزيد من المراكز الدولية المتخصصة للعمل في مصر في مجالات البحث والتطوير، وفي التخصصات الأكثر تشعبًا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأكد خبراء التكنولوجيا أن الاعتماد على استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة لتحقيق تحسن واضح و ملحوظ في مختلف القطاعات، مشددين على أن مصر لديها استراتيجية لتطبيق واعتماد الذكاء الاصطناعي تم تنفيذ المرحلة الاولي منها ليأتي 2025 موعداً لإطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية التي تستهدف تعزيز التنمية المستدامة من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم مختلف القطاعات مثل الصحة، التعليم، والزراعة، بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذلك تطوير البنية التحتية من خلال تحسين البنية التحتية الرقمية لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأكد الخبراء لـ "صوت الأمة" أن مصر تمتلك قدرات كبيرة لاعتماد الذكاء الاصطناعي، واتخذت خطوات جادة خلال الفترة الماضية واصبح هناك أقسام وتدريبات متخصصة في تأهيل كوادر بشرية للعمل علي تطوير البرمجيات واستخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، أبرزها حتي الان الطب والزراعة.
وتشمل النسخة الثانية إطلاق المزيد من البرامج التدريبية لإعداد الكوادر المتخصصة، والاستمرار في توفير بنية تحتية حوسبية للجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة العاملة في هذا المجال.
وقال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي تستهدف مواصلة العمل على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمع في مختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية حوكمة البيانات وتحقيق التوازن بين إتاحة البيانات وحماية خصوصية أصحابها، بما يسهم في تعظيم الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي مع التحوط من مخاطره.
كما أشار طلعت إلة أن الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعى لم يعد مقتصرا فقط على المعنيين بتكنولوجيا المعلومات، بل تجاوز ذلك واتسعت دائرة الاهتمام به لتشمل مختلف القطاعات فى كافة أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعى ليس علما جديدا ولكن الجديد هو القدرات الحوسبية التى حولت هذه اللوغاريتمات من علم نظرى إلى واقع وابتكارات فى كافة المجالات، لافتا الي التنامى المتسارع الذى تشهده تقنيات الذكاء الاصطناعى ويأتى مدفوعا بالتطورات السريعة فى صناعة الحوسبة، وتزايد حجم البيانات التى تعد قوام الذكاء الاصطناعي، كما أشار إلى معيار 50 مليون مستخدم الذى يقيس سرعة تبنى المجتمعات للتكنولوجيا الحديثة، موضحا أنه بينما استغرق العالم 50 عاما للوصول إلى 50 مليون مستخدم للتليفزيون، و14 عاما للحاسب الشخصى، و19 يوما لأحد الألعاب الإلكترونية، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعى التوليدى استطاعت جذب 100 مليون مستخدم خلال أسبوع واحد فقط.
ولفت طلعت إلى الخطوات التى اتخذتها الدولة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي؛ موضحا أنه تم تشكيل المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى فى 2019، الذى عمل على اعداد الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى والتى هدفت إلى رفع الوعى المجتمعى حول قدرات الذكاء الاصطناعي، وتدريب المزيد من الكوادر المتخصصة فى هذا المجال، بالإضافة إلى الاستفادة من هذه التقنيات فى التصدى للتحديات التى تواجه المجتمع.
وقال المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن صناعة البرمجيات تشهد تحولًا جذريًا بفضل التكنولوجيات الناشئة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي، لافتا إلى أن هذا التحول يشمل تطورًا ملحوظًا في مجال اختبار البرمجيات حيث يساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في إطلاق موجة جديدة من الإنتاجية في أتمتة عمليات الاختبار وزيادة دقتها وسرعتها، مما يشكل فرصة ذهبية لمصر لتعزيز مكانتها كمركز رائد في هذا المجال.
وأشار الظاهر إلى أن هذا التحول سيفتح آفاقًا واسعة للشركات المصرية، مشددا على ضرورة مواكبة أحدث التطورات العالمية وزيادة الاستثمار في الكوادر البشرية وتشجيع الابتكار، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل على تطوير الكفاءات المحلية وتسعى إلى توفير بيئة ملائمة لتطبيق أحدث معايير هندسة البرمجيات العالمية، مما يعزز مكانة مصر كمقصد لتصدير البرمجيات والخدمات التكنولوجية.
من جانبه قال خالد شريف استشاري الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، إن البنية التحتية الخاصة بالاتصالات مؤهلة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، موضحا لـ"صوت الأمة" أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على تطبيقات وإعداد الكوادر البشرية والأهم أن تكون الجهات التى ستستخدم الذكاء الاصطناعى لديها الاستعداد فى الصناعة والسياحة والتعليم والصحة.
وأشار شريف إلى أهمية تطويع تطبيقات الذكاء الاصطناعي فى تطوير المناهج والتعليم، وإدخال المناهج فى المجالات المختلفة.
وقال الدكتور مصطفى صالح نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن تطبيق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي من خلال تنمية القدرات المصرية فى الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى بخلق كوادر مصرية قوية ومؤهلة، ستساهم فى خلق اقتصاد رقمى قائم على تكنولوجيا المعلومات، كما تساهم فى تحسين الإنتاج وتشغيل الشباب والتخطيط الجيد بمؤشرات ومحددات وتنمية المجتمع وتنمية الاقتصاد.
وأكد صالح لـ"صوت الأمة" أن الجامعات المصرية بدأت تتطور فى مجالات الذكاء الاصطناعي، وهناك جامعات أنشات كليات للذكاء الاصطناعي، وهو أمر جيد لكننا بحاجة إلى زيادة عدد تلك الكليات، وأن يكون هناك منهج لوزارة التعليم العالى بإعادة هيكلة التوزيع للطلاب على التخصصات المختلفة لتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والحاسبات والذكاء الاصطناعي، لان الأعداد الحالية قليله وكذلك تشجيع الطلاب للالتحاق بتلك الكليات، خاصة ان المستقبل للذكاء الاصطناعي.
وأشار نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى أهمية إدخال علوم الذكاء الاصطناعي ودراسته فى كافة التخصصات والمجالات، وإدخاله كمنهج أساسي فى المناهج الدراسية، مع عمل مبادرات لزيادة اعداد المبرمجين المصريين وتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي بمحاورها المختلفة، لنصل إلى مرحلة الاعتماد الكامل على الكوادر المصرية.
من جانبه قال أحمد قنديل خبير تكنولوجيا المعلومات، إن منظومة الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من المنظومة الحكومية، والفترة الحالية تشهد محاولات الإنتقال من استخدام البرامج العادية لتذويدها بالذكاء الاصطناعي فى كافة المجالات والخدمات، لذلك تقوم الجامعات المصرية حاليا بتقديم برامج ومواد تعليمية مجانية لتعليم استخدام وبرامج الذكاء الاصطناعي، كما يقدم رجال الأعمال منح كثيرة للجامعات الخاصة والحكومية لتعليم الطلاب سواء خريجي نظم المعلومات أو غير نظم المعلومات مهارات وتطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي.
وأشار قنديل إلى أن سعات الإنترنت فى مصر مؤهلة بشكل كبير جدا لتقديم تلك الخدمات، حيث أن مصر هى الأولى عالميا فى تقديم خدمات الأنترنت فى إفريقيا.