«المرفأ مركا الاستراتيجي» في قبضة حركة الشباب الصومالية.. تأسست في القرن العاشر.. حكومة مقديشو تعلن الصمت والخروج عن الموقف.. ومحاولات لإقامة حكومة مركزية من قبل المجموعة الدولية

الجمعة، 05 فبراير 2016 08:48 م
«المرفأ مركا الاستراتيجي» في قبضة حركة الشباب الصومالية.. تأسست في القرن العاشر.. حكومة مقديشو تعلن الصمت والخروج عن الموقف.. ومحاولات لإقامة حكومة مركزية من قبل المجموعة الدولية
حركة الشباب الصومالية

استعاد عناصر حركة الشباب الإسلامية الصومالية الجمعة السيطرة من دون قتال على مرفأ مركا الاستراتيجي على بعد حوالى 100 كلم جنوب مقديشو، بعدما انسحب منه عناصر قوة الاتحاد الافريقي في الصومال «اميصوم».

وتشكل استعادة حركة الشباب لمرفأ مركا، مكسبا كبيرا يؤمن لها منفذا على البحر، وهذا ما اتاح لها عندما سيطرت على جنوب الصومال القيام بعمليات تجارية مربحة وخصوصا الاتجار بالفحم.

وتعتبر خطوة تنطوي على معان رمزية كبيرة: فقد كان المرفأ الكبير لمدينة مركا التاريخية التي تأسست في القرن العاشر، والمعروفة بجمال كثبان رمالها المحيطة وفنونها، واحدا من ابرز معاقل حركة الشباب بعد الاستيلاء عليها في 2008.

ولم تعرف الجمعة اسباب الانسحاب المفاجىء لقوات اميصوم من مرفأ مركا، الواقع في منطقة عادة ما تشرف عليها الكتيبة الاوغندية.

وقال حاكم منطقة شابيلي السفلى ابراهيم ادم في تصريح صحافي، إن جنود الإتحاد الافريقي لحفظ السلام غادروا المدينة ودخل مقاتلو حركة الشباب من دون قتال وباتوا يسيطرون عليها.

وكانت القوات الحكومية وقوات الإتحاد الأفريقي «اميصوم» تسيطر على مرفأ مركا اغسطس 2012 حين طردت منه حركة الشباب التي كانت سيطرت على المدينة في 2008.

وأكد سكان لوكالة فرانس برس سيطرة المسلحين على المرفأ مشيرين الى أن عناصر من الشباب مدججين بالاسلحة اجتاحوا المدينة حاملين اعلاما اسلامية سوداء وباشروا التحدث الى المواطنين.

وتابع: «مقاتلين من الشباب مدججين بالاسلحة اجتاحوا بعد ذلك المدينة وهم يتكلمون الى السكان في مركز المحافظة».

ورفضت مصادر حكومية في مقديشو التعليق على سيطرة الشباب على المرفأ.

ورفضت مصادر حكومية في مقديشو التعليق على اعادة سيطرة حركة الشباب على المرفأ.

اعتداء في مقديشو

وكان عناصر حركة الشباب الذين قاتلوا أميصوم، طردوا من مقديشو في اغسطس 2011، ثم خسروا القسم الأكبر من معاقلهم، وقد امتنعوا في اغلب الاحيان عن خوض القتال التقليدي مفضلين العمليات والاعتداءات الانتحارية.

لكنهم ما زالوا يسيطرون على عدد كبير من المناطق الريفية ويشكلون تهديدا للامن في الصومال والبلدان المجاورة، خصوصا كينيا حيث شنوا عددا كبيرا من الهجومات التي اسفرت بالاجمال عن مقتل اكثر من 400 شخص منذ 2013.

وقد قتل صباح الجمعة ثلاثة اشخاص في اعتداء بسيارة مفخخة في مقديشو، كان يستهدف مسؤولا امنيا في المطار الدولي ويشبه الاعتداءات السابقة لحركة الشباب.

وحتى الاستيلاء على مرفأ مركا الجمعة، لم يسيطر هؤلاء على مناطق مهمة منذ الهجوم الذي شنته قوة اميصوم والقوات الحكومية في 2011.

وكان من الصعب الاتصال ظهر الجمعة بالمركز الاعلامي لقوة اميصوم، المؤلفة من حوالى 22 الف رجل ارسلتهم اوغندا 6 آلاف وبوروندي 5400 واثيوبيا 4400 وكينيا 3600.

وفي الاشهر الستة الاخيرة، تعرض عدد كبير من قواعد قوة الاتحاد الافريقي لهجومات كبيرة ودامية شنها متمردون اسلاميون.

وفي منتصف يناير، تعرض معسكر للكتيبة الكينية في جنوب الصومال كان يضم 180 جنديا، للتدمير الكامل والنهب. وتؤكد حركة الشباب الاسلامية انها قتلت اكثر من 100 جندي كيني في ذلك الهجوم، ولم يؤكد هذه الحصيلة مصدر رسمي، لكن مصدرا امنيا اقليميا اعتبرها جديرة بالثقة.

وهذا ثالث هجوم كبير يستهدف قاعدة لقوة اميصوم في جنوب الصومال خلال ستة اشهر.

وكان عناصر حركة الشباب هاجموا اواخر يونيو قاعدة بوروندية في ليغو، ثم معسكرا اوغنديا في جنالي وقريتين في منطقة شابيلي السفلى.

وبمهاجمتها فرقا لابرز ثلاثة بلدان ارسلت جنودا الى قوة اميصوم، المنتشرة منذ 2007 في الصومال، استطاعت حركة الشباب التباهي بتحقيق انتصارات عسكرية باتت نادرة في السنوات الاربع الاخيرة.

وقد غرقت البلاد في الفوضى منذ سقوط الرئيس سياد باري في 1991، وسيطرة زعماء الحرب والعصابات والمجموعات الاسلامية عليها.

وتحاول المجموعة الدولية اقامة حكومة مركزية، لكن من المتعذر الى حد كبير على ما يبدو اجراء الانتخابات المقررة في 2016، وهي الاولى منذ اكثر من 40 عاما، بسبب الوضع الامني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة