السودان بين النزاع والفيضانات.. مواجهات عسكرية وغرق المنازل في وقت واحد

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 01:24 م
السودان بين النزاع والفيضانات.. مواجهات عسكرية وغرق المنازل في وقت واحد
الجيش السوداني

اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع في المحور الشرقي على الحدود بين ولايتي الجزيرة والقضارف.
 
وتهدف القوات المسلحة السودانية إلى التوغل في عمق ولاية الجزيرة لاستعادة السيطرة على المناطق التي تهيمن عليها ميليشيا الدعم السريع، حيث لا تزال السيطرة الكاملة على الولاية تمثل هدفًا استراتيجيًا للجيش في المرحلة المقبلة.
 
وأفادت مصادر عسكرية لصحيفة "سودان تربيون" بأن قوات الدعم السريع شنت هجومًا مكثفًا على مواقع الجيش في محلية أم القرى بولاية الجزيرة فجر الأحد، حيث سيطرت على عدة قرى، لكنها خسرتها مجددًا بعد هجوم مضاد للجيش الذي استعاد السيطرة على قريتين منها.
 
من جانبها، ذكرت منصة "نداء الوسط" أن القوات المسلحة السودانية نفذت هجومًا جويًا باستخدام طائرات مسيرة استهدف قسم شرطة الصوفي في محلية أم رمتة بولاية النيل الأبيض، ما أسفر عن وقوع إصابات وخسائر في صفوف عناصر الدعم السريع.
 
وفي سياق متصل، أرسل الجيش السوداني تعزيزات عسكرية إلى منطقة التمتام الواقعة على طريق شريان الشمال، عقب هجوم شنته قوات الدعم السريع. وأكد شهود عيان أن تعزيزات الجيش جاءت لمنع أي تقدم من ميليشيا الدعم السريع نحو الولاية الشمالية، حيث تصدت القوات المسلحة لهجوم في المنطقة، مما أدى إلى مقتل خمسة من عناصر الدعم السريع وهروب البقية إلى الصحراء.
 
وفي ولاية كسلا، أعلنت السلطات ضبط شحنة كبيرة من الذخائر تضمنت 50 ألف طلقة من نوع "قرنوف"، كانت في طريقها إلى وسط السودان لدعم ميليشيا الدعم السريع. وأوضح اللواء الصادق محمد الأزرق، والي كسلا، أن هذه الميليشيا تواجه تراجعًا كبيرًا وتسعى بطرق متعددة للحصول على الإمدادات. وأشاد بجهود قوات مكافحة التهريب التي تمكنت من إحباط المحاولة.
 
وأشار مدير قوات مكافحة التهريب بكسلا، العميد بشري عيسى البشري، إلى أن العملية تمت بناءً على معلومات دقيقة، أسفرت عن القبض على اثنين من المتهمين، أحدهما قناص، بينما تمكن الآخر من الفرار ويجري تعقبه.
 
في سياق آخر، شهدت ولاية النيل الأبيض كارثة إنسانية نتيجة ارتفاع منسوب مياه النيل الأبيض، مما أدى إلى غمر مئات المنازل بالكامل في منطقة الجزيرة أبا وتشريد مئات الأسر. وأرجعت تقارير محلية ارتفاع المياه إلى غلق بوابات خزان جبل أولياء وتأخر فتحها في الموعد المحدد بسبب تعطل عمليات التشغيل.
 
ووفقًا لشهود عيان، غمرت المياه أحياء عديدة في المنطقة، ودمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، مما يهدد الأمن الغذائي ويزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية. كما تسببت الفيضانات في انتشار الأمراض مثل الكوليرا، لكن جهود وزارة الصحة ساهمت في الحد من انتشارها جزئيًا.
 
ودعا الأهالي والجهات المتضررة إلى استجابة عاجلة من السلطات الرسمية والمنظمات الإنسانية لتوفير الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والمأوى. ووسط المخاوف المتزايدة من تدهور الأوضاع البيئية، لجأ السكان إلى إنشاء حواجز ترابية لحماية المناطق السكنية التي لم تصلها المياه بعد.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق