ترامب يفشل في رفع سقف الدين.. والكونجرس يتجنب الإغلاق الحكومي
الأحد، 22 ديسمبر 2024 06:50 م
قالت وكالة أسوشيتدبرس إنه بعد أيام من التهديدات والمطالب، لم يكن لدى الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب ما يقوله بعد أن وافق المشرعون فى مجلس النواب على اتفاق ميزانية صباح أمس، السبت، ليتجنبوا إغلاقا حكوميا قبل أعياد الميلاد.
وكان ترامب نجح فى الضغط على الجمهوريين التخلي عن بعض الإنفاق، لكنه فشل فى تحقيق هدفه الأساسى برفع سقف الدين. وأظهر ذلك أنه برغم انتصاره الانتخابى الحاسم ووعوده المتكررة بالانتقام، فإن العديد من نواب حزبه لا يزالوا مستعدين لتحديه بشكل صريح.
وكان قرار ترامب إقحام نفسه فى نقاش الميزانية قبل شهر من توليه المنصب قد أظهر أيضا أنه لايزال يميل إلى نسف الاتفاقات أكثر من إبرامها، وأن فترته الرئاسية الثانية ستشهد على الأرجح نفس الصراع والفوضى وسياسة حافة الهاوية التي سادت فى رئاسته الأولى.
وتقدم نظرة على أجندة ترامب سلسة من الفرص للمواجهات المشابهة خلال السنوات القادمة، فالرئيس القادم يريد مد خفض الضرائب التي وقعها قانونا قبل سبع سنوات، وخفض حجم الحكومة وزيادة التعريفة الجمركية على الواردات وملاحقة المهاجرين غير القانونيين. والعديد من هذه الأمور تتطلب موافقة الكونجرس.
وتتابع أسوشيتدبرس قائلة إنه بالنسبة للكثير من أنصار ترامب، فإن التعطيل يمكن أن يكون هدفا فى حد ذاته. فـ 37% ممن صوتوا له هذا العام قالوا إنهم يريدون ثورة كاملة شاملة، وفقا لاستطلاع رأى أجرته AP لأكثر من 120 ألف صوت. وقال 56% آخرين إنهم يريدون تغييرا جوهريا.
لكن الأيام القليلة الماضية أوضحت الصعوبة التي يمكن أن تواجه ترامب سريعا فى تحقيق أهدافه، لاسيما وأن الجمهوريين يتمتعون بأغلبية بسيطة فى مجلسى النواب والشيوخ. ويبدو أن بعض المشرعين يشعرون بالقلق بالفعل من الغياب الواضح للاستراتيجية الموحدة.
بدأت الأزمة عندما نشر كبار النواب نسخة من تشريع معروف باسم "مواصلة القرار"، والذى كان لازما لإبقاء تشغيل الحكومة الأمريكية حتى مارس. وكان إيلون ماسك، أغنى رجل فى العالم، وليس ترامب هو أول من أبدى معارضة لهذا التشريع على منصة السوشيال ميديا المملوكة له X، ووصفه بالإنفاق المفرط.
لكن ترامب فى النهاية دخل فى المعركة، وأمر الجمهوريين بإلغاء الاتفاق الذى أبرموه مع الديمقراطيين، وطالبهم برفع سقف الديون، وهو الحد المسموح به للحكومة للاقتراض، أملا فى تجنب أن تثار هذه القضية خلال حكمه. وكثف ترامب ضغوطه حتى مع تغيير مطالبه. ففي البداية، أراد أن يلغى سقف الدين تماما، وبعداه أراد تعليقه حتى عام 2027، ثم طرح فكرة المد حتى عام 2029. وأصر ترامب أنه لو حدث إغلاقا حكوميا، فإن الرئيس بايدن هو من سيتحمل المسئولية.
لكن بدلا من ذلك، صوت 38 جمهوريا بالرفض، وكان هذا صدا غير متوقع لترامب، الذى بدا أن سلطته على الحزب الجمهورى شبه مطلقة فى بعض الأحيان.
وفى النهاية تم تمرير اتفاق بين الديمقراطيين والجمهوريين فجر السبت، دون رفع سقف الديون.
من ناحية أخرى، قالت شبكة "سى إن إن" إن ما حدث خلال اليومين الماضيين قد كشف عن خلاف بين الجمهوريين فى الكونجرس كان مختبئا خلف نشوة الانتصار الانتخابى الذى حققوه فى نوفمبر، وأوضح أن نفوذ ترامب على حزبه لا يزال غير مطلق.
وذكرت الشبكة أن هذه الحلقة الفوضوية من الأحداث، والتي جاءت قبل شهر من عودة ترامب على البيت الأبيض، تظل تذكيرا بأن الحكم قد أحبط العديد من السياسيين الناجحين، كما أنها تنبئ بالتحدى الذى سيواجه ترامب وهو ينتقل بين أغلبية ضيقة فى مجلس النواب، ومجلس شيوخ ملئ بالأشخاص الذين يتوقعون البقاء لفترة أطول من السنوات الأربع التي سيقضيها ترامب فى واشنطن.