دعم دولى للجهود المصرية المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
السبت، 21 ديسمبر 2024 02:38 م
الرئيس السيسى: سنواصل جهودنا لخفض التصعيد في المنطقة واستعادة الأمن والاستقرار والسلام وبناء مستقبل أفضل لشعوبنا
رئيسا إيران وتركيا يمثنان جهود القاهرة.. وميقاتي: التاريخ سيحفظ موقف الرئيس السيسي الداعم للبنان أبو مازن: العالم مطالب بتعامل بمعيارٍ واحدٍ للعدالة.. وأردوغان يطالب بفرض حظر بيع أسلحة لإسرائيل وفرض عقوبات
بدعوة من مصر، شهدت قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، بالعاصمة الإدارية الخميس الماضى، عقد جلسة خاصة لمناقشة الكارثة الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة ولبنان، ترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أكد أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تهديدات جساما، حيث أضحت الأحداث الجارية فى المنطقة خير شاهد على ما يعيشه العالم من ازدواجية فى المعايير، وإفراغ للمبادئ والقيم الإنسانية من معانيها وتهميش لقواعد القانون الدولى.
وأضاف الرئيس السيسى: إذ تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أكثر من عام وامتدت إلى لبنان الشقيق، كما تشهد سوريا الشقيقة، انتهاكا صارخا لسيادتها على خلفية استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضى السورية مؤخرا، وشن اعتداءات على الأراضى السورية وإعلانها من طرف واحد، عن إلغاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
واكد الرئيس السيسى إدانة مصر بأشد العبارات تلك الممارسات، وتؤكد دعمها التام لوحدة واستقرار سوريا، وسيادتها وسلامة أراضيها، كما تؤكد مصر دعمها لكل جهد، يسهم فى إنجاح العملية السياسية الشاملة فى سوريا بمشاركة الشعب السورى بكل مكوناته وشرائحه، ودون إملاءات أو تدخلات خارجية.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن ما حدث منذ أكتوبر 2023، تعدى كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية، فقد تخطت أعداد الوفيات من الفلسطينيين 45 ألف شهيد، غالبيتهم من السيدات والأطفال، وأصيب أكثر من 107 آلاف، معظمهم أيضا من السيدات والأطفال، وبلغت أعداد النازحين 1.9 مليون شخص، وامتدت الانتهاكات الإسرائيلية لتشمل موظفين دولييـن لقــوا حتفهـــم أثنـــاء تأديـــة عملهــم، كما تم تدمير أكثر من 70% من البنية التحتية فى غزة، وكذلك سجلت معدلات الفقر والبطالة والجوع أرقاما كارثية تتراوح ما بين 80 إلى 100%، مع التوقع بأن يعانى أكثر من 90% من سكان القطاع، من نقص غذائى حاد، كما امتدت الانتهاكات لتشمل سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية الذين يعانون من توسع الأنشطة الاستيطانية، وعنف المستوطنين والاقتحامات العسكرية لمدن الضفة.
وأعاد الرئيس السيسى تأكيد مصر على محورية دور وكالة "الأونروا" لتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني، كما نؤكد أن حق العودة للشعب الفلسطينى، لن يسقط بالتقادم، مشدداً على ضرورة التوصل إلى وقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى غزة، ورفع العوائق الإسرائيلية أمام النفاذ الإنسانى بما يمهد لترتيبات ما بعد الحرب.
وقال الرئيس السيسى إن النجاح لن يكتب لأى تصور "لليوم التالى" فى قطاع غزة إذا لم يتم تأسيس هذا التصور، على تدشين الدولة الفلسطينية متصلة الأراضى على خطوط الرابع من يونيو لعـام 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية"، مؤكداً رفض مصر لأى سيناريوهات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال التهجير، أو من خلال فصل غزة عن الضفة والقدس.
وأشار الرئيس السيسى إلى امتداد نيران الحرب الإسرائيلية إلى لبنان الشقيقة، حيث أسفر العدوان الإسرائيلى عن استشهاد ما يزيد على 4 الاف شخص من بينهم نساء وأطفال، وما يتجاوز 16 ألف جريح ونزوح ما يقرب من 1.2 مليون شخص، وقال: حرصت مصر منذ وقوع العدوان على تقديم كل سبل الدعم الممكن للشعب اللبنانى الشقيق، حيث أقامت مصر جسرا جويا مباشرا بين القاهرة وبيروت، نجحت خلاله فى إيصال 92 طنا من المستلزمات الطبية والإغاثية.
وأضاف الرئيس السيسى: مع ترحيب مصر، بالإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان حيز التنفيذ، نشدد على أهمية تضافر الجهود الدولية لحشد التمويل اللازم لإعادة الإعمار فى لبنان، لاسيما وأن التقديرات الدولية تشير إلى حاجة لبنان إلى نحو 5 مليارات دولار، لإعادة الإعمار علي الأقل، وفى ذات السياق، تؤكد مصر أهمية التنفيذ الكامل وغير الانتقائى، لقرار مجلس الأمن 1701، وتمكين الجيش اللبنانى من بسط سيطرته على كامل الأراضى اللبنانية، كما تعيد مصر التأكيد على التزامها الكامل بدعم الأشقاء اللبنانيين، من أجل استكمال الاستحقاقات الدستورية عبر انتخاب رئيس للجمهورية، فى إطار السيادة الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلى.
وأكد الرئيس السيسى أن مصر لن تألو جهدا، فى دعم شعوب أمتها العربية والإسلامية، لحفظ سيادتها وسلامة أراضيها، وستواصل مصر جهودها الحثيثة، لخفض التصعيد فى المنطقة واستعادة الأمن والاستقرار والسلام من أجل المضى قدما، على طريق التنمية والتقدم، وبناء مستقبل أفضل لشعوبنا.
العالم مطالب اليوم بتعامل بمعيارٍ واحدٍ للعدالة
من جانبه قال محمود عباس أبو مازن، رئيس فلسطين، إن الاجماع الدولي على وجوب نهاية الاحتلال الاسرائيلي لأرض دولة فلسطين بما فيها القدس الشرقية، يتطلب إقرار الخطة السياسية التي عرضناها مؤخراً في مؤتمر القمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، موضحاً أن الخطة السياسية، تبدأ بوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل وفق القرار 2735، وحصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للاماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وتنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية، التي أصبحت قراراً للجمعية العامة، يقضي بإنهاء الاحتلال، وتفكيك المستوطنات، من بين أمورٍ أخرى، خلال عامٍ واحد، وعقد مؤتمر دولي للسلام في حزيران/ يونيو المقبل، وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد رئيس فلسطين أن العالم مطالب اليوم بتعامل بمعيارٍ واحدٍ للعدالة، وأن يخضع الجميع للمحاسبة والعقاب عندما يتم خرق القانون الدولي، كما تفعل دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان وسوريا، موجهاً الشكر للرئيس السيسي، على عقد الجلسة الخاصة بفلسطين ولبنان، وقال: مرةً أخرى، أجدد الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولجميع القادة ورؤساء الوفود على عقد هذه الجلسة الخاصة بفلسطين ولبنان، ما يؤكد حرصكم أولًا على وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا والشعب اللبناني الشقيق، وكذلك على سوريا الشقيقة، التي أصيبت بكل المصائب بما في ذلك الاجهاز الكامل على الجيش العربي السوري، ووضع حد لجرائم الإبادة والتدمير والتجويع في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات لوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي من فصل قطاع غزة عن باقي أرض دولة فلسطين، ومنعها من تقويض مؤسسات الدولة الفلسطينية، وإنهاء النشاطات الاستيطانية وسرقة الأرض في الضفة الغربية والقدس، ومحاولات الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
الولوج إلى التنمية هو عبر الشرعية الدولية
وأكد نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان إن العاصمة اللبنانية بيروت، تؤمن بأن المستقبل سيكون أفضل، بجهود جميع الاشقاء والأصدقاء، ومحبة الشعوب العربية والإسلامية، التي لولاها لما استطاع لبنان مواجهة التحديات بدءا من معالجة تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير، مشيراً إلى أنه يحمل رسالة أمل بأننا كنا وسنبقى شركاء مع دول العالم للبحث في الهموم المشتركة والسعي لحل الأزمات المتراكمة، لكن كل هذه الجهود تأتي في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا وغزة حاصدا الشهداء والجرحى والدمار غير المسبوق والانتهاك المستمر لحرمة أرضنا وسيادتها.
وأوضح ميقاتى أن المدخل للولوج إلى التنمية هو عبر الشرعية الدولية وتطبيق القوانين والمعاهدات والقرارات ذات الصلة، والضغط على اسرائيل لوقف عدوانها التدميري الذي يوقف عجلة التنمية في كل من لبنان وفلسطين، وقال إن سبل التنمية لا تستوي إلا بوقف الحروب المدمرة وتحقيق العدالة للشعوب وتحديد مصيرها واستقلالها وسيادتها، فلا تنمية دون عدالة، وهي فعل وعمل مشترك، ونحن نعول على هذا المؤتمر في دعم لبنان في مسيرة إعادة البناء، ونؤكد موقفنا بالالتزام بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701.
وقال ميقاتى أنهم بدأوا عملية مسح الاضرار، "نقدر كلفة الحرب على الاقتصاد والبيئة والزراعة اعلى بكثير حيث ادى العدوان الى حرق آلاف الهكتارات من الاراضي الزراعية والحرجية وتدمير سبل العيش لمئات الالاف من اللبنانيين وتهجيرهم من قراهم ومدنهم مخلفا اكبر حالة تهجير في تاريخ لبنان"، مشيراً إلى ان سبل التنمية لا تستويِ الا بوقف الحروب المدمرة وانسحاب الجيوش المحتلة وتحقيق العدالة للشعوب وتحديد مصيرها واكتساب استقلالها وبسط سيادتها على كامل اراضيها. فلا تنمية من دون عدالة.
وذكر ميقاتى القمة والعالم بموقف مصر والرئيس السيسى تجاه الوضع في لبنان، وقال: السيد الرئيس، ختاما لا بد لي من التذكير بالموقف الثابت الذي عبرتم عنه خلال العدوان الاسرئيلي حيث قلتم لي شخصيا "مصر تدعم لبنان بالكامل وتقف الى جانبه في هذه الظروف الدقيقة، وترفض المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه، وهذا الموقف يحفظ للتاريخ في سجل العلاقات الاخوية الصادقة بين مصر ولبنان وشعبي البلدين.
فرض حظر بيع أسلحة لإسرائيل
وأكد رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، إن "الهجمات" والانتهاكات الإسرائيلية وصلت ذروتها في قطاع غزة، وفلسطين، إذ استشهد نحو 50 ألف مدني وأصيب أكثر من 100 ألف، وأضاف: "نعلم أن المسجد الأقصى هو تحت ظلم إسرائيل ويتعرض لخطر التهويد، وهناك تحديات إضافية تحيط بالمنطقة مع اعتداء إسرائيل على لبنان".
وقال أردوغان: "نناشد بضرورة إيجاد حل سياسي ودائم لفلسطين، وندعم جميع الاخوة لوضع حد للحرب ودعم فلسطين، وأبرزها جهود مصر، لكن إسرائيل بدعم من الدول الأوروبية بشكل غير مباشر ومن الولايات المتحدة بشكل مباشر وسعت هجماتها على غزة، وعدوانها على لبنان وسوريا، وتستغل الوضع لتوسيع احتلال هضبة الجولان، ونحن يجب أن نرفض هذه التصرفات التي تهدد أمن المنطقة"، وطالب بفرض حظر بيع أسلحة لإسرائيل وفرض عقوبات عليها، ودعم مقترح فرض حظر لبيع السلاح لإسرائيل، مبينا أن تركيا باتت طرفا بالقضية المرفوعة لدى المحكمة الدولية من قبل جنوب افريقيا، ويجب أن تكون الدول الثمانية جزءا من هذه القضية، ويجب أن نبذل جهدنا لوقف إطلاق النار الدائم في غزة للوصول إلى حل قائم على أساس الدولتين.
دعم جهود الوساطة المصرية
وثمن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، جهود الوساطة التي تقودها مصر من أجل التوصل إلى وقف اطلاق النار في غزة، داعيا إلى مواصلة الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات في الضفة الغربية، وقال إن العدوان الإسرائيلي على غزة جريمة بكل المقاييس، متهما الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب الكثير من الجرائم التي انتهكت القوانين الدولية والإنسانية وأثرت على العالم بأسره.
وطالب الرئيس الإيراني بمنح الفلسطينيين الحق في تقرير المصير، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة والضفة ولبنان وسوريا.
وحول التطورات في سوريا، قال الرئيس الإيراني، يجب أن تكون هناك حكومة مدنية في سوريا تحترم الاختلافات الموجودة.
من جانبه، قال فرابوو سوبيانتو رئيس أندونيسيتا، إن بلاده تدين الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي، داعيا لضرورة العمل من أجل تطبيق قرارات الأمم المتحدة، موضحاً أنه يوجد 2 مليار مسلم في العالم وهم يشكلون ربع العالم، ولدينا موارد كبيرة للغاية، لكننا لا نستطيع أن نتحد لخدمة أنفسنا والعالم، ويجب أن نعمل من أجل إقامة تعاون وثيق بيننا ليكون لنا صوت واحد غير منقسم، من أجل مساعدة الفلسطينيين في الخلاص من الاحتلال.