معركة الخرطوم تتصاعد.. الجيش السوداني يستعيد الأراضي والمجتمع الدولي يتجاهل الأوضاع

تتواصل المعارك العنيفة في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث يستمر الجيش السوداني في معركة حاسمة ضد مليشيا الدعم السريع، في إطار عمليات عسكرية موسعة بدأت منذ سبتمبر الماضي، الجيش السوداني تمكن من تحقيق تقدم ملحوظ في استعادة السيطرة على العديد من المناطق الحيوية في الخرطوم، بما في ذلك أحياء في الخرطوم بحري وأم درمان.

الجيش السوداني يواصل التقدم
في ظل التصعيد المستمر، أعلن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عن تجهيز أكثر من 30 قوة متحركة لاستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة من أيدي قوات الدعم السريع، البرهان أكد في تصريحات له أن القوات السودانية لن تتوقف حتى يتم القضاء على عناصر الدعم السريع أو إجبارهم على تسليم السلاح.

 

وتواصل القوات السودانية شن هجمات على مواقع ميليشيا الدعم السريع، حيث نجحت في استعادة أجزاء من العاصمة الخرطوم وبقية المدن الكبرى، وتشير التقارير إلى أن الجيش يواصل تقدمه للوصول إلى مناطق استراتيجية، مثل مقر القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم.

المجتمع الدولي يتجاهل الأزمة
في ظل تصاعد المعارك، اتهم البرهان المجتمع الدولي بتجاهل الأوضاع في السودان، مشيرًا إلى أن العالم لم يتخذ خطوات جدية لوقف الهجمات على مناطق مثل الفاشر أو لمنع تدفق الأسلحة إلى دارفور، وأضاف أن "القرارات الدولية الصادرة لم تجد اهتمامًا حقيقيًا"، متسائلًا عن أسباب الصمت الدولي تجاه الأزمة.

 

البرهان أشار إلى ضرورة انخراط كل من يستطيع حمل السلاح للقتال ضد مليشيا الدعم السريع، مع وعد بتقديم الدعم اللازم لهم، وأكد أن القوات السودانية تواصل رصد تحركات المليشيا وتهدف إلى القضاء عليها في أقرب وقت.

الإجلاء والضحايا المدنيين

مع استمرار المعارك في مناطق عديدة بالعاصمة، اضطر العديد من المدنيين إلى الفرار من مناطق الاشتباكات، حيث أعلنت غرفة طوارئ الخرطوم بحري تنفيذ عمليات إجلاء لسكان بعض الأحياء إلى منطقة شرق النيل بسبب الاشتباكات المتواصلة.

 

على صعيد آخر، أسفرت الهجمات المستمرة للطائرات المسيرة التابعة للدعم السريع عن مقتل العديد من المدنيين، ففي 12 ديسمبر الجاري، تعرض مستشفى في مدينة الفاشر لعدة ضربات جوية أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين. كما أعلنت السلطات المحلية عن مقتل 36 شخصًا وإصابة آخرين في هجوم مماثل على مقهى للإنترنت في مدينة الفاشر.

النهب والتجريف في ولاية الجزيرة
 

في سياق آخر، كشف تقرير صادر عن "مؤتمر الجزيرة" عن حجم النهب الذي تمارسه مليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة، حيث تم نهب نحو 60% من الثروة الحيوانية في المنطقة، ووفقًا للتقرير، فقد تعرضت مزارع الدواجن في المنطقة للتجريف بالكامل، بما في ذلك المزارع الكبيرة التي كانت تنتج مئات الآلاف من الدواجن.

 

ويؤكد التقرير أن قيمة الخسائر في الثروة الحيوانية تقدر بحوالي 3.4 مليار دولار، مع تقديرات السوق لقيمة الثروة بأكثر من 5.8 مليار دولار.