دينا الحسيني تكتب: مخطط «الشرق الأوسط الجديد».. الجيش والشرطة خط الدفاع الوطني عن أمن مصر

الإثنين، 16 ديسمبر 2024 05:04 م
دينا الحسيني تكتب: مخطط «الشرق الأوسط الجديد».. الجيش والشرطة خط الدفاع الوطني عن أمن مصر
جانب من اللقاء

تمر مصر باختبار صعب وغير مسبوق في ظل التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والأحداث المتلاحقة، وآخرها سقوط الجيش السوري وسيطرة «الفصائل المسلحة» على مقاليد الحكم.

وفي الوقت الذي يستغل فيه الاحتلال الإسرائيلي هذه التوترات لتحقيق مصالحه وإعادة تموضعه من جديد في محاولة لترسيم حدود جديدة للشرق الأوسط على الخريطة «بقوة الأمر المقضي»، وكلفوا العناصر الإرهابية المسلحة بمهمة إسقاط الجيوش الوطنية في المنطقة بشكل عاجل. حتى يحكموا الحدود الجديدة بقبضة المليشيات.

عملاء «المتربصين» نجحوا في إسقاط سوريا، وسيناريوهات ما بعد الفوضى بين صراعات طائفية على إدارة البلاد، وخلافات التنظيمات الإرهابية على القيادة والسيطرة على الحدود، ومخاوف شبح التقسيم أعنف من الوضع في ليبيا والعراق وسط توقعات بتوغل تنظيم «داعش» وإعادة توزيع موقعه على خريطة الشرق الأوسط في أعنف صورة وزيادة في تدفق النازحين من سوريا إلى الدول العربية، وقد بدأ بلجوء عدد كبير من السوريين إلى لبنان والأردن.

بالإضافة إلى إدارة نظام جديد لسوريا أكثر تفاهماً مع إسرائيل، مما يمكنها من ضم الأراضي السورية. وهذا ما أكدته تصريحات أحمد الشرع «الجولاني» بأن سوريا لن تخوض حرباً مع إسرائيل، وأن أي دخول لإسرائيل إلى الأراضي السورية لن يتم إلا بالتنسيق، في إشارة إلى ما قبل دخول إسرائيل إلى الأراضي السورية، بالإضافة إلى دعم لوجستي قوي لفروع التنظيمات في المحيط الإقليمي وإحياء تواصلها بالعمليات المشتركة، وهو ما حدث في ليبيا مع اندلاع اشتباكات عنيفة مساء أمس بين مليشيات مسلحة في مدينة الزاوية غربي ليبيا. واستخدموا فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى إحراق مصفاة النفط الرئيسية في البلاد.

ووسط كل هذه التوترات والصراعات المسلحة والحروب الأهلية في المنطقة، تقف مصر صامدة كالجبل، تحاول بكل أدواتها الحفاظ على أمنها القومي، والحفاظ على مقدرات البلاد وحمايتها، وإنقاذ منطقة الشرق الأوسط المشتعلة ودولها.

ومن الانهيار في ظل المد الإرهابي المدعوم إقليمياً ودولياً في موجته الثانية، بالتزامن مع الغطرسة الإسرائيلية الغاشمة. تجاه غزة ولبنان، وتبرز هذه الظروف أهمية تحقيق التلاحم الوطني بين مؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة، في إجهاض المخططات العدائية التي تنال من استقرار مصر وعزيمتها في ظل ما يحدث على كافة اتجاهاتها الاستراتيجية.

وانطلاقا مما سبق، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، مع عدد من قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية، ومختلف الأجهزة الأمنية بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والوزير السيد اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والمحافظين، وكبار قادة القوات المسلحة.

تناول اللقاء تطورات الأوضاع الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري، فضلاً عن استعراض الجهود التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية في حماية حدود الدولة المصرية وجبهتها الداخلية ضد مختلف التهديدات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى ظل ما تموج به المنطقة من أحداث.

كما التقى عدداً من الصحفيين والإعلاميين بحضور رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، تناول خلاله تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة والجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل، كما تناول اللقاء كذلك التطورات في كل من سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات، كما تطرق اللقاء إلى الأمن المائي باعتباره أولوية قصوى لمصر ومسألة وجود.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق