إسرائيل الرابح الأكبر من أزمة سوريا.. الاحتلال ينشر قواته في الجنوب ويواصل تدمير القدرات العسكرية السورية
الخميس، 12 ديسمبر 2024 03:30 م
يستمر جيش الاحتلال الاسرائيلي انتهاك السيادة السورية من خلال توزيع ونشر قواته في الجنوب السوري، وذلك بعد احتلال إسرائيل للمنطقة العازلة في أعقاب سقوط الرئيس بشار الأسد، وقال المتحدث باسم جبش الاحتلال إن أربع فرق قتال تضم قوات مشاة، وكوماندوز، وهندسة، ومدرعات، و"يهلوم" (سلاح الهندسة القتالي) واستطلاع تعمل على أداء مهمة الدفاع الأمامي الاستباقي بقيادة الفرقة 210 المنتشرة في سوريا.
وأشار متحدث جيش الاحتلال أن القوات تواصل عملها في نقاط السيطرة ضمن المنطقة العازلة.
وعقب ساعات من سقوط نظام الرئيس السوري الأسد في دمشق نتيجة لتوغل الفصائل المسلحة بمحافظات وسط سوريا، واتجاهها نحو دمشق، شرع الاحتلال الإسرائيلي بحملة غارات جوية على عدة محافظات سورية مختلفة.
وتعمل إسرائيل على تدمير القدرات العسكرية السورية، بضربات متوالية في الجنوب السوري ودمشق واللاذقية وحمص، منذ نحو أربعة أيام.
وقال مسؤولون إسرائيليون لوكالة "رويترز"، الاثنين الماضي، إن إسرائيل ستكثف غاراتها الجوية على مخازن الأسلحة السورية المتقدمة وستحتفظ بوجود محدود لقواتها على الأرض على أمل درء أي تهديد قد ينشأ في أعقاب الإطاحة ببشار الأسد.
الثلاثاء أيضًا، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اهتمامه بإقامة علاقات مع النظام الجديد في سوريا، بعد مرور ثلاثة أيام على إسقاط نظام الأسد.
وأضاف أنه منح إذنًا لسلاح الجو الإسرائيلي بقصف القدرات العسكرية الاستراتيجية التي تركها الجيش السوري، حتى لا تقع في أيدي ما وصفهم بـ"الجهاديين".
من جانبها، أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات الاستهداف الإسرائيلى الممنهج للبنية التحتية داخل الأراضى السورية، وتعمد قصف وتدمير العديد من المواقع والقواعد والأسلحة والمعدات والأنظمة العسكرية في مختلف أرجاء سوريا، بالإضافة إلى قيام الجيش الإسرائيلى بتكريس وجوده غير الشرعى وتوسيع نطاق سيطرته فى الأراضى التى احتلها داخل العمق السورى.
وجددت مصر في بيان لوزارة الخارجية عن رفضها الكامل لاستغلال إسرائيل الانشغال الداخلى بسوريا وحالة السيولة والفراغ التى تشهدها، لتقويض مقدرات الدولة واحتلال الأراضي السورية.
وتعتبر مصر هذه الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بمثابة إمعان في الانتهاك الممنهج للقانون الدولى، وإصرار على سياسة الغطرسة فى الإقليم.
وحذرت مصر من المخاطر الوخيمة المتوقعة عن السياسات الإسرائيلية غير المسئولة، وطالبت مجلس الأمن والمجتمع الدولى والقوى الفاعلة دوليا بالاضطلاع بمسئوليتها في وقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير في سوريا، واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضى السورية.
كانت وزارة الخارجية المصرية قد أكدت متابعتها للتطورات التي تشهدها الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد على أن هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ سوريا تتطلب تكاتف جهود كل أبنائها لتدشين عملية سياسية شاملة ذات ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، تحافظ وتدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وشرائحه، وتتبنى مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية، وتنسجم مع قرار مجلس الأمن 2254 ، بما يفسح المجال أمام مشاركة كافة السوريين في رسم المستقبل وإعادة بناء مؤسسات الدولة في سوريا الشقيقة، وعودتها لاستعادة المكانة التي تستحقها في النظامين العربي والدولي.
كما أكدت مصر - بحسب بيان لوزارة الخارجية - حرصها على التواصل مع الأشقاء في سوريا، وبذل كل الجهد لإنجاح العملية السياسية الشاملة التي تحقق طموحات الشعب السوري الشقيق، وتقطع الطريق على أي محاولة لاستغلال الأوضاع الحالية للمساس بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، وتهيئ الظروف الملائمة لبدء مرحلة إعادة الإعمار والعودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم.