شراكة استراتيجية بين مصر والدنمارك.. أولى مكاسب جولة الرئيس السيسي الأوروبية

الأحد، 08 ديسمبر 2024 12:05 م
شراكة استراتيجية بين مصر والدنمارك.. أولى مكاسب جولة الرئيس السيسي الأوروبية
أمل عبد المنعم

أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، ترفيع العلاقات المشتركة مع الدنمارك إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وإطلاق مجلس الأعمال "المصري– الدنماركي" والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم.

ولفت السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة وزراء الدنمارك، ميتا فريدريكسن، بالعاصمة الدنماركية "كوبنهاجن" إلى أن لقاءهما المشترك شهد تفاهماً مشتركاً للارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات؛ السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية، على النحو الذى تبلور في التوقيع على الإعلان المشترك، لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية وإطلاق مجلس الأعمال "المصري– الدنماركي"، وكذلك التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم.

وتابع: "اتفقتُ ورئيسة الوزراء على أهمية تنفيذ محاور الإعلان المشترك الذى سيسهم في دفع كل أطر التعاون بين البلدين في جميع المجالات، وعلى رأسها النقل البحري، والطاقة والتحول الأخضر، والصحة والبحث العلمي، والاستثمار والزراعة والسياحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، ومكافحة الفقر والتصحر".

كما التقى الرئيس السيسي، في "كوبنهاجن" برئيس البرلمان الدنماركي، سورين جاد يانسن، وذلك فى مستهل جولته الأوروبية، وشدد على حرص مصر على الارتقاء بكل أوجه التعاون مع الدنمارك.

كما تم الترحيب بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، واستعراض التطورات الأخيرة في كل من سوريا والسودان، وما يتعلق بأمن البحر الأحمر، والأزمة الأوكرانية، حيث كان هناك توافق في الرؤى على ضرورة بذل كل الجهود، لإيجاد حلول دبلوماسية لكل هذه الأزمات، وضرورة احترام سيادة الدول ومؤسساتها وأجهزتها الرسمية ومكافحة الإرهاب بها. وأعرب الرئيس، أيضا، عن تقديره تفهم ودعم مملكة الدنمارك لمصر، للحفاظ على أمنها المائي، بما يمثله من أولوية وجودية.

 

من جانبها، أكدت رئيسة وزراء الدنمارك عمق العلاقات المتينة مع مصر، معربة عن تقديرها جهود مصر الدبلوماسية في الشرق الأوسط، ومشيرة إلى أن بلادها تعد مصر شريكا مهما للدنمارك والاتحاد الأوروبي.

 

وقالت إن الشراكة الإستراتيجية الجديدة بين البلدين واعدة للغاية، وبخاصة في مجال الطاقة الجديدة والتغير المناخي والانتقال للأخضر، موضحة أنه "فى عالم يشهد العديد من النزاعات وعدم الاستقرار، فإن بناء الشراكات القوية يعد طريقا إلى الأمام".

 

من جانب آخر، أكد الرئيس السيسى أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين مصر والدنمارك، بما يعكس قوة وعمق العلاقات بين البلدين، مشيرا، خلال لقائه أمس في كوبنهاجن سورين جاد يانسن، رئيس البرلمان الدنماركي، إلى حرص مصر على مزيد من الارتقاء بكل أوجه التعاون الثنائي، بما في ذلك العلاقات البرلمانية، لاسيما مع قيام البلدين بترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.

 

وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث باسم الرئاسة، بأن رئيس البرلمان الدنماركي رحب بالرئيس السيسى، مشيدا بالعلاقات بين البلدين الصديقين، مؤكدا اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع مصر، لما لها من ثقل على المستويين الإقليمي والدولي.

وفي ختام زيارته للدنمارك، أقام الرئيس السيسي مأدبة عشاء على شرف الملك "فريدريك" العاشر والملكة "مارى"، وبحضور رئيسة الوزراء ورئيس البرلمان وعدد من الوزراء والمسئولين الدنماركيين، أكد خلالها أن لقاءاته خلال الزيارة شهدت توافقاً في الرؤى حول أهمية تعميق العلاقات المصرية الدنماركية على كافة الأصعدة، مشيرا إلى أنه سيتذكر دائما ما شاهده من حضارة ورقي في الدنمارك، صاحبة التاريخ العريق والثقافة الثرية، وشعبها.

 

وسوف يتوجه الرئيس السيسى،  إلى العاصمة النرويجية أوسلو فى ثانية محطات جولته الأوروبية، وذلك عقب زيارة الدنمارك، حيث يعقد، خلال الزيارة، لقاءات مع ملك النرويج، ورئيس الوزراء، ورئيس وأعضاء من البرلمان النرويجى، و رؤساء عدد من الشركات النرويجية العاملة فى مصر، كما يشهد توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين.

ومن جانبه رحب حزب الجيل الديمقراطي بجولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأوروبية، مؤكداً أهميتها في توقيت حساس تشهد فيه المنطقة العربية تحديات كبيرة، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة. أشار الحزب في بيانه إلى أن الزيارة تحمل هدفين رئيسيين؛ الأول يتمثل في توضيح قضايا المنطقة العربية للمجتمع الدولي، والثاني جذب الاستثمارات الخارجية إلى مصر.

 

وأوضح البيان أن مملكة الدنمارك كانت المحطة الأولى للزيارة، واصفاً إياها بالزيارة التاريخية، حيث يُعتبر الرئيس السيسي أول زعيم مصري يزور كوبنهاجن وأول زعيم غير أوروبي يحظى باستقبال رسمي من ملك الدنمارك فريدريك العاشر والملكة ماري، اللذين يرون مصر جسراً حيوياً يربط بين أوروبا، إفريقيا، والعالم العربي.

من جانبه، أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أن الزيارة تعزز الشراكة الاقتصادية والسياسية بين مصر والدنمارك، مشيراً إلى ريادة الدنمارك في مجالات التحول الأخضر ومكافحة التغير المناخي. كما سلط الضوء على مشروع إنتاج الوقود الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الذي تنفذه شركة "ميرسك" الدنماركية، إضافة إلى اهتمام الشركات الدنماركية بالاستثمار في مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

 

ولفت الشهابي إلى أن الزيارة تأتي في ظل استعداد الدنمارك لتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي في يوليو المقبل، مما يجعلها فرصة استراتيجية لإعادة الزخم للعلاقات الإفريقية الأوروبية وفتح آفاق استثمارية جديدة تسهم في تعزيز التعاون المشترك، خاصة في مجالات الشحن، النقل، الطاقة النظيفة، وبرامج الحماية من تغير المناخ.

واختتم الشهابي بالإشادة بسياسة مصر الخارجية، مشيراً إلى استراتيجيتها الواضحة في الانفتاح على الشرق والغرب، وتفعيل شراكات اقتصادية تدعم التنمية وتعزز من دور مصر الإقليمي الذي يزداد أهمية في ظل اضطرابات إقليمية ودولية غير مسبوقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق