مصر تواصل جهودها في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2024 11:44 ص
مصر تواصل جهودها في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة
محمد الشرقاوي

تستمر مصر في دورها البارز والمستمر لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات الإنسانية الكبيرة التي يواجهها قطاع غزة، خاصة في ظل الظروف القاسية الناتجة عن الحصار والعدوان المستمر. 
 
وفي خطوة جديدة تضاف إلى جهودها الدؤوبة، نظمت مصر مؤخرًا مؤتمرًا دوليًا لدعم الاستجابة الإنسانية في غزة، بهدف تخفيف المعاناة المستمرة للفلسطينيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق. 
 
ويعكس هذا المؤتمر التزام مصر الثابت بتحقيق السلام والإغاثة للفلسطينيين، وتعزيز دورها في العمل على إيجاد حلول شاملة ومستدامة للوضع في غزة، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وأمان.
 
وتعد هذه المحطة جزءًا جديدًا ومهمًا في التحركات المصرية المستمرة لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة، ولاتخاذ خطوات عملية لوقف سياسة التجويع التي ينفذها
جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. جاء ذلك من خلال عقد مؤتمر دولي لدعم وتعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة في العاصمة المصرية القاهرة، بهدف تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي قيود أو شروط.
 
وعرض برنامج "من مصر"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرًا بعنوان "مصر تنتصر لفلسطين.. القاهرة تكثف جهودها لوقف إطلاق النار في غزة". 
 
وأشار التقرير إلى أن تنظيم مصر لهذا المؤتمر يمثل استمرارية لدورها في توفير المساعدات للقطاع الذي يعاني من حرب إبادة منذ أكثر من عام.
 
وذكر التقرير أن مصر قدمت أكثر من 80% من المساعدات التي وصلت إلى غزة، كما تساهم بنسبة 72% من حجم المساعدات البرية التي قدمتها 50 دولة لأهالي القطاع خلال 10 أشهر. 
 
كما أن مصر بذلت جهودًا عالمية من خلال هذا المؤتمر لتشكيل تحالف دولي إنساني، مع التركيز على رفع المعاناة عن الفلسطينيين في غزة، والعمل على إزالة القيود التي تفرضها إسرائيل على وصول المساعدات الإنسانية، إلى جانب ضرورة وقف إطلاق النار الفوري والتوصل إلى صفقة تبادل، فضلًا عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية بدون عراقيل.
 
وأكد التقرير أن مصر تواصل بذل جهود ثابتة ودؤوبة، مستخدمةً نفوذها للدفاع عن حقوق الفلسطينيين وعرض معاناتهم أمام المجتمع الدولي، في سياق دورها التاريخي ومسؤوليتها القومية تجاه القضية الفلسطينية. ومن هذا المنطلق، يظل دور مصر حيويًا ومؤثرًا في دعم غزة والعمل على إيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه سكانها، مما يعزز استقرار المنطقة بشكل عام.
 
وعُقد مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة في القاهرة فى ٢ ديسمبر ٢٠٢٤، تحت رعاية الرئيس السيسي، وأنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، وشارك فيه أكثر من ١٠٠ وفد يمثلون الدول ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المالية الدولية والمنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية.
 
وعكست النقاشات التى دارت خلال المؤتمر التزام المشاركين الثابت بالاستجابة للكارثة الإنسانية الحالية فى قطاع غزة، والتخفيف من محنة الشعب الفلسطينى ووضع حد لمعاناته الشديدة، كما سلطت المناقشات الضوء على الجهود المصرية المبذولة على مختلف الأصعدة الإنسانية وأكدت على الحاجة لدعم هذه الجهود.
 
وشدد المؤتمر على أهمية الزيادة الفورية للمساعدات الإنسانية وايصالها بصورة فعالة ومستدامة إلى الفلسطينيين المحتاجين فى غزة، بما فى ذلك، الغذاء والماء،
والإمدادات الطبية، والوقود والمأوى. 
 
كما ألقى الضوء على الحاجة لاستراتيجية قوية للتعافى المبكر وتطبيقها بمجرد أن تسمح الظروف بذلك، بما يمهد الطريق لجهود إعادة الإعمار طويلة المدى بقيادة الحكومة الفلسطينية وبدعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولى.
 
وتم خلال المؤتمر الإعراب عن القلق العميق تجاه الوضع الإنساني الكارثي في غزة. حيث انتجت العمليات العسكرية الإسرائيلية الراهنة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك مرافق الأمم المتحدة وموظفيها، خسائر فادحة في الأرواح والضحايا المدنيين، وترتب عليها حجم دمار غير مسبوق، وذلك مع استمرار الحصار ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وتهجير أكثر من 1.9 مليون فلسطيني.
 
وتستمر إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في تقييد النفاذ الإنساني إلى قطاع غزة، وتبقى معابرها إما مغلقة أو تعمل بقدرة محدودة للغاية. كذلك، فرضت إسرائيل حصارا فعليا على شمال غزة من خلال بناء جدار عازل، مما جعل المدنيين إما محاصرين في الداخل وغير قادرين على الوصول إلى الخدمات والاحتياجات الأساسية، أو عالقين وغير قادرين على العودة إلى منازلهم.
 
ولا يوجد مكان آمن في غزة، ويتم ارتكاب هذه الانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني على الرغم من النداءات العديدة التي وجهها المجتمع الدولي، وقرارات مجلس الأمن التي تطالب بنفاذ كاف للمساعدات الإنسانية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار، ويتم ارتكاب هذه الانتهاكات أيضا على الرغم من  التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية.
 
وتجدد مصر مطالبتها لإسرائيل بالاحترام الكامل لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وباعتبارها القوة القائمة بالاحتلال. وستستمر مصر في العمل بلا هوادة من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين.
 
كما تشدد مصر على الحاجة إلي توفير المساعدات الانسانية وتهيئة الظروف الملائمة لتوزيعها وضمان وصولها إلى المدنيين المحتاجين اليها فى كافة انحاء قطاع غزة وضمان تسهيل النفاذ الإنساني السريع والآمن دون عوائق أو عقبات من خلال كافة المعابر. كما قدمت مصر منذ بداية الحرب أكثر من 94064 طنا من المساعدات الإنسانية، والخدمات الطبية لأكثر من 91770 فلسطينيا، بالإضافة إلى المساعدة في إجلاء أكثر من 74 ألف من مزدوجي الجنسية ومواطني الدول الثالثة.
 
وعكست المناقشات خلال المؤتمر الدور المحوري والعمل البطولي للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وجميع العاملين في المجال الإنساني والطبي في قطاع غزة.
 
وأعربت العديد من الوفود عن خالص تعازيها لمن فقدوا أرواحهم خلال هذا النزاع، وأعادوا التأكيد على أهمية تطبيق منظومة لفك الاشتباك لضمان حماية العاملين في المجال الإنساني وضمان حرية تنقلهم بأمان وسلامة في جميع أنحاء غزة.
 
وفي هذا السياق، يجب حماية الدور المحورى الذي لا غنى عنه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، باعتبارها أقدم وأكبر وكالة تعمل في القطاع، وتوفر الإمدادات والخدمات الأساسية لإنقاذ أرواح الفلسطينيين، كما يجب أن يتضمن ذلك توفير الدعم والتمويل اللازمين للحفاظ على دورها الأساسي وغير القابل للاستبدال.
 
وبحسب البيان، تواصل مصر دعم الشعب الفلسطيني، ونضاله المشروع من أجل نيل حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير، وتحقيق تطلعاته المشروعة في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، ومتواصلة الأراضي وقابلة للحياة على أساس خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق