حرب الشائعات سلاح الإخوان للتخريب.. الجماعة احترفت الترويج الأكاذيب منذ الملكية وعهد عبد الناصر.. باحث: يعتمدون على ترويج الكذب لتفكيك الوطن.. ودراسة: الإرهابية مصدر تزييف الحقائق
الإثنين، 02 ديسمبر 2024 12:51 م
منذ ظهور جماعة الإخوان فى المشهد المصرى، اتخذت وعناصرها من مختلف الأزمات والأحداث منصة للهجوم على مصر ومؤسساتها، وكان لدى "الإرهابية" منهجها لترويج الشائعات وفق استراتيجية تستهدف الأوضاع الداخلية المصرية، والنيل منها وفق نهج مدروس وممنهج بدقة، خارج إطار العشوائية والعفوية في مواجهتها للنظام السياسي المصري، ومن ثم فإن لجماعة الإخوان مجموعة من المنطلقات والأطر الفكرية تعتمد عليها في عملية توظيف الشائعة تحت ما يسمى بـ "السيكولوجية النفسية"، للاستفادة من تأثرها في تحقيق سيناريوهات الفوضى الممنهجة.
وعلى مدار تاريخها اكتسبت الجماعة الإرهابية خبرات كبيرة في مجال الشائعات منذ العهد الملكي، ثم المرحلة الناصرية التى شهدت مئات الشائعات التي تم ترويجها ضد نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لاسيما التي شككت في وطنيته وعقيدته، انتهاء بشائعة حفلات التعذيب في السجون، وتم ترجمة غالبيتها في مذكراتهم الشخصية، مثل كتاب "أيام من حياتي"، والذي ثبت أنه من تأليف القيادي الإخواني يوسف ندا، بهدف تشويه صورة عبد الناصر تاريخيا.
وبحسب الباحث في شئون الجماعات الإسلامية عمرو فاروق، فإن جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم الشائعات في إطار معركتها مع الأنظمة السياسية، فيما يسمى بـ"تفكيك الظهير الشعبي"، مثلما تم في المرحلة الناصرية بهدف القضاء على شعبية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وساروا على نفس النهج بعد سقوط حكم الجماعة في 30 يونيو 2013، بهدف تفكيك شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومحاولة النيل من سمعته بعدما تمكن من تحقيق الاستقرار داخليًا وخارجيًا على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي للدولة المصرية.
الجماعة تحاول دائما الوصول إلى أغراضها وتحقيق أهدافها عن طريق إثارة البلبلة ونشر الشائعات، عبر استخدام قنوات إعلامية خارجية وكتائب إلكترونية تعمل ليل نهار على نشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، وتزوير الحقائق وتزييف التاريخ، فضلا عن التستر خلف رداء الدين لخدمة أغراض مشبوهة، وتشويه صورة الدولة لإضعافها والانتقام من شعبها وقيادتها، فى إطار المحاولات المستمرة لمطاردة السلطة بأى ثمن.
ووفقا لدراسة "أثر نشر الشائعات فى التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعى على الأمن القومى من منظور النخبة المصرية" للباحثة أمينة الدسوقي، أشارت 35.33% من عينة الدراسة إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية هى المصدر الذى يطلق الشائعات فى مصر، يليها الحركات السياسية فى الخارج والداخل، فيما يرى 16.67% من عينة الدراسة أن البرامج الحوارية التى تعتمد على محتوى مواقع التواصل الاجتماعى هى مصدر الشائعات، الأمر الذى يؤكد على أن بعض البرامج تكون مرآة عاكسة للأخبار ومحتوى مواقع التواصل الاجتماعى دون التأكد من صحتها.
تناولت دراسة حديثة صادرة عن مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، سبل استخدام جماعة الإخوان الإرهابية لوسائل الإعلام، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج للعنف والتطرف، وبث الشائعات ضد من يعارضهم، وأكدت الدراسة أن الجماعة الإرهابية اعتادت منذ نشأتها على توظيف وسائل الاتصال والإعلام المتاحة في نشر أفكارها وتحقيق أهدافها في التعبئة والحشد، وتمكين الجماعة من التغلغل في المجتمع المصري والمجتمعات العربية الأخرى، مشيرة إلى أن إعلام الإخوان يواجه حاليا أزمة حقيقية كبرى تضعه على طريق الاختفاء أو "الموت الإكلينيكي" نتيجة الانقسامات والصراعات الداخلية التي ضربت قيادتها وفقدانها التعاطف بين الشعب المصري.
وتابعت "أجاد الإخوان استخدام الإعلام في صناعة البطولة وخاصة خلال الفترة التي تولوا فيها الحكم في مصـر؛ حيث جرى إظهار الأشخاص الذين تولوا الشأن العام منهم على أنهم أبطال ويتميزون عن غيرهم ممن ينافسونهم، كما لجأ هذا الإعلام إلى أسلوب بث الشائعات بغرض مهاجمة خصومهم والتقليل من قدرهم وشأنهم بل وصل لحد التسخيف".