جرائم إسرائيل لتدمير التاريخ والحضارة.. لبنان فقدت أغلب آثارها وغزة 188 موقعا تاريخيا
السبت، 30 نوفمبر 2024 05:36 م
كشفت تقارير رسمية استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمناطق أثرية وتاريخية في لبنان وغزة عن عمد خلال الفترة الماضية ما أثار قلق المعنيين بالحفاظ على هذه الكنوز التاريخية.
أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن لبنان يشتهر بالآثار التي تعود لآلاف السنين وبالمدن التاريخية العريقة التي تعرضت للتدمير بسبب الحرب التي انتهت بـ وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله منذ أيام قليلة
قالت الصحيفة الأمريكية إن الهجوم الإسرائيلي على لبنان، تسبب بأزمة إنسانية، حيث نزح ربع سكان لبنان البالغ عددهم نحو 5 ملايين نسمة، بينما تجاوز عدد القتلى 3700، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، وشكّل الهجوم أيضاً تهديداً خطيراً لآثار البلد ، المطل على البحر المتوسط
ورأت الصحيفة أن معابد بعلبك، المدرجة على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي، تعد أحد المواقع المهددة بالخطر ويسابق علماء الآثار والمختصون الوقت، لحماية كنوز تمتد لآلاف السنين من الحضارات الفينيقية، والرومانية، والبيزنطية، والعثمانية
في 17 نوفمبر، وضعت اليونسكو 34 موقع ثقافي في لبنان تحت "الحماية المعززة"، وهو تدبير يعتبر أن الهجوم على هذه المواقع، يشكّل انتهاك خطير لاتفاقية لاهاي لعام 1954، وسبباً محتملاً للملاحقة القضائية.
لكن العديد من الآثار غير مدرجة في القائمة، تعرض بعضها بالفعل للتلف أو التدمير، جراء الغارات الإسرائيلية، بما في ذلك كنائس ومقابر تاريخية، وأسواق قديمة، وقلاع تعود لفترة الحروب الصليبية، وفقاً لمسؤولين لبنانيين والأمم المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من التفاؤل "الحذر" بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن لبنان فقد جزءاً كبيراً من تراثه بشكل لا يمكن استعادته، ولا يزال حجم الدمار غير واضح، الى جانب أن الحكومة اللبنانية، التي تعاني من ضائقة مالية، ستضطر لمواجهة التكاليف الباهظة لترميم الآثار، بالإضافة للأزمة الإنسانية المتفاقمة، علماً أن هناك حالة من عدم اليقين بشأن قدرة الهدنة على الصمود وكيفية ترميم المواقع المتضررة
قالت عالمة الآثار جوان فرشخ بجالي، رئيسة منظمة "بلادى" المختصّة بحماية التراث للصحيفة الامريكية: "إنهم يدمرون الذاكرة". وشبّهت الأضرار التي خلفتها الغارات الإسرائيلية، بتلك التي أحدثها تنظيم داعش الإرهابى في العراق.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان ردا على سؤال حول ما اذا كانت قواته تستهدف المواقع الثقافية عن عمد: " نشن ضربات في لبنان عند الضرورة فقط.. المواقع الحساسة تؤخذ في الاعتبار أثناء التخطيط العسكري وكل ضربة تخضع لإجراءات موافقة صارمة" وأشارت نيويورك تايمز الى ان جيش الاحتلال لم يرد على طلب تقديم أدلة محددة على هذا الادعاء، الذي ينفيه علماء آثار ومسؤولون لبنانيون
على الجانب الآخر، يتولى الجيش اللبناني، الذي لا يشارك في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، مهمة أخرى تتمثل في حماية كنوز البلاد ويقود اللواء يوسف حيدر هذه الجهود، ويرأس فرقة متخصصة تعمل على نقل القطع الأثرية من جنوب البلاد المتضرر بشكل كبير، بما في ذلك بعض القطع التي تعود إلى الحضارتين الرومانية والبيزنطية.
وأكد علماء آثار حدوث دمار واسع النطاق، لحق بعشرات البلدات الحدودية التاريخية، ما أدى إلى تضرّر أو تدمير مناطق بأكملها. واتسع نطاق الضربات لتشمل مراكز المدن الكبرى، بما في ذلك في بعلبك وصور، حيث يحظى حزب الله بدعم كبير.
وأدرجت "اليونسكو" معظم أجزاء مدينة صور على قائمة التراث العالمي، مثل مضمار سباق الخيل في صور، الذي كان أحد أكبر ساحات سباق العربات في العالم الروماني القديم. وقالت اليونسكو إن القصف دمر المباني الحديثة داخل الموقع.
وفي غزة، لم يختلف الامر كثيرا حث كشفت وزارة الآثار والسياحة الفلسطينية، أن إسرائيل استهدفت عن عمد ما لا يقل عن 188 موقع اثري في القطاع، كما استهدفت المتاحف ودمرت الكنائس والمساجد التاريخية.
وفي أكتوبر 2024، أصدرت منظمة اليونسكو تقريراً حول تقييم الأضرار، أكدت فيه "أن إسرائيل دمّرت ما لا يقلّ عن 69 موقعاً في غزة.
وذكر موقع "Atnet"، أن تقرير اليونسكو "جاء بناء على صور الأقمار الصناعية التي استخدمتها، وغيرها من البيانات، بهدف تقييم الأضرار التي تسببت بها إسرائيل في غزة".
ووجد تقرير اليونسكو، أن المواقع الثقافية التي دمرتها إسرائيل في القطاع الفلسطيني، تشمل 10 مواقع دينية، و43 مبنى له أهمية تاريخية أو فنية، ومستودعين للممتلكات الثقافية ، وستة قطع، ومتحف واحد، وسبعة مواقع أثرية.
وشملت هذه المواقع مقبرة رومانية في مدينة غزة، ومجمع كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية، وفسيفساء بيزنطية تم اكتشافها في مخيم للاجئين في غزة كما تم تدمير مسجد يعود تاريخه إلى القرن السابع، وهو المسجد العمري الكبير في غزة.