نتنياهو يوازن بين تهدئة لبنان وصورته أمام الداخل الإسرائيلي
الأربعاء، 27 نوفمبر 2024 10:06 صأحمد سامي
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه في موقف حرج يتطلب التوفيق بين تحقيق تهدئة على الحدود اللبنانية، وبين الحفاظ على صورته كقائد قوي أمام الداخل الإسرائيلي، الذي يتسم بتوترات سياسية وأمنية متزايدة.
ضغوط الداخل والتحديات الأمنية
تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا داخلية كبيرة نتيجة الانتقادات المتزايدة لإدارته للملفات الأمنية، خصوصًا بعد تصعيد المواجهات مع "حزب الله" واضطرار آلاف الإسرائيليين للنزوح من المناطق الحدودية، ومع أن اتفاق التهدئة ينص على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، إلا أن نتنياهو سعى لتأكيد أن إسرائيل لن تتردد في استخدام القوة إذا استدعت الضرورة.
رسائل القوة والاستراتيجية السياسية
ركز نتنياهو في تصريحاته الأخيرة على إبراز حق إسرائيل في "الدفاع عن نفسها"، محاولًا بذلك إعادة بناء الثقة الشعبية بموقف حكومته الأمني، ويُنظر إلى هذه التصريحات كجزء من استراتيجية أوسع لإظهار أن إسرائيل فرضت شروطها في الاتفاق، بما في ذلك ضمان نزع سلاح الميليشيات غير الرسمية في جنوب لبنان وانتشار الجيش اللبناني تحت إشراف دولي.
تهدئة أم استحقاق سياسي؟
على الرغم من أن التهدئة قد تُسهم في خفض التوترات الإقليمية، إلا أنها تحمل مخاطرة بتقديمها كتنازل من قبل المعارضة الإسرائيلية، التي قد تسعى لتصوير نتنياهو كزعيم أضعف أمام "حزب الله"، وفي المقابل، يراهن نتنياهو على أن نجاح التهدئة في الحفاظ على أمن الحدود سيدعم موقفه في مواجهة خصومه السياسيين.
اختبار المرحلة المقبلة
يبقى نجاح نتنياهو في تحقيق التوازن بين استحقاقات الداخل الإسرائيلي والتزاماته الدولية مرهونًا بمدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق، فخرق التهدئة قد يعيد إشعال المواجهات، مما قد يُضعف موقفه أمام الداخل. ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو يُراهن على أن إظهار الحزم في إدارة الملف اللبناني قد يُعزز صورته كقائد لا يتنازل عن أمن إسرائيل، حتى في ظل الضغوط المتزايدة.