نتنياهو في مواجهة غضب الإسرائيليين.. صدمات داخلية وسط فشل عسكري واقتصادي
الإثنين، 25 نوفمبر 2024 02:12 م
تعاني إسرائيل من أزمات سياسية متلاحقة نتيجة سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي دخل في صدام مع وزراء في حكومته ما دفعه لإقالتهم وفي مقدمتهم يوآف جالانت وزير الدفاع الذي تمت إقالته وتعيينه يسرائيل كايتس خلفا له، بالإضافة لتهديده للمستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية غالي بهاراف بالإقالة وصدامه مع رئيس جهاز الشاباك "المخابرات العامة" رونين بار وتهديده بإقالته.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوضع الداخلي السياسي الإسرائيلي يشهد صداما بين المكونات السياسية الرئيسية من جهة ورئيس الوزراء الإسرائيلي من جهة أخرى، مشيرة إلى رفض نتنياهو تشكيل لجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر 2023 ويقترح تشكيل لجنة فحص حكومية للتنصل من مسئولياته واخفاقه الشديد، لافتة إلى رغبة نتنياهو في تأجيل محاكمته بتهم الفساد في ديسمبر المقبل وهو سبب رغبته في إطالة أمد الحرب.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تحقيق أيا من أهداف الحرب في غزة أو لبنان، مؤكدا أن الحكومة عاجزة حتى اللحظة من إعادة المستوطنين إلى الشمال رغم العمليات العسكرية العنيفة التي يقودها جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد حزب الله اللبناني.
وتكبدت إسرائيل خسائر اقتصادية فادحة نتيجة الحرب على غزة ولبنان نتيجة حالة عدم الاستقرار في المستوطنات الإسرائيلية، وإغلاق عدد كبير من الشركات وتجنيد 350 ألف شخص لمدة أكثر من عام ما أدى لتضرر مصانع وشركات ومؤسسات مالية واقتصادية فاعلة، فضلا عن تضرر قطاع السياحة بسبب الهجمات الصاروخية التي تستهدف أبرز المدن السياحية في إسرائيل، مع فرض بعض الدول الأوروبية حظر جوي ورفض السفر لإسرائيل بسبب حالة عدم الاستقرار الأمني.
في تل أبيب، يعمل الكنيست الإسرائيلي بشكل متسارع لإقرار مجموعة من القوانين ذات طابع استعماري عنصري، استمرارا لسلسلة سابقة من القوانين التي أقرتها، خاصة مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأكد المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" أن الدورة الشتوية للكنيست واحدة من أخطر الدورات التي سيتم ذكرها في السنوات اللاحقة، نظرا لما على أجندتها من قوانين خطيرة وشرسة، تزيد على ما هو قائم من قوانين دعم الاحتلال والاستيطان، والتمييز العنصري، والتضييق على حرية التعبير، والحريات العامة والنشاط السياسي، إذ إن سلسلة من مشاريع القانون مطروحة منذ عامين على جدول أعمال الكنيست، ومنها ما دخل مسار التشريع في مراحله الأولى، وقد يتم استكماله في هذه الدورة بالذات، تحت أدخنة حرب الإبادة الإسرائيلية.
وضمن تلك السلسلة من القوانين، أقرت الكنيست في 19 نوفمبر الجاري، بالقراءة النهائية، بأغلبية الأصوات ودعم الحكومة، مشروع قانون يقضي بوقف دفع مخصصات اجتماعية لمن أسمتهم "إرهابيين" وعائلاتهم، مقيمين خارج إسرائيل، والقصد هنا في الضفة الغربية وقطاع غزة. وهذا في حال ثبت بأن الشخص ارتكب مخالفة "إرهاب" بموجب القانون الإسرائيلي.
ويدّعي القانون أن مؤسسة الضمان الاجتماعي الحكومية الإسرائيلية تدفع سنويًا لأشخاص أو عائلات في قطاع غزة ما مجموعه 7.2 مليون شيقل، (قرابة 1.9 مليون دولار)، وأن على السلطات الإسرائيلية إجراء فحص دقيق بوضعية الأشخاص وعائلاتهم، إذا ما كانوا شاركوا أو يشاركون في "أعمال الإرهاب". والحديث هنا، هو عن عمال سابقين من قطاع غزة، كانوا يدفعون من رواتبهم رسومًا لمؤسسة الضمان، أو من تضرر خلال عمله وأصيب بعجز جسدي، بموجب القانون الإسرائيلي، أو من الممكن أن الحديث عن أبناء عائلات دون سن 18 عامًا، وأحد والديهم من أراضي الـ48، ومسجلين في السجلات الإسرائيلية كمواطنين أو مقيمين في إسرائيل.
وفي 7 نوفمبر الماضي، أقر "الكنيست" قانونا يجيز فرض أحكام طويلة بالسجن على أطفال دون سن 14 عاما، بالقراءة النهائية، وهو قانون طوارئ مؤقت لخمس سنوات، يقضي بأن يكون من صلاحية المحاكم الإسرائيلية فرض أحكام بالسجن على أطفال دون سن 14 عاما، إذا كان في المخالفة ما يتم وصفه في إسرائيل "عملا إرهابيا"، أو عملا على خلفية قومية، وليس فقط الإدانة بعملية قتل، كما هو القانون القائم.
كما أقرت بالقراءة النهائية ترحيل أحد عائلات منفذي العمليات، في حال أعلن دعمه أو علم بالعملية قبل وقوعها أو أنه أعرب عن تأييده أو نشر مديحًا له ولعمليته أو منظمة تصفها إسرائيل بـ"الإرهاب".
وأقر "الكنيست" بالقراءة النهائية في 5 نوفمبر قانونا لفصل موظف في جهاز التربية، ومنع ميزانيات عن مؤسسة تعليمية معترف بها، في حال صدر عنه تعبير يؤيد ما تعتبره إسرائيل "إرهابا"، أو "منظمة إرهابية" أو "عمليات إرهابية".
وفي 29 أكتوبر، أقرت الكنيست تعديل قانون أساس "القدس- عاصمة إسرائيل" بحيث يشمل حظر فتح ممثليات دبلوماسية في القدس الشرقية لتقديم خدمات للفلسطينيين.
وأكد مراقبون أن إسرائيل بسياساتها العنصرية وقوانينها الجائرة تدفع بالمنطقة لحالة صراع دائم نتيجة رفضها للحل السلمي وتمكسها بالتصعيد العسكري، مشددين على أن السياسية التي تتبعها حكومة تل أبيب أدت لتصاعد الغضب الشعبي في العالم نتيجة الاحباط من رفض إسرائيل المتكرر لحل سياسي عادل للأزمات التي تعصف بالإقليم حيث تعد تل أبيب سبب رئيسي لها.