خلل داخل جيش الاحتلال.. صدمة "7 أكتوبر" تزيد معدلات الانتحار في إسرائيل
السبت، 23 نوفمبر 2024 03:26 م
أفادت تقارير صحفية بأن مركز الخطوط الساخنة تلقى 67,555 اتصالًا طلبًا للمساعدة، إضافة إلى 1,887 مكالمة وُصفت بـ"الانتحارية"، والتي عكست حالات خطرة يعاني فيها المتصلون، بما في ذلك نسبة كبيرة من الجنود، من أزمات نفسية دفعتهم إلى حافة الانتحار.
وأحيت إسرائيل الذكرى السنوية الأولى لقتلى حرب "طوفان الأقصى" في 27 أكتوبر بحضور مئات العائلات، بينما واجهت عائلات أخرى معارك قضائية وإعلامية ضد الجيش والحكومة لعدم الاعتراف بأفرادها كـ"قتلى حرب".
وتشمل هذه العائلات أقارب الجنود الذين انتحروا هذا العام نتيجة مشكلات نفسية حادة، تأثرت بأحداث 7 أكتوبر 2023، أو بتدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية في إسرائيل، التي زادت تعقيداتها مع استمرار الحرب التي وُصفت بأنها غير مسبوقة منذ تأسيس الدولة عام 1948، بحسب مسؤولين إسرائيليين أكدوا عدم جاهزيتها لمثل هذه الحرب الطويلة متعددة الجبهات.
ساهم غياب الدعم النفسي والاجتماعي في تفاقم ظاهرة الانتحار بين الجنود، حيث عانى العديد منهم من اضطرابات ما بعد الصدمة نتيجة ما شاهدوه في المعارك داخل غزة.
كما ألقى إجراء "حنيبال"، الذي يُلزم الجنود بقتل زميلهم لمنع أسره، بظلاله على الصحة النفسية لبعضهم، حيث لم يتمكن البعض من تحمل تنفيذ أوامر كهذه، ما أدى إلى حالات انتحار لاحقة.
في أعقاب مرور عام على الحرب، أُجري بحث مشترك بين عدة جامعات ومراكز بحثية، منها جامعتي حيفا وتل أبيب ومركز "عيران" للدعم النفسي، كشف عن ارتفاع كبير في عدد حالات الانتحار.
ورغم تعتيم الجيش على الإحصائيات، نشرت مجموعات من الجنود عبر منصات التواصل الاجتماعي شهادات حول دوافع الانتحار، تعبيرًا عن استيائهم من تجاهل المؤسسة العسكرية لهذه القضايا وعدم الاعتراف بمنتحري الجيش كضحايا رسميين.
وأظهرت البيانات البحثية أن الأشهر الثلاثة التي تلت هجوم أكتوبر 2023 شهدت تدفقًا كبيرًا للمكالمات إلى الخطوط الساخنة، حيث حذر الباحثون من أن الأزمات النفسية المرتبطة بالحرب قد تؤدي إلى زيادة في معدلات الانتحار مع استمرار التدهور الأمني والاجتماعي.
شمل البحث أيضًا مجموعات مهنية مثل العاملين في شركة "زاكا"، الذين شاركوا في جمع ونقل جثث قتلى الحرب، وأظهروا أعراضًا نفسية مشابهة. كما تناول الباحثون معاناة خبراء الطب الشرعي الذين ساعدوا في التعرف على الجثث، مرجحين أن يكونوا ضمن الفئات الأكثر عرضة للانتحار.
وأكدت تقارير أن الجيش الإسرائيلي يتبع سياسة تعتيم إعلامي على حالات الانتحار والوفيات بين الجنود أثناء المعارك. وصرحت المحامية راحيل حولتا، المديرة العامة السابقة لحركة "حرية المعلومات"، بأن مؤسستها خاضت معارك قانونية لإلزام الجيش بالكشف عن أعداد القتلى من النيران الصديقة والانتحار.
كما حذر مسؤولون في وزارة القضاء، مثل دانييل راز، من خطورة تجاهل الأزمة النفسية التي يعيشها الإسرائيليون، خاصة النازحين من الشمال والجنوب، مطالبين بوضع خطة وطنية لاحتواء ظاهرة الانتحار المتزايدة.
وخلصت التحليلات إلى أن استمرار الأوضاع الأمنية المتدهورة يسهم في تفاقم الأزمة النفسية والاجتماعية، مما يزيد من مخاطر الانتحار خاصة في صفوف الجنود، وهو ما يفرض على الحكومة والمؤسسات المعنية التدخل العاجل لمواجهة هذه الكارثة.