194 فيلما من 72 دولة.. عاصمة الفن والثقافة تقدم دورة مبهرة لمهرجان القاهرة السينمائي
السبت، 23 نوفمبر 2024 09:40 صالسعيد حامد
ملتقى صناع النجوم احتفى بالسينما الفلسطينية.. والإقبال الجماهيري الكبير يلفت أنظار الجميع
وزير الثقافة: سيظل حدثا مميزا يعكس الإبداع والاحترافية المصرية.. وحسين فهمي: القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية مصر لأنها تمثل العدل والكرامة
وزير الثقافة: سيظل حدثا مميزا يعكس الإبداع والاحترافية المصرية.. وحسين فهمي: القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية مصر لأنها تمثل العدل والكرامة
من عاصمة الفن والثقافة، جاءت الدورة الـ 45 من مهرجان القاهرة السينمائي، بحضور نخبة كبيرة من نجوم الفن، وبرئاسة الفنان حسين فهمي، لتعكس الريادة المصرية في المجال الثقافي والسينمائي على مستوى المنطقة والعالم، فالمهرجان الذي يعود تاريخه لعام 1976 يعد ثاني مهرجان سينمائي دولي عقد في العالم العربي بعد أيام قرطاج السينمائية، بل وينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة (A) في الاتحاد الدولي للمنتجين بباريس (FIAPF).
وشهدت الدورة الـ 45 من مهرجان القاهرة السينمائي، مشاركة 194 فيلما من 72 دولة، بالإضافة إلى حلقتين تلفزيونيتين، كما تضمن البرنامج 16 عرضا على السجادة الحمراء، و37 عرضا عالميا أول، و8 عروض دولية أولى، و119 عرضا لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ما يشير إلى مكانة مهرجان القاهرة السينمائي على المسرحين الإقليمي والدولي.
وكرم المهرجان، 3 شخصيات سينمائية بارزة تضم المخرج المصري يسري نصر الله، الذي ُمنح جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، تقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة، والنجم أحمد عز، بمنحه جائزة فاتن حمامة للتميز، كما تم تكريم المخرج البوسني دانيس تانوفيتش، الذي يترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية.
بدأ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فعالياته بعد حرب أكتوبر المجيدة بثلاث سنوات، وتحديد في 16 أغسطس عام 1976 على أيدي «الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين» برئاسة كمال الملاخ، الذي نجح بدوره في إدارة هذا المهرجان لمدة 7 سنوات حتى عام 1983، قبل أن تشكل لجنة مشتركة من وزارة الثقافة ضمت أعضاء الجمعية واتحاد نقابات الفنانين للإشراف على المهرجان عام 1985، الذي تولى مسؤوليته الأديب والعملاق سعد الدين وهبة، في وقت احتل فيه خلال هذه الفترة مكانة عالمية.
وأورد تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات المنتجين السينمائيين عام 1990، أهم ثلاثة مهرجانات للعواصم، فجاء مهرجان القاهرة السينمائي في المركز الثاني بعد مهرجان لندن السينمائي، بينما جاء مهرجان ستوكهولم في المركز الثالث. وبعد رحيل سعد الدين وهبة تولّى الفنان حسين فهمي رئاسة المهرجان لمدة أربع سنوات من عام 1998 وحتى عام 2001، إلى أن تولّى إدارته شريف الشوباشي حتى عام 2005 ليرأسه بعد ذلك الفنان عزت أبو عوف والفنان عمر الشريف كرئيس شرف. تحصل المهرجان في 2019 على صفة المهرجان المؤهل لجائزة الأوسكار من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة.
فلسطين تنير الدورة الـ 45
وشهدت الدورة الـ 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي احتفاء كبيرا بالدولة الفلسطينية، منذ حفل الافتتاح حتى الختام، ففي الافتتاح صعدت فرقة استعراضات فلسطينية على أنغام أغنية «أنا دمي فلسطيني»، وسط ديكورات من الشال الفلسطيني وعلم فلسطين، الذي ظهر على الشاشات لفرقة «وطني الفنون» من غزة.
ولم يقتصر دعم المهرجان لغزة على حفل الافتتاح وحسب، بل امتد ليشمل دعم الأعمال الفنية الفلسطينية السينمائية، خاصة إن السينما الفلسطينية احتلت مساحة واسعة من جدول أعمال المهرجان، إذ جرى عرض عدد من الأفلام الفلسطينية بينها، «من المسافة صفر»، الذي هو عبارة عن 22 فيلما قصيرا صورها مخرجون من غزة أثناء عدوان الاحتلال على القطاع، فيما جرى عرض فيلم «أحلام عابرة»، وهو فيلم يتحدث عن رحلة الفلسطيني المريرة عبر مخيمات اللاجئين ونقاط التفتيش الإسرائيلية.
وأكد الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان، على أن القضية الفلسطينية هي قضية مصر لأنها تمثل العدل والكرامة. وقال فهمي خلال كلمته بحفل الافتتاح: «نحتفل خلال هذه الدورة الذي أتشرف برئاستها وهي الدورة مؤجلة من العام الماضي تضامنا مع غزة وعلى مدار سنين كانت ولا تزال القضية الفلسطينية هي قضية مصر لأنها تمثل العدل والكرامة، ومن مكاني هنا أعرب عن تضامني مع أشقائنا في فلسطين وغزة ولن ننسى إخوتنا في لبنان البلد، التي تعاني سنوات وهي في اختبار صعب نتضامن مع شعبها».
وفي نفس السياق، أكد عصام زكريا، مدير مهرجان القاهرة السينمائي، على أن المهرجان يدعم فلسطين بشكل واضح وصريح، وهو ما يتماشى مع موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية وبالتالي فكرة التضامن غير قابلة للنقاش، وليست بطولة ولكنها أقل شيء ممكن المهرجان أن يقدمه للقضية الفلسطينية.
وأوضح «زكريا»، أنه فيما يخص استبعاد الشركات التي هي على قائمة المقاطعة، ففعل المقاطعة ليس مصريا أو عربيا فقط، وإنما في كل دول العالم هناك من يقاطع المنتجات والشركات الداعمة للكيان الصهيوني، وبالتالي هي ليست فكرة محلية وإنما فكرة عالمية، ومن حق المهرجان أن يقوم بذلك، خاصة أن الموقف بالنسبة للمهرجانات العالمية وقت حرب روسيا وأوكرانيا مارس فعل المقاطعة، ليس فقط في فرض عقوبات أو مقاطعة منتجات، ولكن على المستوى الثقافي بمنع مشاركة أفلام بعينها بسبب التحيز لطرف ضد الطرف الثاني، وهو أمر خاطئ، فلا يجب مقاطعة الثقافة والفكر والأفلام، لأن هناك صناع أفلام قد يكون فيلمهم ضد الدولة التي يشارك باسمها.
إقبال جماهيري يلفت الأنظار
بدوره، أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن سعادته الكبيرة للإقبال الجماهيري الذي شهده المهرجان هذا العام، مشيدًا في الوقت ذاته بحضور الشباب، الذي يشكل جزءًا مهمًا من هذا الحدث الكبير، كما وجه الشكر لجميع القائمين على تنظيم المهرجان، مؤكدًا أنه سيظل حدثًا مميزًا يعكس الإبداع والاحترافية المصرية في مجالات الثقافة والإبداع.
وأكد «هنو»، أن هذا الإقبال جسد الوعي الثقافي العميق لدى الجمهور، خاصة الجيل الجديد، الذي يظهر شغفه الكبير بالفن السابع، ويعكس اهتمامه المتزايد بالفنون والسينما؛ فمهرجان القاهرة السينمائي هو حدث ثقافي مهم يؤكد الريادة المصرية في المجال الثقافي والسينمائي على مستوى المنطقة والعالم، كما يُعد منصة مُهمة ومُلهمة لعرض الأفلام العربية والدولية، ويعزز مكانة مصر كعاصمة عالمية للثقافة والفن.