12 عاماً من المحبة .. البابا تواضورس الثاني دخل قلوب وعقول المصريين بمقولاته التاريخية ومواقفه الوطنية

السبت، 23 نوفمبر 2024 02:30 م
12 عاماً من المحبة .. البابا تواضورس الثاني دخل قلوب وعقول المصريين بمقولاته التاريخية ومواقفه الوطنية
البابا تواضروس
نرمين ميشيل

إذا كانت مقولة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، هي الباب الذى دخل من خلالها قلوب كل المصريين، فإن البابا تواضروس الذى احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الاثنين الماضى، بالذكرى الـ 12 لجلوس على كرسى البابوية، له الكثير من المقولات التي ثبتت مكانته في قلوب وعقول المصريين، مسلمين ومسيحين، واستحق عنها لقب "بابا المحبة"، خاصة ان أقواله أقترنت بالافعال.
والبابا تواضروس الثانى، هو البطريرك 118 للكرازة المرقسية، والذى وقع عليه الأختيار بعد قيام الطفل بيشوى جرجس سعد، 6 سنوات، طفل القرعة الهيكلية بسحب الاسم من بين الثلاثة أسماء وهو مُعْصَب العينين، وكان البابا حينها يبلغ من العمر 60 عاماً.
 
وسبق القرعة الهيكلية حصول البابا تواضروس على تزكيات للبطريركية من آباء أساقفة من داخل وخارج مصر، وهم الأنبا دميان أسقف عام ألمانيا والأنبا سوريال أسقف ملبورن، والأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا، والأنبا باخوم أسقف سوهاج، والأنبا أندراوس أسقف أبو تيج والانبا رافائيل الاسقف العام، وبعد صيام الشعب القبطى 3 أيام 31 أكتوبر و1، 2 نوفمبر، تمت إقامة قداس القرعة الهيكلية يوم 4 نوفمبر، ووقع الاختيار الإلهى على الأنبا تواضروس، وخلال قداس يوم 18 نوفمبر 2012 تم تجليس الأنبا تواضروس بابا للإسكندرية وبطريرك للكرازة المرقسية بحضور الأباء وأساقفة المجمع المقدس، ومشاركة وفود من كل الكنائس فى مصر والعالم وعلى رأسهم الأنبا باخوميوس القائم مقام ومطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية.
 
وعلى خطى مارمرقس، يسير البابا تواضروس الثانى، الذى جعل الكنيسة مكاناً يجد فيه كل محتاج أمانه، بأسلوب حديث ورؤية شاملة فقد نظم قداسته خدمة أخوة الرب للحفاظ على كرامة المحتاجين، وأسس نظام "بنت الملك" لرعاية الفتيات ومساعدتهم فى الزواج، بجانب العديد من الأنظمة التى تلبى احتياجات شعب الكنيسة.
 
وكانت الصفحة الرسمية للمركز الإعلامى للكنيسة الأرثوذكسية أوضحت أن مارمرقس الرسول، مؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هو من أنشأ أول كنيسة فى مصر، لتكون منارة للإيمان فى أرضها، وعلى مدى القرون، ظلت تلك الكنيسة أساسا للعبادة والخدمة الروحية.
 
وخلال تواجده على الكرسى البابوى، وضط البابا تواضروس علاقه الكنيسة بالدولة المصرية، وبادله الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمجموعة من القرارات المهمة، منها افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة يوم 6 يناير 2019، وحضور الرئيس السيسى إلى الكنيسة أكثر من مرة لتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد.
 
وسيظل التاريخ محتفظاً بمقولات البابا تواضروس الشهيرة، مثل قوله إن "ترك الانسان للصلاة كمن ترك موضعه بلا حراسة"، و"إن كان العالم كله محفوظ فى يد الله فإن مصر محفوظة فى قلب الله"، وأيضاً قوله "البيت لا يبنى من زلط وطوب بل من حكمة العقول والقلوب"، و"لتكن لك قدمان.. للرحمة والعدل".
 
وقدم البابا تواضروس الثانى بعد اختياره للكرسي مارمرقس الرسول، شهادة للتاريخ عما عاناه الأقباط فى فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكيف كانت الحوادث ترتكب ضد الأقباط واحدة تلو الأخرى، كاشفاً عن أن تلك الجرائم بدأت مبكراً قبل أحداث 25 يناير 2011، وكشف البابا تواضروس عما كان يحاك من الإخوان ضد الأقباط، وكيف كانوا يختطفون البلاد إلى المجهول، لافتاً إلى أن مصر أصبحت تنعم بالاستقرار وستكون من أفضل البلاد فى المستقبل القريب بعد التخلص من الإرهابية.
 
وفوت البابا الفرصة تلو الأخرى فى النيل من الوطن ووحدته الوطنية، حتى عندما حاول الإرهاب استهداف البابا شخصياً فى عيد السعف عام 2017، عبر عملية إرهابية استهدفت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وقت وجوده بداخلها، خرج البابا ليؤكد أن الإرهاب لن ينجح فى شق صف المصريين والنيل من وحدتهم واستقرارهم، مشيراً إلى أن الوحدة والمحبة بين أبناء الوطن هى السبيل الوحيد، الذى يكفل سلامة مصر والقضاء على الإرهاب.
 
وللبابا تواضروس اهتمام خاص بالشباب، كما انه يدعم الحوار الدائم معهم من خلال عقد لقاءات موسعة، ابرزها ملتقى لوجوس الرابع لشباب إيبارشيات الكرازة المرقسية داخل مصر، بحضور شباب من كافة المحافظات، وأيضاً من المغتربين بالخارج.
 
وعلى مدار السنوات الماضية قام البابا تواضروس بإنجازات بارزة أسهمت في تعزيز دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ توليه المنصب، فأنشأ العديد من المؤسسات والمشاريع التي كان لها تأثير كبير على جميع الأصعدة، وكتب البابا أكثر من 30 كتابًا، تناولت موضوعات متنوعة تتعلق بالروحانية، والتعليم الديني، والفنون الكتابية، ومن بين كتبه المعروفة "هذا إيماني"، و"علم الاتصال الإنجيلي" التي تُعد مرجعًا مهمًا داخل الكنيسة، وتحت رعاية البابا، تم إصدار عدة دراسات وأبحاث، منها "تاريخ مدارس الأحد في مائة عام"، ورؤية مستقبلية للمدارس، مما يعكس اهتمامه بتعزيز التعليم الديني وتطويره بما يتناسب مع متطلبات العصر.
 
ويواظب البابا تواضروس على العظة الأسبوعية، وعقد اجتماع يوم الأربعاء من كل اسبوع مع زيارات متنوعة للكنائس والأديرة دون تثبيت مكان واحد، كما أقام البابا مركز إعلامى للكنيسة القبطية، مسئول عن نشر الوعى والفكر والتعامل مع الإعلام كما عين متحدث رسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واهتم البابا تواضروس بخدمة الصم والبكم وذوى الاحتياجات الخاصة باستقبال مجموعات منهم وافتتاح مراكز متخصصة فى الإيبارشيات المختلفة لهم، وفى عهده صدر قانون بناء الكنائس فى 2016، كما أنشأ قناة جديدة للأطفال "كوجى" فى 25 نوفمبر 2015، وأول قناة رقمية COC فى 18 نوفمبر 2020، وافتتاح الموقع الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى 10 مارس 2021.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق