السودان يتأزم بالحرب.. مجلس الأمن يفشل فى اعتماد قرار و"الفيتو" الروسى يعرقل مشروع قرار بريطاني

الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 02:22 م
 السودان يتأزم بالحرب.. مجلس الأمن يفشل فى اعتماد قرار و"الفيتو" الروسى يعرقل مشروع قرار بريطاني
هانم التمساح

منذ 15 أبريل 2023، يشهد السودان حربًا دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد أن اندلع القتال في العاصمة الخرطوم، ليأخذ الصراع أبعادًا إقليمية تمتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار.
 
ويبدو أن هذا النزاع العسكري العنيف،خرج عن سيطرة الجميع بما فى ذلك مجلس الامن الدولى الذى فشل فى اعتماد قرار بشأن السودان، وبدأ هذا الصراع   نتيجة توترات بين الطرفين على خلفية صراع السلطة، أسفر عن سقوط الآلاف من القتلى والجرحى، فيما نزح مئات الآلاف من المدنيين داخل السودان وخارجه.
 
ودمر  القتال، الذي استخدمت فيه كافة أنواع الأسلحة بما في ذلك الطيران الحربي، البنية التحتية في العديد من المناطق، خاصة في مدن دارفور، مما فاقم الأوضاع الإنسانية، كما أدت الهجمات المتواصلة على المنشآت المدنية، والمرافق الأساسية مثل المياه والكهرباء والمستشفيات ، إلى تفاقم الأزمات الحياتية اليومية للمواطنين، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء.
 
وعلى الرغم من تأييد 14 عضوا من مجموع 15 بمجلس الامن ، فإن استخدام روسيا لحق النقض “الفيتو” حال دون تمرير مشروع القرار ، وفشل مجلس الأمن الدولي، في اعتماد قرار بشأن السودان، يطالب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع باحترام الالتزامات التي وقعا عليها بشأن حماية المدنيين.
 
وجاء الرفض الروسي للقرار، لأنه لم يوضح أن مسئولية حماية المدنيين تقع على عاتق الحكومة السودانية، وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، إن بلاده ترفض مسودة القرار البريطاني لأنه يحمل فهماً خاطئاً بشأن مسئولية حماية المدنيين في السودان، ومن يجب أن يتخذ قراراً بشأن دعوة قوات أجنبية إلى السودان.
 
وأضاف :"يجب أن يكون هذا الدور مسئولية الحكومة السودانية، وهي نقطة لم يتم ذكرها في مسودة القرار البريطاني، ما يدل على محاولة للتدخل في الشئون الداخلية للسودان".
 
وأعلنت الحكومة السودانية ترحيبها بموقف روسيا في مجلس الأمن الدولي و استخدامها لحق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار البريطاني المتعلق بالسودان ،وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إن هذا الموقف يعكس التزام روسيا بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول، بالإضافة إلى دعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية.
 
وأشادت الخارجية السودانية بالموقف الروسي، مشيرة إلى أنه يُعبّر عن دعم حقيقي لمبادئ القانون الدولي ،وأكد البيان أن الحكومة السودانية تقدر هذا الدعم، الذي يأتي في وقت حساس بالنسبة للبلاد، ويعكس التزام روسيا بمساندة السودان في مواجهة التحديات التي يواجهها.
 
و قال البيان: "تأمل الحكومة السودانية أن يسهم هذا الموقف في إنهاء استخدام مجلس الأمن كمنبر لفرض الوصاية على الشعوب، ويعزز من الشفافية والديمقراطية،كما تأمل أن يساهم ذلك في تقليل ازدواجية المعايير التي تؤثر سلباً على دور المجلس في تعزيز السلم والأمن الدوليين".
 
وطلب السفير الفرنسي إجراء مشاورات مغلقة بين الأعضاء لتسوية خلافاتهم حول مسودة القرار وضمان اعتماده ،واقترحت السفيرة البريطانية، رئيسة المجلس، تعليق الاجتماع للتشاور، وتم ذلك بعد عدم اعتراض الأعضاء ،وبعد عدة دقائق من التشاور، عاد الأعضاء إلى قاعة مجلس الأمن، ليجري التصويت على مشروع القرار المقدم من سيراليون والمملكة المتحدة ،ويدين مشروع القرار، استمرار اعتداءات قوات الدعم السريع في الفاشر، ويطالبها بوقف فوري لجميع الهجمات ضد المدنيين في دارفور وولايتي الجزيرة وسنار وأماكن أخرى ،كما يدعو مشروع القرار الأطراف المتنازعة إلى وقف الأعمال العدائية فورًا والبدء بحوار حسن النية للتوصل إلى اتفاق عاجل بشأن وقف إطلاق النار على المستوى الوطني.
 
و قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إن المدنيين السودانيين عانوا عنفاً لا يمكن تصوره خلال الحرب ،ولفت إلى أن هذه المعاناة تشكل “ندبة على الضمير الجماعي” ، وأضاف “في وجه هذه الأهوال، عملت المملكة المتحدة وسيراليون معًا لجمع هذا المجلس لمعالجة هذه الأزمة والكارثة الإنسانية، بهدف حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية والدعوة إلى وقف إطلاق النار” ،و تابع:" “دولة واحدة وقفت في طريق تحدث المجلس بصوت واحد  دولة واحدة هي المعرقلة، وهي عدوة السلام” في إشارة لروسيا 
   
وبعد نحو ثلاثة أسابيع من اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم منتصف أبريل 2023، نجحت الوساطة السعودية الأميركية في عقد مفاوضات بين الطرفين بمدينة جدة، أسفرت عن التوقيع في 11 مايو 2023 على “إعلان جدة”، الذي نص على الالتزام بحماية المدنيين في السودان وتسهيل العمل الإنساني، والسماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق النزاع بشكل طوعي إلى الوجهة التي يختارونها.
 
وأفاد تقرير صدر عن المعهد الهولندي للعلاقات الدولية بأن السودان يواجه أسوأ مجاعة شهدها العالم منذ أربعين عامًا، محذرًا من أن نحو 10 ملايين سوداني مهددون بالموت بحلول عام 2027 إذا استمرت الحرب الحالية دون توقف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق