اتفاقية كيم وبوتين.. هل تقترب الأرض من لحظة "الصفر النووي"؟

تشهد العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية تطورًا لافتًا على المستويات السياسية والعسكرية، حيث أبرمت الدولتان اتفاقية دفاعية تاريخية لتعزيز التعاون، والتزمتا بتقديم الدعم العسكري الفوري في حال تعرض أي منهما لهجوم.

 

اتهمت عدة دول كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالأسلحة لدعمها في الحرب بأوكرانيا، وهو ما نفته موسكو وبيونغ يانغ. وفي المقابل، يُعتقد أن كوريا الشمالية تلقت مساعدات غذائية وغيرها من الضروريات، كما تسعى للحصول على دعم لتطوير برامجها النووية والصاروخية.

 

دعم كوريا الشمالية لموسكو في أوكرانيا

 

أعربت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، عن دعم بلادها لروسيا في صراعها المستمر بأوكرانيا، مؤكدة أن الزعيم كيم جونغ أون أصدر توجيهاته بتقديم "دعم غير محدود" للجيش الروسي. وأضافت أن كوريا الشمالية تقف بثبات إلى جانب روسيا فيما وصفته بـ"الحرب المقدسة"، معربة عن ثقتها في انتصار روسيا بقيادة فلاديمير بوتين.

 

من جانبه، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بموقف كوريا الشمالية، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، مع تواصل مكثف بين الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة في البلدين.

 

تقارير حول إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا

 

أفادت تقارير إعلامية أوكرانية وكورية جنوبية أن كوريا الشمالية أرسلت جنودًا إلى روسيا للمشاركة في التدريب العسكري. وذكرت مصادر استخباراتية أن حوالي 1500 جندي من قوات النخبة الكورية الشمالية خضعوا لتدريبات في خمس قواعد عسكرية بأقصى شرق روسيا، مع احتمال إرسال دفعات جديدة قريبًا.

 

أكدت وزارة الدفاع الأميركية وجود أدلة على إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا، لكنها لم تحدد طبيعة المهام الموكلة لهم. وفي أعقاب هذه التقارير، بدأت كوريا الجنوبية دراسة إمكانية تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.

 

الاتفاقية الاستراتيجية بين موسكو وبيونغ يانغ

 

في زيارة وصفت بـ"التاريخية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية، وُقعت اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة تضم 23 مادة، أبرزها المادة الرابعة التي تلزم الطرفين بتقديم الدعم العسكري في حال تعرض أحدهما لعدوان. وقد صادق مجلس الدوما الروسي على الاتفاقية، التي تحل محل اتفاقيات التعاون السابقة.

 

أكد بوتين أن توقيت وآلية تطبيق بنود الاتفاقية ستُحدد بالتوافق مع كوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جاءت في سياق التغيرات الجيوسياسية العالمية، والتطور الملحوظ في العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

تداعيات التعاون العسكري على الأمن الإقليمي

 

يرى الخبراء أن التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية يشكل تهديدًا لأمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا، ويزيد من التوترات مع دول الغرب وحلف الناتو. في ظل هذه التطورات، تستمر بيونغ يانغ في تعزيز قدراتها النووية والصاروخية، مع التحذير من مخاطر متزايدة بسبب السياسات الأميركية وحلفائها.