الرئيس السيسي في البرازيل.. صوت الدول النامية في مواجهة التحديات العالمية
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024 12:29 مهانم التمساح
أخذ الرئيس السيسي على عاتقه مسؤلية إيصال صوت الدول النامية وقضاياها فى مواجهة التحديات العالمية من حروب ونزاعات ومجاعات خلال اجتماع قمة العشرين، وأ كد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه لا يمكن أن نتحدث عن عدم المساواة دون التطرق للأوضاع المأساوية في فلسطين ولبنان جراء الحرب الإسرائيلية التي تجرى بسبب افتقاد العالم للفعل المؤثر لوقفها، مشددا على ضرورة الوقف الفوري لتلك المأساة اللا إنسانية وإنقاذ المدنيين ممن يعانون أوضاعا معيشية كارثية، بالإضافة إلى وقف التصعيد وتوسع رقعة الصراع.
وخلال كلمته امام قمة العشرين قال الرئيس السيسى، إن مواجهة التحديات الراهنة وعلى رأسها تفاقم الصراعات وتزايد الفجوة التنموية والرقمية والمعرفية ونقص التمويل ومعضلة الديون في الدول النامية فضلاً عن عدم الوفاء بمساعدات التنمية الرسمية وتمويل المناخ إنما يتطلب حشد الإرادة السياسية لإعادة النظر في النهج الدولي الحالي وتجديد الالتزام بأهداف التنمية المستدامة.
وأوضح السيسى أن مصر تؤمن بأنه لا سبيل لمكافحة الجوع والفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة إلا بإقامة شراكات دولية متوازنة مع الدول النامية تتضمن توفير التمويل الميسر للتنمية ونقل وتوطين التكنولوجيا والأدوات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى دعم جهود تحقيق الأمن الغذائى.
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن مصر تجدد دعوتها لتدشين مركز عالمي لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرضها لضمان أمن الغذاء وتعزيز سلاسل الإمداد ذات الصلة، وأشار الرئيس إلى الجهود الوطنية الحثيثة في مجال التنمية البشرية ومن ضمنها مشروع "حياة كريمة" العملاق الذي يهدف لتحسين مستوى معيشة نصف سكان مصر فى المناطق الريفية وهم حوالى "60" مليون مصري يتم تطوير جميع مناحي حياتهم بداية بالبنية التحتية ووصولاً لمستوى الخدمات العامة وفرص العمل".
وأعرب الرئيس السيسى عن تطلعه لأن تسهم هذه الجلسة في صياغة حلول عملية للقضاء على الجوع والفقر انطلاقا من مسئوليتنا المشتركة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ووجه الرئيس "لولا دا سيلفا" على دعوته الكريمة لمصر للمشاركة في القمة، كما ثمن جهود الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين لاسيما بعد إطلاق "التحالف العالمى لمكافحة الفقر والجوع"، واتصالا بذلك، أعلن الرئيس السيسى انضمام مصر للتحالف إيمانا بأهمية التصدي لتلك التحديات باعتبارها تجسيداً لعدم المساواة فى العالم.
من ناحيته، قال أحمد حبيب، الأمين المساعد بحزب الشعب الجمهوري، إن مصر تحمل على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق الدول النامية وإصلاح النظام الاقتصادي العالمي، بهدف تخفيف أعباء الديون وزيادة التمويل ،وأضاف أن القيادة المصرية تعمل على تعزيز صوت أفريقيا والدول العربية في صياغة السياسات الدولية.
وتتجه أنظار العالم نحو البرازيل، حيث تستضيف مدينة ريو دي جانيرو قمة مجموعة العشرين تحت شعار "بناء عالم عادل وكوكب مستدام"، في إطار جهود مشتركة لبناء مستقبل أفضل للجميع.
يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة، تأكيدًا لمكانة مصر الإقليمية والدولية، ومن المقرر أن يلقي كلمة مصر، التي تستمر يومي الاثنين والثلاثاء، مسلطًا الضوء على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية.
وصرح السفير أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس يشارك في القمة بدعوة من الرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا"، لتكون هذه هي المشاركة الرابعة لمصر إجمالاً في قمم المجموعة، عقب المشاركة في قمم الرئاسة الصينية عام 2016، واليابانية عام 2019، والهندية عام 2023، بما يعكس التقدير المتنامي لثقل مصر الدولي، ولدورها المحوري على الصعيد الإقليمي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن القمة ستناقش عدداً من الموضوعات ذات الأولوية للدول النامية، وعلى رأسها "الشمول الاجتماعي ومكافحة الفقر والجوع" و"إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية" و"تحول الطاقة في إطار التنمية المستدامة"، حيث سيلقي الرئيس كلمات مصر في جلسات القمة، التي ستتناول الجهود المصرية للتنمية، والتحديات التي تواجه الدول النامية في جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصةً في ظل التقلبات الدولية الجارية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ورؤية مصر بشأن أولوية التكاتف وتعزيز التعاون لمواجهة تلك التحديات.
كما ستلقي كلمة الرئيس الضوء على الأوضاع الإقليمية، والأزمة التي تواجه المنطقة في ظل ما تشهده من عدم استقرار مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتشمل أعمال القمة تدشين "التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع" رسمياً، وهو التحالف الدولي الذي تطلقه البرازيل في ضوء رئاستها لمجموعة العشرين، ويهدف إلى تعزيز الشمول الاجتماعي والقضاء على الفقر والجوع، من خلال حشد الموارد المالية والمعرفية لتسريع وتيرة الجهود العالمية لمكافحة الفقر والجوع، باعتبارهما على رأس أهداف التنمية المستدامة.
ومن المقرر كذلك أن يلتقي الرئيس على هامش القمة بعدد من قادة وزعماء العالم، وذلك للتباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وآليات تعزيز التعاون الدولي في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن جهود استعادة السلم والأمن الإقليميين، بما يحقق تطلعات الشعوب في الازدهار والتنمية.