عودة الصقور فى إدارة ترامب الثانية.. روبيو المرشح للخارجية يتبنى موقفا متشددا إزاء إيران.. مايك والتز مستشار الأمن القومى ينتقد إدارة بايدن لتقويضها إسرائيل
السبت، 16 نوفمبر 2024 12:14 م
بعد مرور أقل من 10 أيام على حسم دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالحه، واقتراب عودته إلى البيت الأبيض فى يناير المقبل، أعلن الرئيس المنتخب عن مرشحيه لشغل المناصب البارزة فى إدارته القادمة، والتى جاء بعضها من دائرة التوقعات، فى حين كان البعض الآخر مفاجئا.
وكان العامل المشترك فى اختيارات ترامب للمناصب الخاصة بالسياسة الخارجية والأمن القومى والاستخبارات هو المواقف المحافظة والمتشددة أحيانا فى القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، لاسيما ما يخص إسرائيل وإيران
ماركو روبيو لتولى وزارة الخارجية
رشح الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب سيناتور فلوريدا الجمهورى ماركو روبيو لتولى منصب وزير الخارجية فى إدارته القادمة، وكان روبيو من الأسماء المطروحة بالفعل لتولى هذا المنصب.
يتحدث روبيو كثيرا عن التهديدات الخارجية، وخاصة من الصين. وكان من الوجوه البارز لحركة حزب الشاي في عام 2010 ليبرز على الصعيد الوطنى. وقد خاض حملته قائلا إن الرئيس باراك أوباما آنذاك والكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون يهددون اقتصاد الأمة من خلال دعم الإنفاق المحلي الكارثي والسياسات الضريبية وسياسات الرعاية الصحية.
وبصفته نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وعضو لجنة العلاقات الخارجية، يناقش روبيو الآن في كثير من الأحيان التهديدات العسكرية والاقتصادية الأجنبية، وخاصة الصين. ويحذر من أن الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا تتعاون بشكل متزايد ضد الولايات المتحدة.
وقال روبيو في خطاب ألقاه في مارس الماضي: "إنهم جميعا يشتركون في هدف واحد، وهو أنهم يريدون إضعاف أمريكا وإضعاف تحالفاتنا وإضعاف مكانتنا وقدراتنا وإرادتنا".
وفى أول تعليق له بعد ترشيحه لمنصب وزير الخارجية، والذى يظل فى انتظار التصديق عليه من قبل مجلس الشيوخ، قال روبيو إن مسئولية وزارة الخارجية هائبة، مؤكدا أنهم سيحققون السلام تحت قيادة ترامب من خلال القوة، وأن يضع دائما مصالح الأمريكيين وأمريكا فوق أى شىء.
وتقول بى بى سى عنه إنه يعد من صقور السياسة الخارجية، ويتبنى مواقف متشددة إزاء كل من إيران والصين. كما قال إن الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا يجب أن يتم إنهائه. من جانبه، وصف ترامب روبيو بأنه صوت قوى للحرية ومناصر قوى للولايات المتحدة.
تولسى جابارد لإدارة الاستخبارات الوطنية
اختار ترامب النائبة الديمقراطية السابقة تولسى جابارد لتكون المدير القادم للاستخبارات الوطنية، وهو المنصب الذى وصفته وكالة أسوشيتدبرس بالقوى ويتربع على قمة وكالات الاستخبارات الأمريكية، ويكون شاغله أرفع مستشار استخباراتى للرئيس.
وذكرت الوكالة أن جابارد من المحاربين وخدمت عسكريا لأكثر من عقدين، لكنها لا تتمتع بالخبرة فى الاستخبارات مثل التى تمتع بها شاغلو المنصب من قبل. وغادرت جابارد الحزب الديمقراطى فى 2022 وأيدت ترامب فى وقت سابق هذا العام، وأصبحت ذا شعبية بين أنصاره.
خاضت جابارد سباق الترشح الديمقراطى للرئاسة فى انتخابات 2020 ببرنامج تقدمى ومعارضة للتدخل الأمريكى فى الصراعات العسكرية الخارجية.
واستنادا إلى خبرتها العسكرية، جادلت بأن حرب أمريكا فى الشرق الأوسط زعزعت استقرار المنطقة، وجلعت الولايات المتحدة أقل أمانا وكلفتها آلاف الأرواح. وألقت باللوم على حزبها فى عدم معارضة الحروب. وفى إحدى المناظرات التمهيدية، انتقدت سجل كامالا هاريس، السيناتور فى هذا الوقت ، كمدعية.
وخرجت جابارد من السباق لاحقا وأعلنت تأييدها للفائز النهائى جو بايدن. لكنها تركت الحزب الديمقراطى بعد عامين، وأصبحت مستقلة، وقالت إن حزبها القديم قد هيمنت عليه عصابة نخبوية من دعاة الحرب.
مايك والتز مستشارا للأمن القومى
اختار ترامب النائب الجمهورى مايك والتز ليشغل أحد أكثر المناصب قوة فى البيت الأبيض وأكثره قربا من الرئيس وهو مستشارا للأمن القومى وهو المنصب الذى يعينه الرئيس مباشرة ولا يحتاج التصديق من مجلس الشيوخ.
وفقا لوول ستريت جورنال، مايك والتز هو جندى سابق فى القوات الخاصة خدم فى أفغانستان والشرق الأوسط وأفريقيا، ويتولى مستشار الأمن القومى التنسيق بين كل وكالات الأمن القومى، وهو مكلف بإحاطة الرئيس بشأن هذه الأمور، وتنفيذ سياساته، ومن المعروف عن والتز البالغ من العمر 50 عاما بمواقفه المتشددة تجاه الصين، كما أنه من منتقدى حلف الناتو وهو عضو بمجلس النواب عن الحزب الجمهورى.
وسبق أن انتقد والتز إدارة بايدن بشدة لـ "تقويضها إسرئيل فى حربى غزة ولبنان"، بحسب ما ذكرت صحيفة هآارتس، وقال :دعوا إسرائيل تكمل المهمة.
وفيما يتعلق بإيران، كان والتز واحدا من بين 200 جمهورى فى مجلس النواب، الذى كتبوا للرئيس بايدن فى عام 2022 يحذرونه من أن أى اتفاق نووى مع طهران دون موافقة الكونجرس سيواجه نفس مصير اتفاق 2015، الذى انسحب منه ترامب عندما تولى الرئاسة لأول مرة.
وفيما يتعلق بغزة، كتب والتز بعد قتل إسرائيل لزعيم حركة حماس يحيى السنوار فى أكتوبر الماضى، يلعن تأييده للدولة العبرية وقال "واصلى المضى قدما يا إسرائيل، نحن معك".
بيت هيجسيث لقيادة البنتاجون
اختار ترامب لقيادة البنتاجون بيت هيجسيث، العسكرى السابق ومذيع قناة فوكس نيوز، والذى أثار اختياره استياء عدد من القيادات العسكرية وقالوا إنه لا يستطيع إدارة متجر، ناهيك عن البنتاجون.
خدم هيجسيث كضابط مشاة في الحرس الوطني للجيش وخدم في العراق وأفغانستان، فضلا عن خليج جوانتانامو بكوبا.
وشغل في السابق منصب رئيس منظمة المحاربين القدامى المعنيين من أجل أمريكا. وقال ترامب عن مرشحه لقيادة البنتاجون إن بيت سيكون بطلا شجاعا ووطنيا لسياسة السلام من خلال القوة التي ننتهجها.
يعرف عنه أنه منتقد شرس للدول الأوروبية وحلف الناتو، سبق وأن كرر سابقا مطالب ترامب بوجوب أن تدفع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي المزيد من الأموال. كما حذر مرارا من قدرات الصين، زاعماً أن بكين تبني جيشاً "مخصصاً لهزيمة الولايات المتحدة.
وفور توليه مسؤولياته، يجب أن يعقد هيجسيث اجتماعات مثيرة للجدال مع حلفاء الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، ويطور خيارات الضرب ضد الحوثيين فى اليمن، والسعى لتأمين إسرائيل فى مواجهة فصائل المقاومة فى فلسطين ولبنان.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن هيجسيث، جادل بقوة فى كتاباته السابقة أن الخطوات التى يتم اتخاذها لدمج النساء والمتحولين جنسيا فى الجيش قد أدت إلى تآكل الأمن الأمريكى، ويرى أن الإسلام "يهدد بالاستيلاء على أمريكا" وينبغى مواجهته "بحملة صليبية جديدة للدفاع عن القيم المسيحية اليهودية".
جون راتكليف المرشح لقيادة CIA
شغل راتكليف، النائب السابق عن ولاية تكساس، منصب مدير الاستخبارات الوطنية من عام 2020 إلى عام 2021 خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وكان تعيينه بمثابة حجة رئيسية للنقاد الذين اعتقدوا أن ترامب كان يستخدم مجتمع الاستخبارات لخدمة مصالحه السياسية.
وخلال فترة عمله كرئيس للاستخبارات الوطنية، نشر راتكليف علنًا معلومات لم يتم التحقق منها حول نفوذ روسيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 رغم اعتراض أعضاء مجتمع الاستخبارات. وادعى النقاد في ذلك الوقت أن راتكليف كان يستخدم المعلومات الاستخباراتية لمساعدة ترامب سياسيًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
تقول صحيفة هآارتس إن رايتكليف مؤيد صريح لسياسة قوية مناهضة لإيران، كما سبق واتهم إدارة بايدن بتحويل أصول الاستخبارات الأمريكية الهامة بعيدا عن جماعات مثل حماس، مما أدى فى النهاية إلى الفشل فى توقع أو عرقلة أحداث مثل عملية السابع من أكتوبر "طوفان الأقصى".