عودة ترامب للبيت الأبيض يثير قلق أوروبا.. والتداعيات الاقتصادية والأمنية المترتبة على رأس المخاوف
الأربعاء، 13 نوفمبر 2024 03:15 م
تثير عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، للبيت الأبيض، قلق الدول الأوروبية نظرا للتداعيات الاقتصادية والأمنية المترتبة على ذلك.
وقال تقرير لموقع "بوليتيكو"، إن القادة الأوربيين يشعرون بالقلق من فوز ترامب على المرشحة الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، نظرا للخوف من تراجع الدعم الأميركي لقضايا هامة وفي مقدمتها الحرب الروسية- الأوكرانية.
وتبرز مخاوف أيضا من احتمال شروع ترامب في حملة من "القومية الاقتصادية" تستند إلى عزم الرئيس السابق على رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأجنبية للسوق الأميركية، وحماية الصناعات الوطنية، الأمر الذي سيؤثر سلبا على الاقتصاديات الأوروبية.
ووفق موقع "بوليتيكو" فإنه على مدى الأشهر القليلة الماضية، كان الأوروبيون يفكرون في خطط تهدف إلى "تحصين" المؤسسات والسياسات الأوروبية ضد ترامب، مع التركيز على الحاجة إلى أن تنفق أوروبا المزيد على الدفاع، وإنتاج الأسلحة، والقدرات العسكرية.
كما أن هناك الكثير من الحديث حول اتباع نهج جيوستراتيجي أكثر في السياسة الاقتصادية، ليس فقط فيما يتعلق بالصين، ولكن في حالة تصاعد نزعة أحادية وحماية أميركية متزايدة.
ويدرك القادة الأوروبيون وفق "بوليتيكو" أن تأثير رئاسة ترامب سيكون كبيرا، لكن هناك شعور متزايد أن أوروبا يمكنها التعامل مع هذه العواقب، باستثناء، ربما، ما يتعلق بالسياسة الداخلية.
ففوز ترامب الثاني سيكون له تأثير عميق على السياسة الوطنية في أوروبا، مما قد يعزز الأحزاب والحركات الشعبوية اليمينية المتطرفة التي تتبنى نفس السياسات غير الليبرالية التي طرحها ترامب مثل "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".
لم يغفل الأوروبيون أنه عندما قالت نائبة الرئيس الأميركي هاريس "يضحك زعماء العالم على دونالد ترامب" خلال المناظرة الرئاسية المتلفزة في سبتمبر، أشار ترامب إلى الدعم القوي الذي حصل عليه من رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان: "واحد من أكثر الرجال احتراما، يسمونه رجل قوي"، كما قال.
وأكد ترامب أن أوربان، يدعي بالمثل أن "أكثر الشخصيات احتراما، والأكثر إثارة للخوف هو دونالد ترامب".
ولا يعد أوربان الوحيد في اعتقاده هذا، فزعماء وأحزاب غير ليبرالية في جميع أنحاء أوروبا يرون ترامب وحركته كمثال يجب اتباعه، لا كخوف.
وتعتمد القوى الوسطية في أوروبا بالفعل على دعم اليمين المتطرف للحصول على السلطة أو الاحتفاظ بها في عدد كبير جدا من الدول، حيث دخلت أحزاب اليمين المتطرف في حكومات ائتلافية في سبع دول من الاتحاد الأوروبي (كرواتيا، تشيكيا، فنلندا، هنغاريا، إيطاليا، هولندا وسلوفاكيا).
وتشارك هذه الأحزاب اليمينية المتطرفة جميعها وجهات نظر رئيسية مع ترامب، فهي قومية ومعادية للهجرة، مؤيدة لروسيا بدرجة أو أخرى، تلقي بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية على الآخرين، مثل الأجانب، والأشخاص ذوي البشرة الملونة، وهي مشككة في الاتحاد الأوروبي، وفي بعض الحالات، معادية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وعلاوة على ذلك، فإن سياساتها غير ليبرالية بوضوح، تركز على قمع الإعلام المستقل، والسيطرة على السلطة القضائية، والتحكم في البنك المركزي.