متى يتوقف نتنياهو عن جرائمه؟.. إسرائيل توافق على توسيع العملية البرية جنوب لبنان
الأربعاء، 13 نوفمبر 2024 12:11 مهانم التمساح
يبدو أن الضوء الأخضر الذى منحته الإدارة الامريكية لإسرائيل فى حربها على غزة ثم لبنان، جعلتها تتبجح فى الاعتراف بجرائمها، بل وتعلن استكمالها لعملياتها البرية فى لبنان، فلا رادع لجرائم نتنياهو الذى يصر على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الانسانية، رغم ملاحقته قضائيا فيما لايقل عن عشر قضايا فى المحاكم الاسرائيلية ذاتها.
وركّزت شبكة “سي إن إن” الإخبارية على إعلان إسرائيل، للمرة الأولى، ضمنيًا، مسؤوليتها عن عملية تفجير أجهزة البيجر التابعة لـ “حزب الله”، في سبتمبر، من خلال تصريحات لنتنياهو تباهى فيها بتلك العملية “والقضاء على نصر الله، ليبرهن على صحة وجهة نظره، التي قوبلت حينها بمعارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي”.
وأعلنت إسرائيل عن نيتها توسيع عملياتها البرية فى لبنان، وأرسلت إشارات متضاربة فى هذا الشأن حيث تراجعت عن تصريحات صدرت عن مسؤولين أمنيين بارزين، أواخر الشهر الماضي، مفادها أن العملية البرية في لبنان تقترب من نهايتها ،وتناقلت وسائل إعلام عبرية تقارير عن تَوافُق بشأن بعض بنود للتسوية .
وبينما فَسّرَ البعض الإعلان الإسرائيلي عن توسيع العملية البرية في جنوب لبنان على أنه وسيلة لفرض مزيد من الضغط على “حزب الله” للقبول بالاتفاق الذي هو ليس طرفًا فيه، ربط آخرون بينه وبين عودة ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، وتعويل نتنياهو على مزيد من الدعم الأمريكي خلال المرحلة المقبلة. واستشهد هؤلاء بتحوّل المواقف، بينما لم يمر أسبوعٌ واحد على فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تترقب فيه منطقة الشرق الأوسط تداعيات عودة ترامب إلى البيت الأبيض على الحربين في غزة ولبنان، فى ظل اخفاق إدارة الرئيس جو بايدن، على مدار أشهر، في التوّسط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المدى الزمني المطروح للتوصل إلى تسوية في لبنان يتّسق مع الجدول الزمني لنقل السلطة في الولايات المتحدة، وتم الإعلان عن مصادقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، على توسيع نطاق العملية البرية في جنوب لبنان، بهدف “تعميق إنجازات الجيش، والوصول إلى مناطق جديدة ينشط بها حزب الله”، حسبما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين.
ويأتى ذلك فى الوقت الذى تم اعلان ما يطلق عليه مسودة اتفاق نشرت وسائل إعلام بعض بنوده. وذكرت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن الاتفاق المقترح “قد يكون أحادي الجانب، وفقط أمام الولايات المتحدة”، كما أن تل أبيب طلبت التزامًا أمريكيًا يتيح لها حرية العمل ضد ما وصفته بأنه "أي خروقات يقوم بها “حزب الله”، مع المطالبة بالحق في العمل العسكري بحرية، حال عودة “حزب الله” لتجميع صفوفه واستعادة قدراته.
وقالت وسائل الاعلام العبرية أن ثمة “توافقًا أمريكيًا إسرائيليًا على أن عمليات الجيش في جنوب لبنان حقّقت أهدافها، وحان وقت ترجمتها لإنجاز سياسي، مشيرة إلى انفتاح إسرائيلي على إسناد دور لروسيا في مثل هذا الاتفاق، إلا أنها نقلت عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن “الولايات المتحدة هي الشريك الإستراتيجي الوحيد”، وإنه “يجب أن يكون لروسيا دور محدود في لبنان”، وعدم منحها المجال للتأثير هناك.
وتحدثت القناة الثانية عشرة عن مرحلتين أساسيتين بموجب هذا الاتفاق، تتمثّل الأولى في بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في القرى الحدودية اللبنانية لمدة 60 يومًا، على أن ينسحب منها إلى الخط الأزرق في المرحلة الثانية ويتسلّم الجيش اللبناني المسؤولية هناك، في ظل تعاون بين الإدارة الأمريكية وشركات روسية فاعلة في سوريا لمنع نقل أسلحة لـ “حزب الله”، بعد أن ترفع واشنطن عقوبات مفروضة على تلك الشركات.
وتتزامن هذه التطورات مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تواصله هاتفيًا ثلاث مرات مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خلال الأيام القليلة الماضية، وحديثه عن توافق في الرؤى بينهما بشأن ضرورة التصدي لـ “الخطر” الذي تمثله إيران.
ووصف نتنياهو محادثاته مع ترامب قائلا : “كانت محادثات جيدة ومهمة للغاية، محادثات تهدف إلى تعزيز التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة… نرى وجهًا لوجه التهديد الإيراني بكل مكوناته والخطر الذي يشكّله. كما نرى الفرص الكبيرة أمام إسرائيل في مجال السلام وتوسعه وفي مجالات أخرى”.
وذكرت قناة عبرية عن أن ثمة “توافقًا أمريكيًا إسرائيليًا على أن عمليات الجيش في جنوب لبنان حقّقت أهدافها، وحان وقت ترجمتها لإنجاز سياسي”، ونقلت عن مصدر وصفته بالمطلع أن “هناك تفاهمًا بين نتنياهو وترامب على أنهما سيعملان على إنهاء الحروب ، نتنياهو يريد مساعدته في تحقيق هذا الإنجاز… لم يضمن ذلك، لكن الفكرة هي أنه سينتظر أي تحرك مهم في لبنان أو غزة حتى 20 يناير ”، في إشارة ليوم تنصيب الرئيس الأمريكي.
ويرى مراقبون أن نتنياهو سيحاول تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب على الأرض خلال المرحلة الانتقالية الحالية في الولايات المتحدة، بما يضمن تحقيق أحد أهم أهدافه المعلنة للحرب في لبنان، وهو عودة سكان الشمال إلى منازلهم، لا سيّما بعد أن تلقّى “حزب الله” ضربات موجعة قضت على جميع قيادات الصف الأول به تقريبًا، مع تدمير قدر كبير من البنى التحتية للحزب.