بسبب علاقاته الطيبة مع بوتين وخلافه مع الناتو ... مخاوف أوكرانية من تخلي ترامب عنهم في الحرب

الأحد، 10 نوفمبر 2024 02:54 م
 بسبب علاقاته الطيبة مع بوتين وخلافه مع الناتو ... مخاوف أوكرانية من تخلي ترامب عنهم في الحرب
هانم التمساح

يواجه الأوكرانيون خطر خسارة دعم الولايات المتحدة لها في الحرب الروسية -الأوكرانية، مع عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رئيسا جديدا، ويأتي فوز ترامب في توقيت خطير لأوروبا مع استمرار تقدم روسيا في أوكرانيا، وعدم إخفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغبته في تقويض الناتو والاتحاد الأوروبي كذلك، ويخشى الخبراء الأميركيون من اتجاه ترامب لفرض سلام وصفوه بـ "غير عادل" على كييف، في الوقت الذي تحدثوا فيه عن شكوك كثيرة حول مستقبل الحلف وبقائه.
 
ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من عامين ظهرت معضلة علاقة واشنطن بحلف شمال الأطلسي (الناتو) ضمن قائمة قضايا سباق انتخابات 2024،  خاصة وأن ترامب له تاريخ من العداء والتناقض والاستهتار بإرث الحلف العسكري الأكبر والأكثر قوة في العالم.
 
ونتيجة لهذه المخاوف سارع البيت الأبيض إلى تقديم مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا فور تأكد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الثلاثاء الماضي، خاصة وأن ترامب تجمعه علاقات طيبة بالرئيس الروسي  وبدأت إدارة الرئيس جو بايدن إجراءات إخراج أكثر من 6 مليارات دولار متبقية لهذه المساعدات قبل حلول موعد تنصيب الرئيس الجديد يوم 20 يناير المقبل.
 
ومن جانبه، وفور الإعلان عن انتصار ترامب، سارع زيلينسكي إلى التهنئة وغرد على منصة إكس "نحن نتطلع إلى حقبة أميركية قوية تحت قيادة الرئيس ترامب الحاسمة. 
 
وفى السياق ذاته انتقد ترامب  طلبات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على مساعدات أميركية إضافية، قائلا "إنها لا تنتهي أبدا"، وبحسب خبراء في الشئون الأوروبية فإنه يتعين على الحكومة الأوكرانية أن تحاول إقناع ترامب وكبار مستشاريه بالحفاظ على الدعم الأميركي، ولكن يجب عليها أيضا أن "تخطط لأفضل طريقة للدفاع عن نفسها ضد الحرب العدوانية الروسية دون مساعدة أميركية، والتي من المتوقع  أن تنهيها إدارة ترامب في عام 2025.
 
وشهدت الأسابيع الأخيرة تطورات على خطوط جبهات القتال في شرق أوكرانيا؛ إذ يستمر تقدم القوات الروسية، ويتزامن ذلك مع تأكيد انضمام آلاف من الجنود الكوريين الشماليين للقتال مع الجانب الروسي.
 
ومع وصول ترامب من جديد إلى البيت الأبيض قد تتراجع أو تنعدم أي آمال لكييف في الحصول على عضوية الناتو، وقد يتخلى ترامب عن التعهد الأميركي بمساعدتها حتى تحقيق النصر وتحرير كل ترابها الوطني .
 
 
وفى تصريحات لوسائل إعلامية  اعتبر خبير الشؤون الدفاعية مايكل بيك أن فوز ترامب هو "خبر سيئ" لأوكرانيا. وبرأيه، من المحتمل جدا أن يستخدم التهديد بوقف المساعدات العسكرية لها للضغط عليها لصنع السلام مع موسكو. وأما في روسيا، فقد يشجع هذا بوتين على تكثيف الحرب للحصول على اتفاق سلام أكثر ملاءمة له .
 
في الوقت ذاته، ستكون القارة الأوروبية على رأس المناطق التي قد تتأثر سلبا بوصول ترامب إلى سدة الحكم. وبعيدا عن غضبه من ارتفاع حجم الفائض التجاري لمصلحة أوروبا ورغبته في فرض تعريفات جمركية كبيرة على السيارات الألمانية، قد يصبح مستقبل التعاون الأمني المتمثل في الناتو على المحك .
 
وينظر ترامب إلى الناتو من منظور تجاري مفاده  (الحماية بمقابل مادي)، وهو ما لا يشكل أساسا متينا لتحالف مثله. ولا يزال ينتقد الإنفاق الدفاعي المحدود لدول أوروبا الغربية على ميزانيات الدفاع بها. وفي لقاء تلفزيوني قبل شهور قال "لا، لن أحميكم. أود أن أشجع الروس على فعل ما يريدون. عليكم أن تدفعوا فواتيركم 
 
 
وبرأي الخبير بيك،فإنه  يجب على الناتو الشعور بالقلق أيضا بشأن ولاية ترامب الثانية لأن أميركا هي محور الحلف ولا يمكن لأوروبا دعم كييف، أو حتى الدفاع عن نفسها، دون مشاركة الولايات المتحدة. وقد لا يسحب ترامب أميركا من الحلف، لكنه سيصرّ على أن تنفق الدول الأوروبية المزيد على الدفاع وقد يحاول أيضا منع الناتو من التورط في صراعات مثل التي في أوكرانيا .
 
وكان الإنفاق الدفاعي للناتو موضوعا متكررا في حملات ترامب الانتخابية وصولا إلى سباق 2024، ويتسق ذلك مع أجندته "أميركا أولا"، ومع مهاجمة منافسيه الديمقراطيين لتركيزهم على التحالفات الدولية وتجاهل المصالح الأميركية .
 
 
وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بإنهاء الحرب  في غضون 24 ساعة ، ولم يوفر أي إشارات عن تفاصيل خطته للسلام، إلا أن أنصاره قدموا بالفعل خطتين للتعامل مع الحرب في أوكرانيا  وطرح نائبه جيه دي فانس رؤية تتضمن  تجميد الصراع عند الحدود والخطوط الحالية، وإجبار أوكرانيا على أن تتحول إلى دولة محايدة مع تعهدها بعدم الانضمام للناتو ،
 وخطة أخرى  وضعها وزير خارجية ترامب السابق مايك بومبيو في مقال له بصحيفة وول ستريت جورنال، حيث ركز على تعزيز الدعم العسكري والمالي لكييف كرادع لموسكو، مع إبقاء احتمال عضوية الناتو مفتوحا. ولا يُعرف بعد أي مسار سيسلكه ترامب.
من ناحية أخرى، لم تلبّ إدارة بايدن كل مطالب زيلينسكي وتتردد حتى الآن في الإذن باستخدام صواريخها البعيدة المدى لشن ضربات داخل روسيا، كما تؤخر متعمّدة إمداد كييف ببعض نظم التسليح المتقدمة .
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق