حرية التعبير في خطر.. كيف يُقيد الاحتلال الإسرائيلي الصحافة في مناطق النزاع؟

الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024 04:08 م
حرية التعبير في خطر.. كيف يُقيد الاحتلال الإسرائيلي الصحافة في مناطق النزاع؟
الاحتلال الإسرائيلي

كافة القوانين والأعراف الدولية تؤكد على حماية الصحفيين أثناء أدائهم مهامهم في نقل الحقيقة وتغطية الأحداث في أوقات النزاعات والحروب، لكن على الرغم من ذلك يواصل الاحتلال الإسرائيلي تجاهله لهذه القوانين، ويستمر في استهداف الصحفيين، حيث أسفرت آخر هجماته في نهاية أكتوبر الماضي عن مقتل ثلاثة صحفيين في لبنان إثر غارة جوية.
 
يستهدف الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين بشكل مباشر، محاولاً منعهم من أداء واجبهم في نقل الحقيقة، على الرغم من أن القانون الدولي الإنساني يوفر حماية خاصة للصحفيين باعتبارهم مدنيين، ما لم يشاركوا في الأعمال العدائية. ويعد القانون الدولي الاعتداء على الصحفيين "جريمة حرب". وتنص المادة 79 من البروتوكول الإضافي لاتفاقية جنيف لعام 1949 على وجوب احترام الصحفيين المدنيين وحمايتهم في مناطق النزاعات المسلحة شريطة أن يلتزموا بوضعهم المدني.
 
استهداف الصحفيين في لبنان
استمر الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك القوانين والأعراف الدولية في كل من غزة ولبنان. ففي 25 أكتوبر، استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً خارج منطقة عمليات بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" في لبنان، ما أسفر عن مقتل ثلاثة صحفيين في منطقة حاصبيا بالنبطية، وإصابة آخرين. ورغم وجود سيارات تحمل علامة "صحافة" أمام مقر إقامة الصحفيين من وسائل إعلام محلية وعالمية، لم يتراجع الاحتلال عن استهدافهم.
 
أسفرت الغارة عن استشهاد ثلاثة صحفيين وإصابة ثلاثة آخرين، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. وقد أثارت هذه الحادثة غضباً واسعاً، حيث أعرب مسؤولون في الأمم المتحدة عن قلقهم وأكدوا أن استهداف الصحفيين يمثل هجوماً على حقوق أساسية، مثل حرية التعبير والإعلام.
 
وعلق فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قائلاً: "عندما يُستهدف الصحفيون المحميون بموجب القانون الإنساني الدولي، فإن حرية المعلومات والتعبير تتعرضان للانتهاك". ودعا جميع أطراف النزاع إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية.
 
من جانبه، ندد وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري بالجريمة، واصفاً إياها بـ"جريمة حرب". وكتب على منصة "إكس": "انتظر العدو الإسرائيلي استراحة الصحفيين الليلية، ليغدر بهم في منامهم، فهذه جريمة اغتيال بعد رصد وتعقب، حيث كان بالمكان 18 صحفياً من سبع مؤسسات إعلامية".
 
واستخدمت مجموعة الصحفيين بلدة حاصبيا كقاعدة لهم خلال أكتوبر لتغطية الحرب، وانتقلوا إليها بعد أن أصبحت أماكن إقامتهم السابقة غير آمنة جراء تكثيف القصف الإسرائيلي.
 
كشف تقرير لمنظمة اليونسكو أن أكثر من 1700 صحفي قُتلوا حول العالم بين عامي 2006 و2024، بينما لم تصل نحو 85% من القضايا إلى العدالة. وسلط التقرير الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها الصحفيون، وذلك بالتزامن مع اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الصحفيين في الثاني من نوفمبر.
 
وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي للصحفيين 2024، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن قطاع غزة شهد أعلى عدد من عمليات قتل الصحفيين في أي حرب حديثة، داعياً الحكومات لاتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتهم ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم بحقهم.
 
وأضاف غوتيريش أن الصحفيين في غزة قُتلوا بمستوى غير مسبوق، فيما يواصل الحظر على دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة "خنق الحقيقة". وأكدت اليونسكو أن أكثر من 130 صحفياً فلسطينياً قُتلوا في غزة خلال 380 يوماً الأخيرة، مما أسهم في إسكات أصوات كانت تحاول تسليط الضوء على جرائم حرب محتملة.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة