مهرجان الموسيقى العربية أضاء سماء القاهرة بأروع أعمال الطرب

147 حفلاً غنائيا بمشاركة 113 فناناً.. والحفلات رفعت شعار كاملة العدد.. والشباب في المقدمة

أغاني كوكب الشرق أثرت ليالي المهرجان طربا وسحرا.. ونقاد: أعاد لنا كل ما هو راقٍ وجميل بالزمن الجميل وفنانيه

8 فنانين قدموا ليلة عمانية استثنائية ورسموا لوحة إبداعية خالدة بألحان خالد بن حمد البوسعيدي

اختتم مهرجان الموسيقى العربية الـ32، الذي نظمته دار الأوبرا المصرية لياليه الساحرة، بعد إقبال وحضور كبيرين من الجماهير المصرية والعربية، لمتابعة الحفلات الغنائية والموسيقية، التي أحيها وقدمها نخبة من ألمع المطربين والموسيقيين حول الوطن العربي، في وقت عبرت فيه الدكتورة لمياء زايد، رئيسة دار الأوبرا، عن سعادتها من ردود الفعل حول المهرجان، مؤكدة إن الفعاليات نجحت في إرضاء جميع الأذواق.

وفي 11 أكتوبر الماضي، انطلقت فعاليات الدورة الـ32 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، وحملت اسم الفنان الراحل سيد درويش، احتفالاً بمئوية رحيله. وأقيمت الفعاليات على مسارح الأوبرا، في محافظة القاهرة عبر مسرح النافورة، والمسرح الكبير، والمسرح الصغير، ومسرح معهد الموسيقى العربية، ومسرح الجمهورية، في محافظة الإسكندرية: مسرح سيد درويش -أوبرا الإسكندرية، وفي محافظة البحيرة: مسرح أوبرا دمنهور، وضمت 47 حفلًا، بمشاركة 113 فنانًا، منهم 76مطربًا ومطربة.

واعتبر نقاد فنيون، أن الدورة الـ 32 من المهرجان التي اختتمت فعالياتها الخميس الماضي، استثنائية، بعد أن توفرت بها عدة مميزات، مثل تجمع أكثر من 20 دولة خلال حفلاتها، مشيرين إلى أن المهرجان من أهم مهرجانات الموسيقى في المنطقة العربية، إذ يحافظ على فكرة التراث الموسيقى، وأيضا إحياء حركة الموسيقى في مصر، بعد أن استضاف كبار نجوم الغناء في مصر والوطن العربي على مسارح الأوبرا المختلفة.

وبحسب النقاد، فإن مهرجان الموسيقى العربية أحد أرقى المهرجانات التي تقام على أرض مصر، ويعيد لنا كل ما هو راقٍ وجميل في الأغنية المصرية، ويشعرنا بالزمن الجميل وفنانيه، مؤكدين أن جميع المطربين المشاركين في المهرجان، هم قامات غنائية رائعة، وأصوات تجمع بين القوة والعذوبة، وأغانيهم تجمع بين الرومانسية والحماس السليم، وأشاروا إلى أن المهرجان يتنفس الجميع في مصر من خلاله الغناء، ويستمع لأغاني الزمن الجميل، ونقول إن الغناء المصري ما زال بخير.

وبحسب النقاد، فإن مهرجان الموسيقى العربية، أحد أهم مهرجانات الموسيقى في المنطقة العربية، ويحافظ على فكرة التراث الموسيقى، ولا يعتمد على فكرة نجوم «السوبر ستار» فقط، وإنما شارك عدد من المطربين الشباب المتميزين بأصوات عذبة، فضلاً عن نجوم الصف الأول بموسيقاهم المحترمة، التي يعشقها الجمهور وينتظرها كل عام، مشيرين إلى أن الحفلات رفعت شعار «كامل العدد».

أبرز حفلات ليالي المهرجان

والأثنين الماضى، احتضنت دار الأوبرا المصرية، وتحديداً المسرح الكبير حدثاً فنياً استثنائياً حمل عنوان "ليلة عمانية" بمصاحبة الأوركسترا بقيادة المايسترو أمير عبد المجيد، حيث تلاقت ألحان الموسيقار خالد بن حمد البوسعيدي الرائعة مع أصوات نجوم الغناء فى عمان والوطن العربى ليرسموا لوحة إبداعية خالدة.

وقدم ثمانية مطربين عمانيين ميدلي لأغان، منها أغنية تحية حب ويشهد الله وعمان يا شمس الضحى ومشتاق للمغنى والحب لك انتي، وقام بتأدية الأغانى المطرب فهد البلوشى وعائشة الزدجالي وخليل المخيني وايمن الناصر وأشواق وهيثم رافي.

وشارك الموسيقار خالد داغر مدير مهرجان الموسيقى العربية كعازف في حفل الليلة العمانية التي بدأت بكلمة مسجلة للفنانة يسرا قالت خلالها إن هذه الليلة هي جسر التواصل بين حضارتين كبار في دورة تحمل اسم فنان الشعب سيد درويش الذى غير مسار الموسيقى في مصر، واليوم يوجد ملحن عماني يحمل اسم السيد خالد بن حمد البورسعيدى الذي غير مسار الموسيقى في عمان، وتحية للموسيقار أمير عبد المجيد.

وأضاءت المسرح ضيفة شرف الحفل النجمة التونسية لطيفة بأغانى أشوفك، الدفاء، إلى جانب النجمة المغربية جنات التي قدمت أغنية الطبع غلاب، وشدت المطربة ريهام عبد الحكيم بأغنية الحب الذى كان، بالإضافة إلى العديد من نجوم الطرب فى عُمان وباقة من أروع الأعمال العمانية، منها: موسيقى تزهو بك الأعوام، مقطوعة الثبات خطاى، بالإضافة إلى بيرق الأمجاد، عمان يا شمس الضحى، ناصية  العلا، مشتاق للمغنى، الناس إنتى، تحية حب، يشهد الله، حيوها، الحب لك انتى، أنت المحبة، الرجال التى لا تموت، انتى كل النور، وطن من شمس، عمان نبض واحد، إيش السالفة، سلام الله، مسافر، وتشبهنى، المضانين، أشواق، هوبيللو يوعين، راضينى، تعاتبنى، حمام الدوح، كل ما فى الأمر ليلة، من عينى، شرع الهوى، لك يوم، الشومة" أداء الفنانين فهد البلوشى، عائشة الزدجالى، خليل المخينى، هيثم رافى، عبد الحميد الكيومى، هيثم المعشنى، أيمن الناصر، أشواق، عمر الحسنى، محمد المنجى، منذر الحيود، صلاح الزدجالى.

كما قدم الفنانون ميدلى أغانى متنوعة بمصاحبة رقصات لفرقتى "الأجيال- المزيونة" للفنون الشعبية منها: "نهضة وتجدد، طلاله، الله على مسقط، نفحة الأريج، مسقط الفكر، اعترف لك، أبناء عمان، أرض العطايا.

واحتضن مسرح الجمهورية ليلة غنائية وموسيقية فريدة أحياها الفنان محمود درويش وفرقة كنوز، حيث أبدع في تقديم مختارات من روائع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ العاطفية والوطنية وأغانى الزمن الجميل منها: "عدى النهار، مش كفاية يا حبيبى، التوبة، قولى عملك إيه، فوق الشوك، عنابی، حبك نار، الويل الويل حبيبها، بالأحضان، أحلف بسماها، بلدی، أي دمعة حزن لا".

كما تضمن الحفل أغانى أنا بعشقك ويا أهل الهوى أداء ميرنا شوقى وموسيقى فاتت جنبنا، والتي شكلت جزءًا من الذاكرة الفنية العربية وصنعت وجداناً موسيقياً يحفظه الجمهور ويستعيده بكل شغف وتألقت الفرقة بعزفها وأصواتها العذبة تاركة بصمة فنية لا تُنسى في نفوس الحاضرين.

أما في مسرح الساحة بدار الأوبرا فقد أضاء طلاب مركز تنمية المواهب تحت إشراف المدير الفنى الدكتور سامح صابر المسرح بحماسهم وشغفهم، مؤكدين أن الجيل الجديد قادر على مواصلة مسيرة الإبداع الفني حاملاً إرث الموسيقى إلى المستقبل.

وقدم الفنان الكبير هانى شاكر حفلاً كبيرا على مسرح النافورة، قدم خلاله باقة من أجمل أغانيه بمصاحبة الفرقة الموسيقية قيادة المايسترو مصطفى حلمى، فيما احتضن مسرح النافورة الأربعاء الماضى، حفلاً للنجم الكبير على الحجار بمصاحبة أوركسترا هاثور السيمفونى قيادة المايسترو أحمد فرج.

على الجانب الآخر، قدم الموسيقار الكبير عمر خيرت الأحد الماضي، حفلا كبير رفع شعار كامل العدد، وقدم من خلاله أشهر مقطوعاته التي تعد من العلامات البارزة في الموسيقي، ومنها: «العاصفة، خلى بالك من عقلك، وجه القمر، حبيبة، هويد الليل، مسألة مبدأ 2، تيمة حب، زي الهوا، الداعية، الخواجة عبد القادر، خايف من بكرة ليه، الربيع، صابر يا عم صابر، مافيا، عارفة، البخيل وأنا، 100 سنة سينما، قضية عم أحمد، فيها حاجة حلوة»، وغيرها من المقطوعات المتميزة.

كما أحيا الفنان تامر عاشور، حفلا غنائيا، في ليلة 19 من أكتوبر، ارتدى فيه الجميع أزياءً رسمية واستمتع بالأجواء المُبهجة في دار الأوبرا، المُزينة بـ«الريد كاربت» وشعارات مهرجان الموسيقى العربية الدورة 32 في الطريق المؤدى إلى مسرح النافورة. وشارك الفنان تامر عاشور، جمهوره بعض الصور الجديدة له، وذلك من حفله الأخير الذي أحياه ضمن فعاليات المهرجان، بعد أن نشر عاشور الصور عبر صفحته الشخصية على «إنستجرام»، ظهر خلالها بإطلالة متميزة مرتديا بدلة باللون الأسود، ومتألقا على خشبة المسرح، بعد تقديمه مجموعة من أفضل أغانيه، وسط تفاعل كبير من الجمهور الحاضر، الذي ملأ جميع أرجاء المكان.

وكتب عاشور، يقول: «أجمل ليالي مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة ودار الأوبرا المصرية، جمهور عظيم وكبير وبشكر إدارة المهرجان وإدارة دار الأوبرا المصرية على التعاون وبشكر الأساتذة الموسيقيين اللي تعبوا معانا وهم عددهم كبير وشكر خاص للمايسترو وصديقي وأخي الفنان سعيد كمال، وكل الشكر لفرقتي الموسيقية وتعبهم ومجهودهم، وأخيراً ألف شكر لإدارة الأعمال اللي مجهودهم واضح وباين في اليومين، اتبسط جدا».

وفي الليلة قبل الختامية، انطلق حفل الفنان على الحجار، على مسرح النافورة، بمصاحبة أوركسترا هاثور السيمفوني، بقيادة المايسترو أحمد فرج، وسط حضور كبير وتفاعل غير مسبوق مع الأغاني التي قدمها الحجار، فيما افتتح الحفل بفاصل موسيقي قدمه الفنان الإماراتي الموهوب الشاب أحمد الهاشمي.

حفل ختام ساحر ليالي المهرجان

وشهد الحفل الختامي لفعاليات مهرجان الموسيقى العربية، عرضًا على المسرح الخارجي لطلاب مركز  تنمية المواهب يضم عدد من أعمال الموسيقى العربية الشهيرة، كما أقيم الفاصل الأول بمشاركة كل من الصوليستات الفنان مصطفي داغر عازف الكمان، والفنان إسلام القصبجي عازف العود، والفنان السعودي علي خفاجي عازف البيانو،  والفنان يحيى مهدى عازف التشيللو، وقدموا وصلة فنية موسيقية لعزف أشهر الألحان التي شكلت الوجدان الفني للجمهور المصري والعربي، فيما اختتمت المطربة مي فاروق الفاعليات بعد أن قدمت في حفلها مختارات من أهم أعمال الطرب التي قدمها كبار الفنانين خاصة كوكب الشرق أم كلثوم.