عملة بريكس كلمة السر.. هل تنهي عصر هيمنة الدولار؟
الجمعة، 25 أكتوبر 2024 12:05 م
ولا يخفى على أحد ما حدث لمعظم دول العالم وخصوصا النامية منها، عندما بدأت الوليات المتحدة في رفع الفائدة على الدولار، وما تسبب فيه من ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم بشكل كبير جدا في العالم كله، حتى في الدول الغنية، وارتفعت الديون بشكل كبير في أغلب الدول النامية، بسبب ارتباط تعاملاتها الاقتصادية الخارجية بالدولار الأمريكي.
ولذلك فإن الهدف الأكبر لدى مجموعة البريكس حاليا هو الخروج من عباءة الدولار وهيمنته الاقتصادية، والتعامل فيما بينها إما بالعملات المحلية للدول الأعضاء أو بطرح عملة موحدة للمجموعة مستقبلا تضمن للدول الاستقلال الاقتصادي والمالي، والبعد عن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة باستخدام الدولار على الدول.
وتعد مصر من أكبر المستفيدين من طرح عملة موحدة لمجموعة بريكس، حيث سيمكنها ذلك من التحرر من ضغوط عدم توفر الدولار الأمريكي في السوق المصري وما يمثله ذلك ويتسبب فيه من ضغط على العملة المحلية واستمرار إضعافها وبالتالي ارتفاع الأسعار المحلية وإلتهام أي عوائد لمشروعات التنمية التي تم تنفيذها خلال العشر سنوات الأخيرة.
وذلك بعدما تستطيع مصر في مجموعة بريكس من شراء السلع الأساسية مثل الحبوب أو الأدوية أو السيارات (وهي أهم السلع تضطر الدولة لشرائها بالدولار من الخارج) ستستطيع مصر شراءها بالعملات المحلية للمجموعة سواء الجنيه الذى ستكون أمامه فرصة لتوسيع تعاملاته مع دول المجموعة أو غيره من عملات الدول الأعضاء بعيدا عن الدولار.
ولن تتوقف استفادة مصر على تقليل التعامل بالدولار فقط، بل ستزيد الفرص الاقتصادية كثيرا في التكتل الاقتصادي الجديد، حيث تعد عضوية مصر بتجمع "بريكس" فرصة سانحة أمام مصر لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول مجموعة "بريكس"، وزيادة حجم التبادل التجاري مع هذه الأسواق الضخمة، وكذلك جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر للعديد من القطاعات المهمة، فضلًا عن زيادة حجم الصادرات المصرية لاسيما للأسواق الناشئة بالتجمع مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا، إلى جانب تكثيف التعاون في مجالات الطاقة والأمن الغذائي ونقل التكنولوجيا واللوجستيات.
كما تهدف مصر من خلال انضمامها لتجمع "بريكس" لتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون والتنسيق بين دول بريكس، ودعم آليات التنسيق حول إصلاح النظام الاقتصادي العالمي، ودفع الجهود لزيادة تمثيل الدول النامية في الأطر المالية والنقدية الدولية بما يعكس تزايد وزنها الاقتصادي، بجانب تعظيم الاستفادة من المزايا التي تتيحها اتفاقيات التعاون والتبادل التجاري بين الدول أعضاء المجموعة، لاسيما جذب الاستثمارات وفتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية.
وتأسست مجموعة "البريكس" في عام 2006 من جانب البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب أفريقيا في عام 2011، وفي 1 يناير 2024، أصبحت مصر وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا أعضاء كاملي العضوية. وستكون قمة قازان الأولى التي يحضرها الأعضاء الجدد للمجموعة.
واعتمد أعضاء "البريكس" إعلان قازان، الذي يسلط الضوء على مواضيع مثل تطوير المجموعة وموقفها من المشاكل العالمية وتسوية الأزمات الإقليمية، بما في ذلك في أوكرانيا والشرق الأوسط.