توتر دبلوماسي.. ماكرون ونتنياهو في صراع حول لبنان

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024 03:52 م
توتر دبلوماسي.. ماكرون ونتنياهو في صراع حول لبنان

شهدت العلاقات الدبلوماسية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توترًا متزايدًا بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
 
وأعرب الرئيس الفرنسي عن "ندمه" وقلقه من تصعيد الوضع في لبنان، خصوصًا مع استمرار الهجمات الإسرائيلية التي تسببت في دمار واسع وزيادة أعداد الضحايا المدنيين، وحث خلال مكالمة هاتفية متوترة، نتنياهو على وقف العمليات العسكرية والسعي لوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 21 يومًا، بهدف الوصول إلى حل دبلوماسي طويل الأمد​.
 
من جهته، رفض نتنياهو هذه الدعوات، معتبرًا أن وقف إطلاق النار بدون ضمانات توقف حزب الله عن تسليح نفسه سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية لإسرائيل، كما رفض فكرة انسحاب مؤقت لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، مؤكداً على أهمية استمرار العمليات العسكرية في حماية مصالح إسرائيل الأمنية​.
 
وعكست التوترات تباين المواقف بين فرنسا، التي تدعو لحل دبلوماسي ووقف التصعيد، وإسرائيل التي تواصل عملياتها في لبنان بغرض تفكيك البنية التحتية لحزب الله، مما يزيد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
 
البداية كانت حين دعا  ماكرون إلى وقف توريد الأسلحة لإسرائيل على خلفية استمرار هجماتها على جنوب لبنان، خاصة بعد أن  أعلنت قوات الأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان تعرضها مرارًا لإطلاق نار إسرائيلي، أدى إلى إصابة خمسة من عناصرها.
 
وأكد ماكرون أن استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من قبل القوات الإسرائيلية أمر غير مقبول على الإطلاق ،  وحذر من أن فرنسا لن تتسامح مع المزيد من إطلاق النار  على قوات حفظ السلام في جنوب لبنان، الأمر الذى ما سارع نتنياهو بالرد عليه، منتقدًا حديث ماكرون قائلًا: "أولى بأصدقاء  إسرائيل  أن يقفوا إلى جانبها،  لا  أن يفرضوا قيودًا قد تعزز من قوة محور الشر الإيراني".
 
ولم ينتهى الأمر عند هذا الحد، فقد  خرجت بعد أيام قليلة،  تسريبات جديدة  من اجتماع وزاري مغلق حضره ماكرون،  و نشرتها صحيفة لوباريزيان، قال ماكرون فيها  إن على نتنياهو ألا ينسى أن بلاده أنشئت  أصلا بقرار من الأمم المتحدة ، وده في  إشارة  طبعًا إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947 على خطة تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية.
 
أيضًا بنيامين نتنياهو، لم يرغب في ان تمر التسريبات مرور الكرام، فقد  أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن نتنياهو  اتصل بماكرون هاتفيًا ،وأخبره  أن قرار  الأمم المتحدة  لم يكن هو السبب في إنشاء دولة إسرائيل، بل كان  النصر الذي تم تحقيقه في حرب الاستقلال بدماء المقاتلين الأبطال، والذي كان منهم  كتير  ناجين من المحرقة ومن فرنسا.
 
ووفقًا للبيان الإسرائيلي ، فأكمل نتنياهو  قائلًا إن  الأمم المتحدة على العكس تمامًا ، أصدرت  مئات القرارات المعادية للسامية ضد دولة إسرائيل، بغرض  إنكار حق وجود الدولة اليهودية الوحيدة، وقدرتها على الدفاع عن نفسها، وحسب البيان، قال نتنياهو لماكرون:  أعارض أي وقف أحادي الجانب للحرب على لبنان.
 
و دخل على الخط  يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، وقال  ان وزارته بدأت في الإجراءات القانونية بحق ماكرون،  بسبب منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض للتجارة البحرية.
 
الحقيقة  ووفقًا لخبراء ومحللين، يرون  أن ماكرون يسعى لتقديم نفسه كوسيط دولي يدعو إلى التهدئة والحلول الدبلوماسية، وان  نتنياهو يتبنى موقفاً صارماً يركز على القوة العسكرية والتدخل المباشر لتحقيق مصالح إسرائيل في المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بحزب الله، وأن لبنان أصبحت  ورقة دبلوماسية يستخدمها ماكرون لتعزيز نفوذ فرنسا في الشرق الأوسط، محذرًا من أن التوتر مع إسرائيل قد يعقد الأمور أكثر.
 
كما يرى البعض أن اهتمام فرنسا بلبنان يعود فقط للمصالح الفرنسية،  وحرص فرنسا  على مصادر النفط والطاقة، خصوصًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، حيث  أصبحت فرنسا تعتمد بشكل كبير على لبنان في الحصول على مصادر الطاقة،  بالإضافة إلى  مصالح اقتصادية كبرى داخل البلاد

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق