أولادنا ومخاطر الذكاء الاصطناعي
الأحد، 20 أكتوبر 2024 03:16 م
الأزمة لا تتعلق بالذكاء الاصطناعي بقدر ما تتعلق بأن أكثر من يتعامل ويتلقى رسائل الذكاء الاصطناعي هم أبناؤنا من الأطفال والمراهقين، فلا يكاد يوجد طفل واعي أو مراهق إلا ويحمل هاتفا ذكيا يفهم فيه أكثر ما يفهم والداه ويتعامل مع تطبيقات وألعاب لا يعرفها جيل الآباء الحديث نوعا ما على التكنولوجيا الحديثة، والذي لم يتعلق جزء كبير من حياتهم بكل ما نعيشه اليوم من تقدم تقني.
هنا لا أتحدث عن المخاوف الشائعة بشأن إمكانية سيطرة الذكاء الاصطناعي على الحياة البشرية، فربما هذا الأمر حتى لو حدث فإنه لن يحدث على الأقل في المستقبل القريب فضلا عن أن ذلك سيكون بتدبير البشر أنفسهم، لكن ما يشغلني الآن هو أن الأجيال الصغيرة قد تكون ضحايا حقيقية للذكاء الاصطناعي من حيث تغيير الهوية واللعب في الثوابت التي تميز خصائص أمتنا المصرية، إذ أصبحت العديد من التطبيقات مثل شات جي بي تي وغيره هو المرجع الأول لإشباع فضول الأطفال والمراهقين بشأن العالم الذي هم مقبلون عليه، وذلك بالطبع في كل أمور حياتهم من الدين والغيبيات إلى تفسير الظواهر غير المعروفة لهم، وبالتالي قد يقعون ضحية لاستهداف الثقافات الغريبة.
والأدهى من كل ذلك هو تجارب نقلها آباء عن تعرض أطفالهم لخطر كبير بسبب وقوعهم فرائس بريئة لبعض التطبيقات الأجنبية التي تسعى لاستغلال البشر والسيطرة عليهم، حتى أن بعض الفيديوهات تحدثت عن أمور تجاوزت مراحل الخيال العلمي.
في عصر الرقمنة لا بد من وجود رقابة لصيقة من الآباء والأمهات على أطفالهم لضمان عدم التأثر بالجانب المظلم للتكنولوجيا فالتطور الجاري أسرع بكثير مما يعتقده أغلبنا!