رمسيس الثاني يرحب بزوار المتحف المصري الكبير

السبت، 19 أكتوبر 2024 02:00 م
رمسيس الثاني يرحب بزوار المتحف المصري الكبير
إيمان محجوب

إقبال كبير من الأجانب مع بدء التشغيل التجريبى لقاعات العرض الرئيسية.. «المجتمع» و«الملكية» و«المعتقدات» تروى تاريخ الحضارة المصرية بـ14 ألف قطعة أثرية
 
 
الأربعاء الماضى، بدأ المتحف المصرى الكبير، فى استقبال زواره من مصر والسائحين من مختلف دول العالم، حيث توافد الكثيرين على المتحف مع إعلان مرحلة التشغيل التجريبى للقاعات الرئيسية.
 
تبلغ مساحة قاعات العرض الرئيسية داخل المتحف المصرى الكبير حوالى 18 ألف متر مربع والقاعات مزودة بأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة من فتارين عرض وشاشات تفاعلية للواقع المعزز والجرافيك، وبطاقات الشرح والتحكم البيئى فى درجات الحرارة والرطوبة وشدة الإضاءة، وتبدأ قاعات العرض الرئيسية من عصر ما قبل التاريخ عصر ما قبل الأسرات عصر بداية الأسرات عصر الدولة القديمة ثم عصر الانتقال الأول، ثم عصر الدولة الوسطى عصر الانتقال الثانى «حوالى 2034 وحتى 1550ق. م»، ثم عصر الدولة الحديثة «حوالى 1550 إلى 1069 ق. م»، ثم عصر الانتقال الثالث العصر المتأخر العصر اليونانى والرومانى، ويبدأ نحو 1069 قبل الميلاد إلى 394 ميلاديا، وتتناول ثلاث موضوعات رئيسية طبقا لسيناريو العرض المتحفى فى الحضارة المصرية القديمة، وهى «المجتمع» و«الملكية» و»المعتقدات».
 
والمتحف المصرى الكبير يعد أيقونة الحضارة وهدية مصر للعالم بعد تجهيزات استمرت لعشرين عام نقل خلالها للمتحف آلاف القطع الأثرية من الأقصر والمتحف المصرى بالتحرير وبعض متاحف المحافظات.
 
وبمجرد دخول صالة البهو الكبير، يقف الفرعون المصرى رمسيس الثانى، وفوق رأسه تاج مصر الموحدة، بقطريها الشمالى والجنوبى، وفى يده يحمل خاتما باسمه، والثانية أحد رموز الحكم، فرمسيس الثانى يقف فى حضرة التاريخ يستقبل زواره مع بدء التشغيل التجريبى لقاعات المتحف، حيث كشف الدكتور حسين كمال، مدير عام الترميم بالمتحف عن التشغيل التجريبى لـ١٢ قاعة رئيسية تضم أكثر من 14 ألف قطعة تروى تاريخ الحضارة المصرية من عصر ما قبل الأسرات وحتى نهاية العصر اليونانى الرومانى.
 
التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير هدفه بجانب الترويج للمتحف والسياحة فى مصر، وأيضا خضوع القاعات للدراسة وإدارة المجموعات من الزوار استعدادا لافتتاح أكبر متحف فى الشرق الأوسط والذى يضم 100 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور الحضارة المصرية.
 
وأكد الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم والنقل، بالمتحف المصرى الكبير، إن ‏عظمة المصرى القديم والحديث تتجلى فى المتحف المصرى الكبير، مشيرا إلى أن ‏الرحلة داخل المتحف تبدأ من المسلة المعلقة، التى تعد أول مسلة معلقة فى العالم خاصة ‏بالملك رمسيس الثانى، أمام الوجهة الرئيسية للمتحف ‏المصرى الكبير، حيث تزين المدخل الرئيسى للمتحف بخراطيش الملوك ‏العظماء الذين حكموا مصر فى عصور تاريخية مختلفة، بدءا من عصر الدولة ‏القديمة للحديثة، وبعد المسلة، يدخل الزوار على منطقة البهو العظيم لنقابل الجد الأعظم ‏للقدماء المصريين، الجد رمسيس الثانى العظيم، صاحب الإنجازات الكبيرة، والذى ‏يلقب لدى المصريين القدماء بـ«الجد الأعظم» فهو حكم مصر لقرابة 70 عاما، وهو ملك المعجزات، مضيفا أن عملية نقله من ميدان رمسيس إلى المتحف الكبير استغرقت ثلاث سنوات لأنه يزن 83 طنا.
 
بعد مشاهدة زوار المتحف ذلك الملك العظيم، ندخل على الدرج العظيم الذى يوجد عليه أكثر من 100 تمثال لكل الملوك الذين حكموا مصر من الدولة القديمة، وحتى العصر الرومانى، جميع تماثيلهم موجودة على الدرج العظيم، فهناك خفرع وسنوسرت، وتحتمس الثالث صاحب معركة (مجدو) أعظم معركة حربية فى التاريخ، كما توجد على الدرج العظيم تماثيل ملوك الأسرة 19 منهم رمسيس الثالث، مضيفا أن الجولة من المسلة لرمسيس الثانى للدرج تحتاج ليوم كامل لمشاهدة حضارة الإنسان المصرى العظيم، والذى كان لا بد أن يبنى مثل هذا المتحف المصرى الكبير حتى نستطيع حفظ تراثنا وثقافتنا.
 
وإلى جانب قاعات العرض يضم المتحف المصرى الكبير مركز الترميم، والذى يعتبر الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، بالنظر إلى المعامل الفنية المتطورة الملحقة به، والمتخصصة فى كل مراحل الترميم، حيث كشف الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، مراحل ترميم وتوثيق ونقل القطع الأثرية لقاعات العرض الرئيسية بالمتحف الكبير، والتى بلغت نحو 56 ألف قطعة أثرية يجرى عرضها وفقا لتدرج الحقب الزمنية من عصر ما قبل الأسرات وحتى العصور اليونانية والرومانية، هذا بالإضافة إلى المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت التى تبلغ نحو 5398 قطعة من بينها المقاصير والتوابيت الذهبية التى مثلت التحدى الأكبر فى مراحل النقل والترميم بالنظر لتفاصيلها المعقدة فى التركيب.
 
والمتحف المصرى الكبير بنى على شكل المعابد المصرية القديمة التى تتكون من صالة أعمدة وبهو مفتوح وغرف، على مساحة 491 ألف متر مربع، واستغرق  بناؤه حوالى 20 عاما، وهو نفس المدة التى بنى فيها كل هرم من أهرامات الجيزة الخالدة، حيث كان يتم البناء ونقل الحجارة فى شهور فيضان النيل، وهى أربعة شهور فقط، تبدأ من يوليو وحتى نوفمبر.
 
ويقع المتحف المصرى الكبير بجوار واحدة من أعظم وأشهر المعالم الأثرية حول العالم وهى أهرامات الجيزة التاريخية، على بعد 2 كيلو متر مربع، ويضم المتحف 45 ألف متر للعرض المتحفى، وتشمل المساحة المتبقية مكتبة متخصصة فى علم المصريات، ومركزا للمؤتمرات، ومركز أبحاث، ومعامل للترميم، وسينما ثلاثية الأبعاد، وأماكن مخصصة لخدمة الزائرين مثل المطاعم، ومحال لبيع الهدايا، ومواقف انتظار السيارات ليشكل صرحا أثريا تاريخيا يضاف إلى حضارة مصر العظيمة.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق