أزمة الغاز في أوروبا.. هل سيكون الشتاء المقبل أسوأ من سابقه؟

الأربعاء، 16 أكتوبر 2024 01:06 م
أزمة الغاز في أوروبا.. هل سيكون الشتاء المقبل أسوأ من سابقه؟
صورة ارشيفية
هبة جعفر

هل سيكون شتاء اوروبا هذا العام اشد قسوة؟ هل ستتمكن اوروبا من توفير احتياجاتها من الغاز لتدفئة مواطنينها؟ كيف بدأت القارة الاوروبية استعداتها لاستقبال الشتاء؟ تساؤلات كثيرة طرحت مع قرب دخول فصل الشتاء ومعاناة العجوز الأوروبية من نقص امدادات الغاز فى ظل الحرب الروسية الأوكرانية حيث يشهد سوق الغاز فى أوروبا تحولاً عميقاً، يتسم بعوامل جيوسياسية تهدد بزعزعة استقرار العرض وزيادة التكاليف.
 
وكشفت  صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية إن مرافق تخزين الغاز فى أوروبا امتلأت بنسبة 94% قبل موعدها فى الأول من نوفمبر، لكن تلك المخزونات لا تلبى سوى 30% من الطلب خلال الشتاء، وهو ما يثير المخاوف من زيادة الطلب فى الأشهر المقبلة مما يزيد الأزمة تعقيدا.
 
وحذر الرئيس التنفيذى لشركة جازبروم أليكسى ميللر مؤخراً فى المنتدى الدولى للغاز فى سانت بطرسبرج، من أزمة جديدة فى الغاز بحلول الشتاء، وسلط الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن استقرار سوق الغاز الأوروبية.
 
ووفقا لميلر، فإن التقلبات فى أسعار الغاز وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، ويمكن أن تؤدى إلى أزمات جديدة فى العرض والأسعار. ويحدث هذا فى سياق خفضت فيه أوروبا، منذ الهجوم الروسى لأوكرانيا فى عام 2022، اعتمادها على الغاز الروسي بشكل كبير، واستبدلت الكثير من هذا العرض بواردات من مناطق أخرى مثل الولايات المتحدة والنرويج، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
 
ووفقاً لميلر، فإن العامل الرئيسى الذى يساهم فى هذه التقلبات هو تراجع التصنيع الذى تشهده أوروبا، حيث سجلت قطاعات مثل الصلب والأسمنت والمواد الكيميائية انخفاضات كبيرة فى الإنتاج بنسبة تصل إلى 10% فى العام ونصف العام الماضيين.
 
وقد أجبر هذا الاتجاه، المرتبط بارتفاع تكاليف الطاقة، العديد من الشركات الأوروبية على نقل عملياتها خارج المنطقة، وخاصة من ألمانيا، التى كانت تاريخياً قوة صناعية فى أوروبا.
 
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت شركة جازبروم عن انخفاض الطلب على الغاز فى الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة بنحو 11 مليار متر مكعب فى الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
 
وعلى الصعيد العالمى، تتوقع شركة جازبروم أن يصل الطلب على الغاز الطبيعى إلى 5.7 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050، مدفوعا بشكل رئيسى بالنمو فى الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند.
 
وهذا يضيف إلى فجوة تكاليف الطاقة المتزايدة بين أوروبا والاقتصادات العالمية الأخرى، مثل الولايات المتحدة، حيث تكاليف الطاقة أقل بما يتراوح بين 2 إلى 3 مرات، وأسعار الغاز أقل بما يصل إلى 5 مرات مما هى عليه فى أوروبا.
 
ومع ذلك، أشار ميلر أيضًا إلى أن الولايات المتحدة تشهد تباطؤًا فى إنتاج الغاز الصخرى وتزيد وارداتها من كندا، وهو مؤشر على القيود التى تواجه حتى واحدة من أكبر منتجى الغاز فى العالم.
 
وعلى الرغم من انخفاض الإمدادات الروسية إلى أوروبا، تواصل جازبروم استكشاف فرص جديدة فى الأسواق الناشئة، وتسليط الضوء على مشاركتها فى الجمعيات الدولية مثل البريكس.
 
من المقرر أن ينتهي اتفاق مرور الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا في ديسمبر المقبل، إذ رفضت أوكرانيا إجراء محادثات مع موسكو للتمديد.
 
وإلى الآن، تواصل شركة غاز بروم الروسية (Gazprom) توصيل الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا، واستقر معدل التدفق عند 42 مليون متر مكعب يوميًا خلال معظم أيام العام (2024).
 
ولم يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الغاز الروسي بعد الغزو، رغم حظر واردات النفط في 2022 وسقف أسعار عند 60 دولارًا للبرميل، لتقييد يد موسكو عن تمويل الحرب على أوكرانيا.
 
وتشمل القيود حظر نقل الشحنات الروسية من سفينة لأخرى قبالة مواني الاتحاد، والسماح للسويد وفنلندا بإلغاء بعض عقود الغاز المسال، وحظر الاستثمارات والخدمات التي تستهدف استكمال مشروعات الغاز المسال قيد الإنشاء في روسيا.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق