أصداء الحرب.. غزة جحيم مستمر والإنسانية تُنتهك

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024 05:08 م
أصداء الحرب.. غزة جحيم مستمر والإنسانية تُنتهك

على مدار 374 يومًا، تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة في ظل تصاعد العمليات العسكرية التي تتسبب في سقوط المزيد من الشهداء والمصابين. الحصار المفروض على القطاع، إلى جانب سياسة التجويع التي تمارسها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تجبر السكان الفلسطينيين على مواجهة خيارات محدودة وقاسية: الموت جوعًا أو قتلاً، أو الرحيل عن أراضيهم. هذه الظروف المأساوية تُلقي بظلالها الثقيلة على غزة، بينما الضفة الغربية تعاني هي الأخرى من الاعتداءات والاعتقالات اليومية التي تستهدف الفلسطينيين.
 
في مخيم جباليا، الذي يعاني من حصار إسرائيلي متواصل، شهدت الساعات الأخيرة قصفًا مدفعيًا استهدف مركزًا لتوزيع المساعدات، مما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة أكثر من 40 آخرين. كما شهدت المنطقة سقوط 5 شهداء في قصف استهدف منطقة بركة أبو راشد. منذ فجر يوم الاثنين، قُتل حوالي 30 فلسطينيًا نتيجة الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على مختلف مناطق القطاع.
 
وفي رفح، جنوب غزة، سقط 8 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف المواطنين بشكل مباشر. وما زالت مئات الجثث والجرحى محاصرة تحت الأنقاض نتيجة استمرار القصف المستمر، مما يعيق جهود فرق الإنقاذ في ظل الظروف الأمنية المتدهورة وحصار خانق يمنع دخول الوقود والمساعدات الإنسانية الأساسية. الوضع في رفح يعكس حالة القطاع ككل، حيث يعاني الفلسطينيون من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية.
 
في دير البلح، وسط القطاع، استهدف قصف إسرائيلي خيمة تؤوي نازحين، مما أدى إلى استشهاد شخص وإصابة عدد من المدنيين. كما أفادت التقارير الإعلامية الفلسطينية بوقوع عدد من الشهداء والمصابين نتيجة استهداف ساحة مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، وهو ما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية في القطاع الذي يعاني بالفعل من تدهور مريع في الأوضاع الصحية.
 
في هذا السياق، عبّر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عن قلقه الشديد من الوضع في غزة، واصفًا إياها بـ"الجحيم الذي لا ينتهي"، محذرًا من أن يصبح هذا الواقع المأساوي أمرًا اعتياديًا. وأكد على ضرورة تغليب الإنسانية في التعامل مع الأزمة، مشيرًا إلى أن حملة التطعيم التي كان من المقرر تنفيذها في إحدى مدارس الأونروا قد ألغيت بعد أن استهدف قصف إسرائيلي المنطقة، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا.
 
من جانبها، أعلنت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، والمرشحة الديمقراطية للرئاسة، عن ضرورة أن تبذل إسرائيل المزيد من الجهود لتسهيل وصول المساعدات إلى المحتاجين في قطاع غزة، كما نقلت وسائل إعلام أمريكية.
 
في الضفة الغربية، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الاقتحامات في عدة بلدات، منها مدينة حلحول شمال الخليل وبلدة العساكرة شرق بيت لحم، حيث اعتقلت عشرات الفلسطينيين. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم ومدينة الخليل، وداهمت عددًا من المنازل والمحال التجارية، مواصلة بذلك حملات الاعتقال والاعتداءات اليومية التي تزيد من معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
 
وفي تطور خطير، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس خطة لتفريغ شمال قطاع غزة من المدنيين عبر تجويع من تبقى منهم بعد قطع المساعدات الإنسانية. وتقوم هذه الخطة، التي اقترحها عدد من الجنرالات المتقاعدين، على تصعيد الضغط على سكان شمال غزة، ومنحهم مهلة أسبوع واحد لمغادرة الثلث الشمالي من القطاع، بما في ذلك مدينة غزة، قبل إعلانها منطقة عسكرية مغلقة.
 
الخطة تقتضي اعتبار من يبقى في المنطقة من المقاتلين، مما يمنح الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر لقتلهم بموجب القوانين العسكرية، ومنعهم من الوصول إلى الطعام أو الماء أو الأدوية أو الوقود. وتهدف هذه الخطة إلى كسر شوكة حركة حماس في شمال غزة، وإجبارها على الاستسلام والإفراج عن المحتجزين الذين لا يزالون في قبضتها.
 
تأتي هذه التطورات في ظل أجواء دولية من القلق المتزايد حول تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مع تصاعد الدعوات لضرورة إيجاد حل سياسي عاجل ينهي العنف المستمر ويوفر الحماية للمدنيين الفلسطينيين، الذين يعانون من نتائج الحصار والاعتداءات المتواصلة.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق