دور العلاج النفسي في مواجهة الإلحاد.. دعم الأفراد في أزماتهم الوجودية

الإثنين، 14 أكتوبر 2024 12:24 م
دور العلاج النفسي في مواجهة الإلحاد.. دعم الأفراد في أزماتهم الوجودية
ريهام عاطف

يتلقى عالمنا العربى والإسلامى موجات من الإلحاد والتشكيك تستهدف شبابنا، فبعد أن كان الفكر الإلحادي مقتصرًا على دوائر ضيقة من يطلقون على نفسهم النخبة، انتقل إلى الشباب بعد سلسلة من الأفكار التي تم تبسيطها بحيث يسهل على الشباب تلقفها والإيمان بها.
 
وأوضح محمد حبيب، باحث بدار الإفتاء وأخصائي نفسى في ملف الإلحاد والتطرف والخطاب الديني، أن الإلحاد من منظور نفسى اجتماعي، يحدث ارتباكًا فى المعايير الأخلاقية، ويمكن أن يؤدى إلى صراع بين الأفراد حول ما هو مقبول وغير مقبول اجتماعيًا، مؤكدا أنه يؤدى إلى شعور بعدم اليقين لدى الأفراد حول كيفية توجيه سلوكهم الأخلاقي.
 
فعلي المستوى الفردى فالإلحاد قد يضع الفرد أمام تساؤلات وجودية عميقة حول معنى الحياة، أو الغاية من الوجود، أو الموت، أو سبب الشر، مشيرا إلى أن هذہ التساؤلات قد تؤدى إلى ما يُعرف بـ "القلق الوجودي"، وهو شعور بالضياع أو عدم اليقين بشأن مغزى الحياة، والذى قد يُسبب اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، خاصة إذا لم يتمكن الشخص من إيجاد إجابات وافية من وجهة نظرہ أو بدائل لتلك الأسئلة.
 
وأضاف يمكن معالجة الجوانب النفسية والفلسفية للإلحاد؛ فبعض الملحدين ينجذبون إلى الإلحاد نتيجة تجارب شخصية مؤلمة، مثل فقدان أحد الأحبة أو التعرض لأزمات نفسية ،  وهنا يلعب العلاج النفسى دورًا فى فهم هذه التجارب وتقديم دعم عاطفي.
 
فالتعافى من هذه التجارب قد يقلل من الانجذاب نحو الإلحاد الذى يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الشعور بالتمرد أو الألم النفسي، وكذلك بعض الناس يتجهون إلى الإلحاد لأنهم يشعرون بأن الأديان التقليدية لا توفر لهم إجابات مقنعة حول معنى الحياة.
 
وهنا يأتى دور الفلسفة الإسلامية أو النهج الدينى التكاملى الذى يعزز فهمًا أعمق للوجود والروح، مع احترام العقل والتفكير النقدي.
 
وأكد محمد حبيب على ضرورة مخاطبة الشباب باستخدام أساليب تواصل تتناسب مع اهتماماتهم ولغتهم اليومية، مع تقديم المعلومات بطرق مبسطة وواضحة، مضيفا أن من المهم الاستماع إلى تساؤلاتهم واحترام وجهات نظرهم، وتقديم ردود تستند إلى المنطق والحوار البناء بدلاً من الوعظ المباشروالاعتماد على الأمثلة الواقعية، والتكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعى يساعد فى إيصال الرسائل بشكل فعّال.
 
كما أن التركيز على القيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز التفكير النقدى بطرق محفزة، يمكن أن يجعل الحوار أكثر تأثيرًا ويشجع الشباب على التفاعل والتفكير بعمق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة