كيف غيّرت حرب أكتوبر مسار التاريخ المصري والعربي؟

الإثنين، 07 أكتوبر 2024 03:42 م
كيف غيّرت حرب أكتوبر مسار التاريخ المصري والعربي؟
هانم التمساح

غيرت حرب أكتوبر مسار التاريخ المصرى والعربي، وغيرت مفاهيم كثيرة فى القتال والاستراتيجيات العسكرية بالعالم، فكانت علامة فارقة فى تاريخ المنطقة العربية والشرق الأوسط، لما تضمنه هذا النصر من دروس استراتيجية كثيرة.
 
ويرى خبراء استراتيجيون أن هذا النصر العظيم، الذي حققته القوات المسلحة المصرية، استند إلى عدة عوامل،  أبرزها التخطيط الجيد، خاصة في مرحلة ما بعد يونيو 1967، حيث عملت القيادة السياسية والعسكرية على إعادة تنظيم القوات، ووضع الخطط الاستراتيجية التي مكنت قواتنا المسلحة في خوض معارك الاستنزاف بنجاح منقطع النظير، وصولا إلى نصر أكتوبر العظيم.
 
اللواء طيار دكتور هشام الحلبى المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، يقول  إن حرب السادس من أكتوبر كانت حربا من أجل الشرف والكرامة، واسترداد الأرض الغالية، كما أن تلك الحرب كانت مرحلة لاحقة لمحاولات إجراء مفاوضات سلام قبل 1973، ولكن كانت إسرائيل تردد دائما وقتها قاعدة «السلام مقابل السلام»، وهو ما يعني أن تظل الأرض معها، وهو الأمر الذي رفضته مصر تماما، وكان لزاما على مصر خوض معركة لكسر نظرية الأمن الإسرائيلية .
 
وأكد الحلبي أن حرب أكتوبر 1973، أن تلك الحرب أحدثت تغييرا كبيرا في الفكر الإسرائيلي الذي أُجبر على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ويتغير المبدأ فيما بعد إلى «الأرض مقابل السلام»، وهو ما اعتُبر تغييرا جوهريا في الفكر الإسرائيلي بالنسبة لمصر. وأوضح أن القوات المسلحة المصرية حققت الانتصار في أكتوبر 1973 نتيجة للتخطيط الجيد والإعداد المتميز لتلك المعركة، فضلا عن استخدام نظريات لعل أبرزها «الخداع الاستراتيجي» الذي أثبت جدارته في مرحلة الإعداد للمعركة.
 
ولفت الحلبى  إلى أن تلك الحرب كانت مفتاحا لتنمية سيناء عبر مسارين مهمين، أولاهما الحماية العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة، والآخر هو الحماية التنموية بمشروعات التنمية التي تساعد في زيادة عدد السكان مما يحمي سيناء لأنها البوابة الشرقية التي جاءت منها كل التهديدات على مر التاريخ. من جهته، يرى اللواء الدكتور محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن القوات المسلحة القوية هي الأساس لحماية الدولة، وحفظ استقراراها وأمنها، مشيرا الى أن حرب أكتوبر كانت علامة فارقة في تاريخ الدولة المصرية، حيث وضعت مصر من خلالها أسسا وقواعد لحفظ أمنها واستقرارها من أي تهديدات.
 
وتحدث مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، عن المرحلة التي تبعت نكسة يونيو 1967، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبته إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة في رفح الروح المعنوية للجنود، كما لعبت جولات القادة العسكريين المصريين آنذاك وحرصهم على التواجد وسط الجنود دورا كبيرا في استنهاض الهمم ورفع الروح المعنوية ،مؤكدا أن هذا النصر  سبقته واحدة من أفضل الفترات وهي فترة حرب الاستنزاف التي شهدت بطولات وأفكارا عظيمة للقيادة العسكرية المصرية، وأرسلت تلك الحرب «رسائل إنذار» إلى إسرائيل بأن مصر لن تفرط فى شبر واحد من أرضها، و أنه تم البناء على حرب الاستتنزاف عند التخطيط لحرب السادس من أكتوبر 
 
وأوضح  أن نصر السادس من أكتوبر كان نقطة فارقة وأساسا للسلام القائم على القوة، منوها بأن القوات المسلحة أثبتت في تلك الحرب أنها قوية وقادرة على اتخاذ كل ما يلزم لدفع كافة التهديدات والتحديات التي تحدق بالأمن القومي المصري.
 
من جانبه، قال اللواء محمد زكي الألفي  أحد أبطال حرب أكتوبر والمستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية أن حرب أكتوبر 1973 كانت واجبة بالنظر إلى الأهمية القصوى لسيناء التي تعد العمق الاستراتيجي لمصر من الجهة الشرقية، وتمثل قاعدة الدفاع عن البلاد ضد أي عدوان قادم من هذا الاتجاه.
 
وأكد اللواء محمد زكي الألفي، أن القوات المسلحة المصرية حققت معجزة بكافة المقاييس في حرب السادس من أكتوبر، بالنظر إلى فارق الإمكانيات والتسليح الكبير بين إسرائيل ومصر، ولكن تبقى العبقرية المصرية والعزيمة التي تستطيع حسم أي معركة أو حرب لصالح المصريين.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة