عام على حرب الإبادة في غزة.. المنطقة تتحول إلى قطعة نار مشتعلة

السبت، 05 أكتوبر 2024 01:50 م
عام على حرب الإبادة في غزة.. المنطقة تتحول إلى قطعة نار مشتعلة

المجتمع الدولى يسقط فى الامتحان الكاشف بوقوفه عاجزا مكتوف الأيدى عن حماية المدنيين ومواجهة الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية 
القاهرة تحذر من الانزلاق لحالة خطيرة من التصعيد وعدم الاستقرار.. وتؤكد: وقف إطلاق النار بغزة طريق إنهاء حالة التوتر 

 
عام مر على حرب الإبادة والقتل والإجرام التى تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة، مخلفة وراءها أكثر من 41 ألف شهيد وعشرات الآلاف من المصابين، وتهجير أكثر من نصف سكان القطاع من بيوتهم.
عام مر دون أفق واضح للحل، بل إن إسرائيل تعمد إلى توسعة الحرب، من غزة إلى لبنان، بشنها هجمات متتالية على الجنوب اللبنانى فى أعقاب اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وعدد كبير من قيادات الحزب.
مر عام على «حرب غزة» التى كانت «الامتحان الكاشف»، كما وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسى، للمجتمع الدولى الذى وقف عاجزا مكتوف الأيدى عن حماية المدنيين، بل تخطى الأمر إلى عجزه عن فرض احترام قوانينه وقيمه، ولم يضطلع بمسئوليته الأخلاقية والإنسانية والقانونية، وتعامل مع تلك الحرب الإجرامية بسياسة الكيل بمكيالين، كما كانت تلك الحرب اختبارا أسقط أقنعة دول كبرى لطالما رفعت شعار العدالة واحترام حقوق الإنسان، ولكن الواقع كشف زيف ادعاءاتهم حينما تركت تلك الدول الاحتلال الإسرائيلى يعيث فى الأرض فسادا، قتلا وتدميرا وانتهاكا وخرابا، مرة بسلاح إطلاق النار ومرة بسلاح الجوع والعطش.
هذا العام كشف أن العالم يعيش اليوم حالة غير مسبوقة من انتهاك المواثيق الدولية التى ضربت بها إسرائيل عرض الحائط على مسمع ومرأى من المجتمع الدولى، ما أفقده مصداقيته، لا سيما بعد أن فشل مجلس الأمن على مدار عام كامل فى تنفيذ مهمته التى أنشئ من أجلها، وهى حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين وقت الصراعات، إذ لم يستطع إصدار قرار واحد يوقف إطلاق النار وينقذ الأبرياء، بل إنه شجع إسرائيل بتخاذله على التمادى فى الإبادة وخرق المواثيق الدولية وانتهاك سيادة دول المنطقة وجرها إلى ساحة الحرب.
عام انقضى، لتبدأ معه إسرائيل عاما آخر بدأته بجريمة أخرى، فبعد هدوء حذر واتفاق غير معلن على عدم تخطى الخطوط الحمراء استمر لعدة أشهر، عادت إسرائيل الأسبوع الماضى، لتشعل لبنان، بتصعيد وتهديد واستمرار لعملية الاغتيالات التى طالت غالبية قيادات حزب الله، وفى مقدمتهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، ضاربة عرض الحائط بكل النداءات والتحركات الدولية التى تستهدف إيقاف آلة القتل والدمار التى تمارسها تل أبيب، والتى تستهدف من خلالها تحويل المنطقة إلى قطعة نار مشتعلة.
من غزة إلى لبنان، ومن قبلها وبعدها ضربات فى سوريا واليمن، واستهداف لعناصر وأماكن فى إيران، تواصل إسرائيل همجية، تريد من خلالها إبقاء الشرق الأوسط على حالة التوتر، فضلا عن توسيع دائرة الصراع.
ومع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية، تواصل الدبلوماسية الدولية دورها على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى لبنان وغزة، والعودة إلى حالة الهدوء التى سبقت السابع من أكتوبر 2023.
ووسط هذه الحالة من الضبابية، أكدت مصر على لسان الرئيس السيسى، موقفها بضرورة الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسلامة أراضيه، ورفض أى انتهاك لسيادته ومقدرات شعبه الشقيق، مع استمرار تحذير مصر من مغبة الإمعان فى سياسات التصعيد العسكرى، بما لها من تداعيات خطيرة غير معلومة العواقب، كما أكد الرئيس السيسى ضرورة استمرار المساعى الدولية الجادة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، باعتباره طريق استعادة الاستقرار بالمنطقة وإنهاء حالة التوتر الجارية، وبما يسمح بدفع مسار السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لإرساء السلام والأمن والتنمية بشكل مستدام بالمنطقة.
الأسبوع الماضى، أجرى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى، تناول العدوان الإسرائيلى على لبنان، حيث أكد الرئيس السيسى دعم مصر الكامل للبنان، ووقوفها بجانبه فى هذه الظروف الدقيقة، ورفضها المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه، مشددا على ضرورة الوقف الفورى والشامل والدائم لإطلاق النار بكل من لبنان وغزة، ومنوهاً فى هذا الصدد إلى أن عدم اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته لوقف الممارسات العدوانية تجاه الأراضى الفلسطينية ولبنان، يهدد بانزلاق المنطقة لحالة خطيرة من التصعيد، بما يضع الاستقرار والسلم الإقليميين والدوليين على المحك.
ووجه الرئيس السيسى، بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة للبنان بشكل فورى، تضامنا مع شعبه الشقيق، ومؤكدا استمرار دعم مصر للبنان على جميع الأصعدة.
وثمن رئيس الوزراء اللبنانى، الموقف المصرى الداعم لبلاده وللدولة اللبنانية، ومشيدا فى ذلك السياق بالدور الذى تقوم به مصر لاستعادة الأمن والاستقرار فى المنطقة.
السؤال الآن.. إلى أين ستذهب المنطقة، وما مصير الهدنة والتهدئة فى غزة، وهل تحولت إلى سراب؟.. وأسئلة أخرى كثيرة طرحناها على 3 متخصصين فى الشأن الإسرائيلى والوضع الفلسطينى الداخلى، علنا نجد لديهم الإجابة.
الأول هو السفير عاطف سيد الأهل سفير مصر الأسبق بإسرائيل، والثانى هو أحمد المجدلانى الأمين العام لجبهة النضال الشعبى الفلسطينية، والثالث هو الدكتور مصطفى البرغوثى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية. 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق