اشتباكات ومعارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم.. نار الحرب تحرق السودان
الجمعة، 04 أكتوبر 2024 03:40 م
اشتباكات ومعارك عنيفة شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم، إذ اندلعت معارك ضارية في منطقة المقرن وسط العاصمة، مع استمرار العملية العسكرية المباغتة التي بدأها الجيش السودانى الخميس 26 سبتمبر، لاستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاثة، والتي تتمركز فيها قوات الدعم السريع، منذ بداية الحرب إبريل 2023.
يأتي هذا وسط حرص الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السودانى، على التواجد ما بين الخرطوم وأم درمان لإدارة العمليات العسكرية، ومتابعة ما تحقق منذ بدء الهجوم المفاجئ.
فيما رحبت الحكومة السودانية بقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، برفع العقوبات الأمريكية على السودان، بموجب قانون مكافحة الاتجار بالبشر، وهو ما يتيح للسودان الاستفادة من برامج المساعدات الأمريكية، خصوصا في ظل الدمار الذى خلفته الحرب على البنية التحتية في البلاد.
تجددت الاشتباكات الخميس، بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، التي شاهدت معارك ضارية في الساعات الأولى من الخميس، ووقعت المعارك في منطقة المقرن وسط العاصمة، باستخدام مختلف أنواع الأسلحة.
وكشفت وسائل إعلام سودانية، سماع دوى انفجارات شديدة، فجر الخميس جراء القصف المدفعي، وتزامنت هجمات للجيش على وسط الخرطوم مع قصف نفذته المسيرات علي مواقع تابعة للدعم السريع في أحياء الأزهري والمجاهدين جنوب الخرطوم.
وتصاعدت أعمدة الدخان، بأحياء جبرة ومحيط سلاح المدرعات وشرق النيل.
وكان الجيش السوداني قد شن عدة غارات جوية الليلة الماضية استهدفت مواقع للدعم السريع في ضاحية شرق النيل والمنشية ومنطقة بري، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.
ومن جهة أخرى، أكد شهود عيان، أن المضادات الجوية في ولاية نهر النيل تمكنت من إسقاط 3 طائرات مسيرات تتبع قوات الدعم السريع، فجر الخميس، شرق مدينة عطبرة دون وقوع خسائر مادية أو بشرية.
ومن جهته حرص عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، على البقاء ما بين أم درمان ومنطقة الكدرو العسكرية شمالي الخرطوم بحري، وسط تكهنات ببقائه هناك لإدارة عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على العاصمة.
وزار البرهان الفرقة الثالثة مشاة بشندي، متفقداً سير العمليات، وذلك بعد ساعات من مهاجمة قوات الدعم السريع لمقر الفرقة، نحو 150 كيلومتراً شمالي العاصمة السودانية، بثماني طائرات مسيرة، قبل أن تتمكن الفرقة من إسقاطها جميعا.
وكان الجيش السوداني، قد شن الخميس 26 سبتمبر، عملية برية واسعة ضد قوات الدعم السريع بتغطية من سلاحي الجو والمدفعية، عبر خلالها من أم درمان جسري النيل الأبيض إلى الخرطوم العاصمة وتموضع في منطقة المقرن.
ومهدت هذه العملية لعبور الجيش من شمالي أم درمان جسر الحلفايا لتلتحم قواته بقوات منطقة الكدرو العسكرية وتنفتح على كامل ضاحية الحلفايا، بينما تراجعت قوات الدعم السريع جنوباً حتى شمبات، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ووصل البرهان إلى منطقة الكدرو العسكرية شمالي الخرطوم بحري وقاعدة حطاب العملياتية في أول ظهور له بالمنطقة منذ اندلاع الحرب، حيث تفقد مواطني المنطقة التابعة لمحلية شرق النيل، شرقي ولاية الخرطوم.
فيما قال مجلس السيادة الانتقالي، في بيان إن البرهان تفقد قوات جهاز المخابرات العامة والمواطنين بمدينة أم درمان، حيث أظهرت مقاطع مصورة البرهان وهو بين المواطنين في شارع الوادي بضاحية الثورة في محلية كرري شمالي أم درمان.وكشف مصدر عسكرى، أن البرهان سيكون أكثر قرباً من العمليات العسكرية في محور مصفاة الخرطوم ومحاور الجيش في الخرطوم وفي الخرطوم بحري، وأشار إلى أن السيطرة على مواقع الدعم السريع في مصفاة الخرطوم ستؤمن ظهر الجيش حتى يتمكن من استعادة السيطرة على كامل الخرطوم بحري والتحام قوات منطقة الكدرو وحطاب بقوات سلاح الإشارة أقصى جنوب الخرطوم بحري، وبالتالي فك الحصار المضروب على مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم.
ومن جهة أخرى، رحبت الحكومة السودانية بقرار جو بايدن، الرئيس الأمريكي، برفع بعض القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان بموجب قانون مكافحة الاتجار بالبشر، وهو ما سيمنح السودان فرصة الحصول على مساعدات التنمية الأمريكية والاستفادة من برنامج الرعاية الصحية العالمية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وعلق حسين عوض وزير الخارجية السوداني، على القرار، وقال إنه يمثل تقدماً مهماً في العلاقات بين البلدين وسيساهم في جهود إعادة الإعمار، خاصة تأهيل القطاع الصحي، وفقا لوسائل إعلام سودانية.
ودعا عوض، الحكومة الأمريكية إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات التي تسمح للسودان بالاستفادة من جميع المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة، نظراً للحاجة الملحة في ظل الحرب المفروضة عليه والكوارث الطبيعية التي تعرض لها.
وكان الرئيس الأمريكي، قد قرر استخدام صلاحياته الرئاسية هذا العام لإعفاء السودان من العقوبات المفروضة بموجب قانون حماية ضحايا الاتجار بالبشر الأمريكي لعام 2000، للسماح باستمرار المساعدات بموجب أحكام مساعدات التنمية وبرامج الصحة العالمية.
وزير الصحة يكشف عدد مصابي الكوليرا وخسائر القطاع الصحي بسبب الحرب
وفيما يخص الوضع الوبائى في السودان، كشف وزير الصحة السوداني الدكتور هيثم محمد إبراهيم، عن حصيلة جديدة للإصابات وحالات الوفاة بالكوليرا في 10 ولايات سودانية تفشى فيها الوباء، وأكد ارتفاع عدد الوفيات إلى 555 شخصا، والمصابين إلى 18 ألفا و900.
وأكد أن الصعوبات تزايدت أمام إيصال الإمدادات وتقديم الخدمات الطبية واحتواء الأوبئة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وفقا لتصريحات صحفية.
وشدد وزير الصحة، أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع الصحي في السودان، هي أمن وسلامة الكوادر الطبية لإيصال الإمدادات الطبية في الولايات والمناطق التي تسيطر عليها أو تقطع طرقها الدعم السريع، بجانب تحدي قلة التمويل المخصص للتدخلات الصحية.
وأشار إلى أن التقدير الفعلي للاحتياج الصحي والإنساني في السودان، هو 4.7 مليارات دولار، وفقا لتقارير الأمم المتحدة، مشددا على أن ما وصل إليهم من دعم لم يتعدى 25% من المبلغ المطلوب، وتابع: "نحن غير قادرين على الإيفاء برواتب ومستحقات الكوادر الطبية".
وكشف عن خسائر كبيرة لحقت بالقطاع الصحي، بسبب الحرب بلغت 11 مليار دولار تمثل قيمة ما فُقد من المعدات والأجهزة الطبية والإمداد الدوائي وتخريب المستشفيات ونهب عربات الإسعاف والنقل والشحن وغيرها، موضحا أن السودان به 700 مستشفى، وأن ثلثها أصبح خارج الخدمة بسبب الحرب.