سوريا على خط النار.. استهداف قيادات عسكرية في دمشق وسط تصعيد شامل في المنطقة

الثلاثاء، 01 أكتوبر 2024 11:14 ص
سوريا على خط النار.. استهداف قيادات عسكرية في دمشق وسط تصعيد شامل في المنطقة
أرشيفية

شهدت العاصمة السورية دمشق مؤخرا تطورا لافتا يتمثل في استهداف قيادات عسكرية بارزة في إطار تصعيد شامل تشهده المنطقة، ولايقتصر هذا التصعيد على سوريا فقط، بل يرتبط بسلسلة من التحركات الإقليمية والدولية التي تزيد من توتر الأوضاع وتثير مخاوف من تفجر صراع أكبر.
 
وتزايدت العمليات العسكرية والاستخباراتية الموجهة ضد شخصيات عسكرية وأمنية رفيعة المستوى في سوريا خلال الفترة الأخيرة، ويُعتقد أن هذه العمليات تستهدف إضعاف القوة العسكرية للنظام السوري أو المجموعات المتحالفة معه، كما تأتي في سياق مواجهة النفوذ الإيراني وحلفائه في المنطقة، حيث يبرز دور دمشق كمحور استراتيجي لهذه التحالفات.
 
وتشير التقارير إلى أن الاستهدافات كانت دقيقة، واستهدفت مواقع حساسة يعتقد أنها تحتوي على قيادات عسكرية بارزة أو مستودعات أسلحة، ونسبت بعض العمليات إلى إسرائيل، التي تقوم بعمليات عسكرية منتظمة داخل سوريا لاستهداف مواقع عسكرية مرتبطة بإيران أو حزب الله.
 
ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس للغاية، حيث يشهد الشرق الأوسط تصاعدًا في التوترات بين القوى الإقليمية والدولية، منها الملف النووي الإيراني، والنزاعات في لبنان واليمن، والتوترات في العراق، وغيرها من العوامل التي تؤدي إلى زيادة التعقيد في المشهد السوري.
 
ويعد جيش الكيان الصهيوني المتورط الأول في تلك العمليات حيث ترى إسرائيل أن وجود القوات الإيرانية في سوريا تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، كما تزايدت التقارير عن استخدام طائرات مسيرة وعمليات سرية لاستهداف مواقع حساسة داخل سوريا.
 
ولا تقتصر تأثيرات هذه الهجمات على سوريا وحدها، بل تمتد إلى المحيط الإقليمي، حيث يؤدي التصعيد في دمشق إلى ردود فعل عنيفة من قبل إيران وحلفائها، مما يهدد بإشعال جبهات أخرى في المنطقة، واحتمال وقوع ردود انتقامية قد يخلق حلقة جديدة من العنف، خاصة إذا تم استهداف مصالح إسرائيلية أو أمريكية في العراق أو لبنان أو حتى داخل سوريا، إضافة إلى ذلك يمكن لهذا التصعيد أن يؤثر على محادثات السلام المتعثرة، سواء فيما يتعلق بالأزمة السورية أو الملف النووي الإيراني، وزيادة الضغط العسكري قد تدفع الأطراف إلى تعزيز مواقفها التفاوضية أو حتى اللجوء إلى مزيد من العنف.
 
 
 
وتابع المجتمع الدولي بقلق متزايد هذه التطورات، حيث صدرت تصريحات من الأمم المتحدة وبعض الدول الكبرى تدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة، ومع ذلك، هناك تحفظ في اتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الهجمات بسبب تعقيدات المشهد الإقليمي والمصالح المتداخلة.
 
ويشكل استهداف القيادات العسكرية في دمشق تطورا خطيرا في ظل التصعيد المتزايد في المنطقة، وقد تكون هذه الهجمات جزءا من استراتيجية أوسع لتحجيم النفوذ الإيراني وتقويض التحالفات العسكرية في سوريا، لكنها في الوقت ذاته تفتح الباب أمام مزيد من العنف وردود الفعل الانتقامية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق