السباق نحو البيت الأبيض.. مناظرة نائب الرئيس تُلقي الضوء على دور الحسم في الانتخابات الأمريكية 2024
الثلاثاء، 01 أكتوبر 2024 10:36 ص
تعتبر مناظرات نائب الرئيس أحد أبرز الأحداث السياسية في الانتخابات الأمريكية، حيث تُعطى فرصة للجمهور لتقييم مواقف وأداء المرشحين الذين قد يصبحون القادة المحتملين للبلاد في حال حدوث أي طارئ للرئيس المنتخب، وفي انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، هذه المناظرة لا تشكل مجرد تبادل للآراء، بل هي محطة حاسمة قد تؤثر بشكل كبير على مسار الانتخابات ونتائجها.
ومن المقرر أن يعقد اليوم الثلاثاء، مناظرة نائب الرئيس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ، الديمقراطى تيم والز والجمهورى جي دى فانس، فى مواجهة يشير المحللون إلى أنها ربما يكون لها دورا فى التأثير على الناخبين، وهو أمر غير معتاد، فى ظل كونها أخر الاحداث الهامة فى سباق البيت الأبيض قبل التصويت فى الانتخابات فى الخامس من نوفمبر المقبل.
ولا تقتصر المناظرة بين مرشحي منصب نائب الرئيس فقط على مواقف المرشحين الشخصية، بل تهدف إلى تسليط الضوء على القضايا الأساسية التي تهم الناخبين مثل الاقتصاد، الصحة، والسياسة الخارجية، وعادة ما يُنتظر من هذه المناظرة أن تقدم نظرة شاملة حول رؤية الحزبين المتنافسين (الديمقراطي والجمهوري) للمستقبل. يمكن لهذه المناظرات أن تقلب موازين الدعم الشعبي، خاصة إذا أظهر أحد المرشحين براعة كبيرة في طرح الأفكار أو الرد على الانتقادات.
على الرغم من أن دور نائب الرئيس يُعتبر بروتوكوليًا إلى حد كبير، إلا أن الواقع العملي يظهر أهمية أكبر لهذا المنصب، حيث يتوقع من نائب الرئيس في الولايات المتحدة أن يكون مستشارًا رئيسيًا للرئيس وأن يدير بعض الملفات المهمة، لذلك، تُعَد المناظرة فرصة للمرشحين لإثبات قدراتهم على القيادة والحسم.
وقد تشكل هده المناظرة فرقا حاسما في توجية الأصوات بانتخابات 2024، حيث يساهم في بعض الأحيان أداء نائب الرئيس في تغيير نظرة الناخبين المترددين أو حتى تشجيع الفئات الأقل اهتمامًا بالمشاركة في العملية الانتخابية، كما يمكن أن تكشف المناظرة عن الفروق الدقيقة في السياسات التي قد لا تكون واضحة في الحملات الانتخابية.
ويواجه كل من المرشحين تحديات خاصة في مناظرة نائب الرئيس، حيث من الضروري أن يظهروا مستعدين لتولي المنصب في حالة الضرورة، كما يتعين عليهم التزام نبرة إيجابية وعملية مع تجنب الوقوع في المصائد الخطابية التي قد يستخدمها الخصوم لإضعاف موقفهم.
وفيما يتعلق بالدور التقليدى لنائب الرئيس الأمريكى، تقول وكالة أسوشيتدبرس إنه يترأس مجلس الشيوخ وله سلطة كسر التعادل، مثلما فعلت هاريس نحو 33 مرة، وهو رقم قياسى، كما أن نائب الرئيس يترأس عملية التصديق على نتائج الانتخابات فى الكونجرس، وهو دور احتفالى، مثلما فعلى نائب الرئيس السابق مايك بنس بعد أحدث اقتحام الكونجرس فى 6 يناير 2021، فى محاولة لعرقلة التصديق على فوز جو بايدن فى انتخابات 2020، وصاح بعض أنصار ترامب حينئذ "اشنقوا مايك بنس"، وتظل المهمة الأساسية لنائب الرئيس هى تولى المسئولية فى حال ما أصاب الرئيس الامريكى مكروه. وقام بهذا الدور تسعة نواب بعد وفاة الرئيس أو تركه منصبه، كان آخرهم جيرالد فورد الذى أصبح رئيسا بعد استقالة ريتشارد نيكسون فى 1974.
ويحدد التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكى، والذى تم التصديق عليه فى عام 1967، القواعد الخاصة بهذا الشأن، وينص على أن نائب الرئيس يصبح رئيسا فى حالة الإطاحة بالرئيس من منصبه أو وفاته أو استقالته. ويسمح للرئيس والكونجرس بتعيين والموافقة على نائب رئيس جديد لو أصبح المنصب شاغرا.
ومن أبرز مناظرات نائب الرئيس فى التاريخ الأمريكى، وفقا لأسوشيتدبرس، مناظرة هاريس نفسها مع مايك بنس فى سباق 2020، عندما رفضت مقاطعته لها وقالت بصرامة "إننى أتحدث". كذلك مناظرة المرشحة الجمهورية سارة بالين والديمقراطى جو بايدن فى سباق 2008، وكانت بالين ذات شعبية مثيرة فى هذا الوقت. وخلال المناظرة اقتربت بالين من بايدن وقالت له "هل يمكننى أن أناديك جو"، خشية أن تناديه خطأ أوباما.